علك الآن نائمة أو تحاولين.. الهاتف بجوارى.. ساهرا أقرأ.. لا أرى الكلمات، أضع الكتاب جانبا.. فطيفك يطل.. أسمع فيروزتى وهى تغنى كى تذكرنى بك أكثر: يا ريت أنت وأنا بالبيت.. شى بيت أبعد بيت.. ممحي ورا حدود العتم والريح.. والثلج نازل بالدنيي تجريح.. واصرخ فيها: امتى يا فيروز أبقى معاها تعبناااااااااا.. اتنقل بين قنوات الأخبار.. لا أستقر.. لا أعرف التركيز.. أحتسى شايا.. أتحرك وسط السكون.. أهم بأن أرسل لك رسالة على الهاتف.. تتجمد يدى مخافة أن أزعجك.. أن أتعب عينيك.. أن أبدو غير مكترث براحتك.. أحاول أن أركز تماما فى مناجاتك عل وعسى أن تشعرين فتبدأى بإرسال رسالة تخفف هذه الوحدة إلى أن تأت.. ومن الغريب أنها تصل فأتعجب عن هذا الحبل السرى الذى بينى وبينك!.. أشياء كثيرة تجذبنى إليك كالفراش والنور ومع ذلك لا أخاف الاحتراق!، غريب أنا فى بلد عربى شقيق فى اللغة والدين لكنهم يتعاملون معنا بترفع وكأننا لسنا بشرا أساسا بل متسولين ضاقت بهم بلادهم فأتوا يبتغون المن والإحسان منهم، فإن أذن المؤذن للصلاة يتركون ما بين أيديهم للحاق الفرض جماعة وإن انتهت الصلاة يأتون على نفس النهج من التعالى والرغبة فى الإذلال أكثر.. فأين مبادئ الدين ومعانيه وقيمه وحق الإخوة ومناهجها؟، مالى أحدثك عنهم وعن معاملتهم؟، أواه منى ومن لسانى المنفلت الذى يود الحديث لك عن كل شىء.. صبرت أنت معى كثيرا.. تحملت الكثير حتى لوم أحبائك المقربين لطول انتظارك لى.. لكن لم تنشغلى بآرائهم وبأن العمر يجرى سريعا وبأن من هم أصغر عمرا يلهون الآن مع أطفالهم الصغار.. لا تكترثى يا حب العمر فلم يبق سوى آخر قسط للآثاث الذى اخترناه سويا وباقى من ثمن شقتنا عشرة آلاف جنيه وتصبح ملكنا.. أقول ملكنا؟، اخيرا سنمتلك شىء من هذه الدنيا؟!، لا أصدق.. خمسة أشهر ونص وأكون معك وأنت معى؟، بين يدى؟ أحدق فى وجهك الجميل وعيونك التى اشتقت لنظرتها المحبة؟، وأخطف قبلة فتفتعلين الغضب لكنى أشعر بأنك كنت تتمنى لو طالت؟!، لن أخجل وأبوك يسألنى عن ماذا فعلت وماذا تبقى وسيكون جوابى حاضرا من أننى قد أوفيت بعد طول انتظار و.. ولن أستمع إلى كلمات أمك النارية وهى تخبرنا بأن فلانة قد تزوجت فلان اللى بيشتغل سمسار أراضى يا دوب فى شهرين اتنيين؟!، فيمتقع وجهى فتشعرين بما أشعر فتغيرين الموضوع سريعا وتقولى لها: ماما أنت بصراحة النهاردة قمر.. إيه العباية الجميلة دى؟! فتنظر لك مزهوة قائلة: ما انحرمش من أبوك عقبالك!.. فيحمر وجهك خجلا وكأنك جئت تكحليها عمتيها!.. فأخترع اسم صديق على أنه ينتظرنى للضرورة.. وأسلم على والدتك ورأسى فى الأرض.. وأمسك يدك فأضغط عليها بقوة فتنظرين إلى عينى لترى سحابة دموع تريد أن تمطر فأترك يدك سريعا وأمضى فأهبط درجات السلم وأنا أبكى من قسوة الظروف وضيق ذات اليد ومناخ البلد الطارد لأمثالى.. وسافرت وتركتك وأنا أموت لأنى أفارقك ولأن المرتب لايقارن بمؤهلى.. ولأن المكان الذاهب إليه غير آدمى.. ولأن.. ولأن.. ولأن.. لكن ماذا أفعل سوى أن تكونى هناك وأنا هنا؟، هانت كلها خمسة شهور ونصف.. مرفق شيك صغير اشترى اللى تحبيه وماتنسيش تشترى السى دى بتاع فيروز.. بحبك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة