رمضان بدون تدخين

سألنى صديق مدخن شره مثلى: كيف تصوم وتعمل دون تدخين، بينما لا تترك السيجارة المشتعلة من بين أصابعك أبدا؟

ربما هذا هو السؤال الذى يشغل بال المدخنين قبل رمضان بأيام، ومع ذلك حين يبدأ الشهر الكريم نتوقف جميعا عن التدخين بشكل تلقائى، بل يصل الأمر إلى تخفيض عدد السجائر التى أدخنها يوميا من 40 سيجارة إلى أقل من عشرة.

وأعترف أننى فى نهار اليوم الأول من رمضان أشعر بقلة التركيز، بسبب نقص النيكوتين وكافيين القهوة من الدم، لكن هذه الآثار تختفى من اليوم التالى مباشرة، وأعود إلى حياتى الطبيعية دون أية مشاكل، مما يجعلنى أطرح على نفسى نفس السؤال: إذا كنت أعيش بدون تدخين فى رمضان فلماذا أعود إليه بعده؟.. وبالطبع لا أجد إجابة على هذا السؤال.. فقد تعايشت مع التدخين إلى درجة أن السيجارة أصبحت أهم رفيق لى فى الحياة.. وبئس الرفيق!

لكن التدخين ليس الشىء الوحيد الذى أمتنع عنه أو أقلل منه فى رمضان، هناك أشياء أخرى تتبدل فى حياتى، منها الاستيقاظ أبكر من المعتاد، نظرا لأن الطبعات الأولى فى الصحف تنتهى قبل الإفطار لذلك يبدأ دولاب العمل فى رمضان مبكرا، وينتهى لدى مبكرا أيضا لذلك أعود إلى الحياة الطبيعية للبشر .. وللقاعدة الصحية التى تقول نم مبكرا واستيقظ مبكرا.

وقد اكتشفت فعلا أن هذا التغيير يفيدنى صحيا جدا، لدرجة أن تنظيم النوم والأكل والشرب يعيد صيانة جسدى ويحسن وظائفه الحيوية، وإلى جانب تقليل التدخين يتحول الشهر المبارك إلى فرصة للتخلص من الكثير من التعب والإجهاد والمواد السامة والضارة التى تتسلل إلى أجسادنا طوال العام.

فى رمضان منافع روحية عديدة، يمكن لآخرين الحديث عنها أفضل منى، لكنى تجربتى الصحية والعملية مع الصيام تجعل رمضان ليس شهرا للعمل والعبادة فقط وإنما للصحة أيضا..متعكم الله بها.. وكل عام وأنتم بخير.