عبد المنعم فوزى

رمضان جانا.. أهلاً بـ"السعادة الحقيقية"

الأربعاء، 11 أغسطس 2010 07:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام وأنتم بخير.. شهر الصيام جاى السنة دى فى عز الحر ولكن إحنا دايما بنتعب فى الأيام الأولى وبعدين نتعود والواحد منا بيقعد وينسى نفسه مع المسلسل اللى بيجر برنامج والبرنامج يجر الفزورة والسحور ييجى نتسحر وننام.. المشكلة اننا بننسى الغرض من الصيام لأن لا الغنى بيحس بألم الجوع، ولا الفقير بيرضى بالمقسوم ليه.طب هل الصوم المقصود بيه ان نعذب أنفسنا بالجوع والعطش ولا فوائد الصيام مخفية على الكتير منا؟ شوف يا صاحبى الإنسان تحكمه عاداته، ويصل به الأمر إلى أن يصبح مجموعة من العادات، تتحكم فيه إلى درجة تحويلة لآلة من الآلات كل يوم يعمل نفس الأعمال من أكل وشرب وخناق.. النتيجة إننا نصبح عبيدا لعاداتنا والصيام يحررنا من هذه العبودية، الصيام بقى بيخلينا بنى ادمين، حتى لا نتصرف زى الآلة.. الحكاية وما فيها أن الصيام بيدربنا على الصبر ولكننا بننسى كل ده وبنخلى رمضان شهر الأكل والإنفاق والمشاكل.الدليل اننا بنصرف أكثر من 30 مليار جنيه (نحو 5 مليارات دولار) على الأكل ده بقى الكلام اللى قلته دراسة أصدرها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية‏‏ والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أننا بننفق خلال شهر رمضان 30 مليار جنيه مصرى على الأكل بمعدل مليار جنيه يوميا وأن ‏83%‏ من المصريين يغيرون عاداتهم الغذائية فى رمضان فيرتفع استهلاكهم من الحلوى بنسبة ‏66.5% بينما يتزايد استهلاكهم من اللحوم والطيور بنحو ‏63% ومن المكسرات بنسبة ‏25%‏ نتيجة تبادل الزيارات والولائم التى تزيد بنسبة‏ 23%‏ مقارنة بباقى شهور العام.طب عارفين الخواجات بيقولوا ايه عن الصيام الكاتب توم برنز من مدرسة كولومبيا للصحافة بيقول "إننى أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فعلى الرغم من أننى بدأت الصوم بهدف تخليص جسدى من الوزن الزائد إلا أننى أدركت أن الصوم نافع جدا لتوقد الذهن، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر، فلم تكد تمضى عدة أيام من صيامى حتى شعرت أنى أمر بتجربة سمو روحى هائلة،" برضه قال "إننى عندما أصوم يختفى شوقى تماما إلى الطعام، ويشعر جسمى براحة كبيرة، وأشعر بانصراف ذاتى عن النزوات والعواطف السلبية كالحسد والغيرة وحب التسلط، كما تنصرف نفسى عن أمور علقت بها مثل الخوف والارتباك والشعور بالملل، كل هذا لا أجد له أثرا مع الصيام، إننى أشعر بتجاوب رائع مع سائر الناس أثناء الصيام، ولعل كل ما قلته هو السبب الذى جعل المسلمين وكما رأيتهم فى تركيا وسـوريا والقدس يحتفلون بصيامهم لمدة شهر فى السنة احتفالا جذابا روحانيا لم أجد له مثيلا فى أى مكان آخر فى العالم".

شفتوا الغرب بيقولوا إيه؟ تعالوا بقى نصوم بفكر جديد ونخلص من الهموم اللى حولنا ونتصالح مع انفسنا واللى حولنا ونستثمر رمضان السنه دى فى التكافل ونساعد بعض مش بالفلوس والأكل بس ولكن نزكى عن صحتنا بالتطوع لخدمة اى محتاج وهناك أسطورة من الصين اللى بنقول عليهم مش مؤمنين باى دين بتقول أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد فى سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف الابن حزنت جدا عليه لكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وقال: أنت تطلبين وصفة احضرى لى حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقا وبكل همة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقا طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها: هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟ ابتسمت المرأة فى مرارة وأجابت وهل عرف بيتى إلا كل حزن؟ و أخذت تحكى لها أن زوجها توفى منذ سنة و ترك لها أربع من البنات والبنين ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذى لم يتبق منه إلا القليل .تأثرت السيدة جدا وحاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى، فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها لأحد تشتكى له همومها.و قبل الغروب دخلت السيدة بيتا آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا و ليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلى السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلى سيدة الدار وساعدتها فى طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها فى إطعامها ثم ودعتها على أمل زيارتها فى مساء اليوم التالى وفى الصباح أخذت السيدة تبحث عن حبة الخردل فى منازل اخرى وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذى لم يعرف الحزن مطلقا ،و لأنها كانت طيبة القلب حاولت مساعدة كل بيت تدخله فى مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت صديقة لكل بيت فى القرية، حكيم القرية منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن، فالوصفة السحرية أن تعطى وتندمج مع من حولك فرحاً مع الفرحين وبكاءً مع الباكين، إنها دعوة لكى يخرج كل واحد من عالمه الخاص والمشاركة مع الآخرين، المشاركة دى لها فائدة مباشرة عليك ليس لأنها ستخرجك خارج أنانيتك ولا لأنها ستجعل منك شخصية محبوبة إنما، لأنها ستجعلك إنسانا سعيداً أكثر مما أنت عليه الآن تعالوا نصوم ونعيش السعادة الحقيقية.

نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة