تستورد مصر فى الفترة الحالية 90 % من احتياجات السكان من الزيوت الغذائية ويقتصر إنتاجنا على 10 % فقط منها، وهى أقل نسبة اكتفاء بالمقارنة بالقمح والسكر والفول، الأمر الذى دفع دكتور طارق عبد الفتاح عليوة، الباحث بقسم المحاصيل بالمركز القومى للبحوث، إلى دراسة محصول "الكانولا" كإحدى البدائل المستقبلية داعيا لعمل خطة إستراتيجية متكاملة تستهدف زيادة رقعته الزراعية فى ظل ظروف الواقع الحالية والمتوقعة فى الفترة المقبلة.
يقول دكتور طارق: "يتحمل الكانولا الملوحة وبذلك نستطيع زراعته فى الأراضى التى لا تصلح لكثير من المحاصيل الحقلية والمتوفرة فى كثير من محافظات مصر مثل الفيوم وكفر الشيخ والبحيرة وترعة السلام التى تعتمد على الرى بمياه عالية الملوحة، كما أنه محصول شتوى لا يستهلك مياها كثيرة بالمقارنة مع محاصيل الزيوت الصيفية الأخرى كعباد الشمس وفول الصويا، وبذلك فهو يعطى الفرصة لزراعته بمشروع جنوب الوادى، حيث يتلاءم مع طبيعة المناخ القاسية".
ويضيف "يتكلف زراعة الكانولا مبالغ منخفضة، حيث لا يحتاج غير 3-4 كجم لكل فدان فى حالة الزراعة اليدوية وتقل إلى 2 كجم فى حالة الزراعة الآلية، ولا يحتاج غير من 2 إلى 3 ريات فى أراضى الوادى والدلتا مقابل 7 لمحصول عباد الشمس وفول الصويا، وبالإضافة إلى إمكانية حصاده آليا عند زراعته فى مساحات كبيرة مما يقلل من تكاليف حصاده".
ويؤكد دكتور طارق على أهمية التخطيط السليم لزراعة محصول "الكانولا"، ويقول: "أكدت معظم الدراسات التى أجريت عليه أنه أكثر الزيوت النباتية اتزانا من حيث الأحماض الدهنية، الأمر الذى جعله من أهم المحاصيل حاليا على مستوى العالم، فحامض الأوليك المكون الرئيسى فيه يقلل من أمراض شرايين القلب، كما يحتوى على النسبة التى يحتاجها الجسم من حامض اللينوليك، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية مثل اوميجا 6 وحمض الأركيونيك".
ويوضح عليوة أن الأصناف الربيعية من "الكانولا" هى التى تصلح للزراعة فى مصر خاصة من النوع "بى نابوس"، مؤكدا أن زراعته إحدى المشروعات الناجحة التى تحتاج إلى زيادة الاتجاه إليها.
باحث يدعو لزراعة محصول "الكانولا" لتوفير الزيوت النباتية
الأحد، 01 أغسطس 2010 01:32 م
محصول الكانولا