سعيد سالم يكتب: تغيير نمط الاستهلاك هو الحل

الأحد، 01 أغسطس 2010 01:29 م
سعيد سالم يكتب: تغيير نمط الاستهلاك هو الحل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألف باء التفكير السليم لحلحلة مشكلة القمامة فى مصر لا أراها تبدأ من المواطن وإن كانت تنتهى عنده، فهو الذى يلقى القمامة فى الشارع وهو الذى يعانى من شكلها ورائحتها، وهى الذى يسدد رسوم رفعها ودفنها مُجبراً، وهو قبل كل ذلك المُستهلك الرئيسى لكل ما يُصبح بعد استهلاكه مجرد بقايا، ثم يصبح قمامة تتناثر بين جنبات حاراتنا وشوارعنا ومياديننا بصورة مؤسفة تتعارض مع آدمية الإنسان وحقوقه!!

كما أن الحكومة ليست معذورة بأى حال من الأحوال فى توحش مشكلة القمامة فى مصر إلى هذا الحد، فما يجب أن يكون هو ضرورة امتلاك الحكومة للآليات المناسبة لحل أى مشكلة حتى وإن كان أساسها المواطن، فمن الطبيعى جداً أن يكون المواطن هو السبب والنتيجة لأى مشاكل يعانيها المجتمع!

وإنى إذ أرى أن حل مشكلة القمامة أصبح فى منتهى الصعوبة على أى حكومة مصرية أمام هذا التكاثر الرهيب فى أطنان القمامة اليومية إلا من خلال تغيير نمط استهلاك المواطنين، ومن هُنا، فإن ألف باء التفكير السليم لحلحلة مشكلة القمامة فى مصر لابد أن يبدأ من المصانع المُنتجة لجميع المواد التى يستهلكها المواطن، فإذا كان المكون الرئيسى للقمامة فى مصر- بخلاف بقايا الأطعمة- هى "الكرتون" الحافظ لأى سلعة استهلاكية بحجميه الصغير والكبير، وهى زجاجات المياه الغازية الفارغة بمختلف أحجامها، وهى زجاجات الزيت والخل والطحينة والعصائر وغيرها، وكراتين الأجهزة الكهربائية وما شابه ذلك من عبوات بلاستيكية أو زجاجية أو كرتونية، فمن الضرورى على هذه المصانع إعادة التفكير فى شكل وحجم العبوات الحافظة للسلع المُستهلكة من شاى وسكر ودقيق ومواد غازية وزيت وعصائر وأدوات كتابية وهدايا وألبان وملابس جاهزة وأجهزة كهربائية.. إلخ !! خاصة وأن الثقافة الألمانية بشأن جمع القمامة فى أكياس ملونة للاستفادة القصوى من إعادة تدويرها مازالت ثقافة بعيدة عن المواطن المصرى، وأظنها تحتاج لوقت طويل لنشرها بين مواطنى مصر!!

ولنا أن نُضيف أن تغييراً ما فى نمط استهلاك المواطن المصرى يبقى أمامنا هو المُساعد بالأول وبشكل أساسى فى حلحلة مشكلة القمامة فى مصر، فلنبدأ من الآن فى سن القوانين واللوائح المُلزمة للمصانع لتغيير شكل وحجم عبواتها الحافظة للسلع الاستهلاكية ومن ثم- تقليل الفائض منها- الذى هو المُسبب الأول لتوحش مشكلة القمامة، وفى ذات الوقت هيا بنا إلى تبنى ثقافة ترشيد الاستهلاك وهى الثقافة التى نادى بها الرئيس مُبارك فى بدايات حكمه لو تتذكرون.

ولينظُر كل منا إلى سلة مُهملاته سواء فى المنزل أو فى مكان العمل قبل إزاحتها وإلقائها فى الشارع، أو قبل تسليمها لجامع القمامة، ليرى كل منا كيف أننا نُساعد فى توحش مشكلة القمامة فى مصر دون قصد أو بقصد، ودون عمد أو عن عمد، بثقافتنا الجاهلة وافترائنا الواضح لكل ذى بصر وذى بصيرة فى طريقة استهلاكنا واستخدامنا لاحتياجاتنا سواء كان مأكل أو مشرب أو ملبس.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة