خالد إبراهيم يكتب: أوقع أم لا؟

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010 01:14 ص
خالد إبراهيم يكتب: أوقع أم لا؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ انطلاق حملة جمع التوقيعات على بيان التغيير، وأنا فى صراع مع نفسى: هل أُوَقِّع أَمْ لا؟

- فى يوم تقول لى نفسى: لا فائدة.. ما جدوى تلك التوقيعات؟ إنها لن تغيِّر شيئًا، وأظل أفكِّر حتى يكاد رأسى أن ينفجر، فأردُّ عليها فى اليوم التالى: شيء أفضل من لا شىء، علينا أن نسعى، وليس علينا إدراك النجاح، وماذا فى أيدينا حتى الآن غير هذه الفكرة التى ربما يُكتب لها النجاح..؟! يكفى أن ينكسر حاجز الخوف لدى الناس، ويجهرون بالمطالبة بالإصلاح والتغيير.

- أهمُّ بالتوقيع فلا تتركنى نفسى بل تقول لى: وظيفتك.. ترقياتك.. مستقبلك سيضيع، وأظل أفكر من جديد، ثم أردُّ عليها: أى ضياع وهوان أكثر مما نحن فيه..؟! نعيش فى تخلُّف وفساد وفقر وجهل ومرض وقمامة، ولماذا لا أسعى لمستقبل أفضل لأولادى حتى لا يلعنوا جبنى وضعفى..؟! هل أتركهم 40 عامًا أخرى يعانون مثل ما عانيت؟!.

- فى اليوم التالى تقول لى نفسى: ألا تخشى أن يسجنوك..؟! أفكر طويلاً، ثم أقول: ألسنا جميعًا فى سجن كبير؟
- نفسى: كل "عيش".. وإلا سيقتلونك، قلت لها: وأين هذا "العيش"..؟! سيقتلوننى إذا وقفت فى "طابور العيش"، وإذا تبرعت بالدم فى "أكياس" سيقتلوننى، وإذا دخلت إلى "النت كافيه" سيقتلوننى، وإذا ركبت "قطار الصعيد" سيقتلوننى، وإذا هاجرت بعيدًا وركبت "العبارة" سيقتلوننى، وإذا سرت على كوبرى 6 أكتوبر سيقتلنى مسطول ابن فاسد، سيقتلوننى.. الفساد سيقتلنى فى كل مكان..

- نفسى: ماذا حدث لك..؟! أطرد هذه الأفكار الغريبة، قلت والأسى يملأ قلبى: ألا تشعرين بالغيرة من شعوب العالم الحرة التى تختار من تريد، وتعزله وقتما تريد، فيخدمها كما تريد..؟! - نفسي: لا فائدة من الحديث معك.. اصنع ما بدا لك.. لقد حذرتك، وستندم على فعلتك.

عند ذلك، ولأول مرة فى حياتى، نظرت إلى نفسى فى المرآة، وقلت لها برجولة لم أعهدها فى من قبل: اخرسى أيتها الحقيرة الجبانة الضعيفة، كفى ذلاّ..ً، كفى هوانًا..، هل تريدين أن أكون بقرةً تُباع وتُشترى وتُورَّث..؟!،

وانطلقت لأغيِّر حياتى وحياة أبنائى.. سرت فى الشارع أنظر فى الوجوه المهمومة العابسة.. ماذا أنتظر..؟! لقد مللت من طول الانتظار "30 عامًا".. يكفى هذا.

وعلى الرغم من أننى تأكدت من وجود اثنين من (إياهم) أمامه، إلا أننى لم أعد أخشى شيئًا.. ودخلت "النت كافيه".. وبحثت حتى وجدته.. وأخيرًا.. وَقَّعْتُ!!.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة