هل يعود المونديال إلى أحضان أفريقيا مرة أخرى؟

الجمعة، 09 يوليو 2010 02:06 ص
هل يعود المونديال إلى أحضان أفريقيا مرة أخرى؟ جوزيف بلاتر
حاتم رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» بإلغاء العمل بمبدأ المداولة بين الاتحادات القارية الستة فى تنظيم بطولات كأس العالم لـ«الكبار» غريباً، فقد جاء ليؤكد أن عملية اختيار الدولة المستضيفة لهذا الحدث العالمى الضخم تخضع لاعتبارات تتعلق بالأرباح المادية الطائلة التى يحققها الاتحاد الدولى للعبة، أو الفوائد العديدة التى تتنوع ما بين اقتصادية وإنشائية وثقافية واجتماعية وسياحية وتجارية للدولة المضيفة على الجهة الأخرى، أو لاعتبارات انتخابية كما حدث مؤخرا مع جنوب أفريقيا حيث قرر جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى، فجأة أن يقام مونديال 2010 فى القارة السمراء، ولم يكن أحد يعلم وقتها أن ذلك لأسباب انتخابية.

ومع بداية كل سباق جديد لتنظيم المونديال، يؤكد مسؤولو الاتحاد الدولى للعبة أن الدولة التى ستحظى بشرف التنظيم ستكون هى الأفضل مادياً وإعداداً للبنية التحتية من ملاعب وفنادق وخلافه والأكثر خبرة فى النواحى التنظيمية والأمنية، ولكن الحقيقة أن المعايير السابق ذكرها هى الستار الذى تختفى خلفه ألاعيب الفيفا التى تحركها الدول الكبرى، بل إن الأمر قد يصل فى بعض المرات إلى الرشوة من جانب الدول أصحاب النفوذ وهو ما ساعد ألمانيا فى تنظيم نهائيات 2006 بفارق صوت واحد فقط عن جنوب أفريقيا فى تصويت اللجنة التنفيذية المسؤولة عن الاختيار، حيث جاء فوز ألمانيا مفاجئا لأن جنوب أفريقيا كانت المرشحة الأقوى للفوز بحق تنظيم البطولة لولا القصة الشهيرة بامتناع العضو النيوزيلندى تشارلز ديمسى عن التصويت فى الاقتراع النهائى متجاهلاً أوامر اتحاده الوطنى لكرة القدم الذى أمره بالتصويت لمصلحة جنوب أفريقيا. ولكن السؤال الآن هو: هل يعود المونديال الى أحضان أفريقيا مجددا بعد تجربة جنوب أفريقيا 2010؟.. منطقيا لن يعود المونديال إلى القارة السمراء إلا بعد عام 2034، على أساس مبدأ المداولة الذى تم إلغاؤه، ولكن وفقا للقواعد والأسس السالف ذكرها فقد يعود المونديال إلى أحضان أفريقيا قبل هذا الموعد أو بعده.

أما إذا نظرنا إلى المبدأ المعلن من جانب الفيفا وهو إسناد البطولة إلى البلد الأفضل ماديا وإعداداً للبنية التحتية الرياضية، فقد نجحت جنوب أفريقيا بشكل كبير فى تنظيم المونديال بشكل يبعث على الثقة فى قدرة بعض دول القارة السمراء على استضافة المونديال فى السنوات المقبلة، حيث نجحت جنوب أفريقيا فى توفير المنشآت الرياضية من ملاعب رئيسية وملاعب تدريب على أعلى مستوى، ويكفى أنه قبل انطلاق المونديال تم تأسيس خمسة استادات جديدة، كما أنهت جنوب أفريقيا فى وقت قياسى العديد من الإنجازات الإنشائية أبرزها، المطارات التى تم تجديدها على نحو عالمى، وهناك مطار كيب تاون وهو مطار عالمى لا يقل عن المطارات الموجودة فى أوروبا وكذلك مطار جوهانسبرج الدولى، وهو ما أشادت به كل المنتخبات المشاركة بعد توافر كل سبل الراحة فى وسائل النقل، فضلا عن انتفاء الهاجس الأمنى حيث تنعم بعثة كل فريق بحراسة أمنية مستمرة لا وجود لأخطاء فيها.

وبعيدا عن جنوب أفريقيا، فهناك دولتان أفريقيتان فقط جاهزتان من الآن لاستضافة المونديال هما المغرب ومصر، حيث تعانى معظم دول القارة السمراء من الفقر المدقع والمجاعات المميتة، فالأولى هى أول دولة عربية وأفريقية تقدمت بطلب لاستضافة النسخة الخامسة عشرة من البطولة التى أقيمت عام 1994 ولكن التنظيم جاء فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وهو مايعنى أن «أبناء الأطلسى» على استعداد تام لتحمل مسؤولية هذا الشرف الرفيع منذ عشر سنوات وأكثر، فى حين أثبتت مصر براعة فائقة فى تنظيم بطولة كأس العالم للشباب فى العام الماضى ومن قبلها كأس العالم للناشئين «تحت 17 سنة» عام 1997، مماجعل اللجنة المنظمة لمونديال جنوب أفريقيا تعلن على الملأ أنها فى حاجة للاستفادة من الخبرة المصرية فى تنظيم الارتباطات العالمية. لهذا يبقى الحلم الأسمر قائماً، خاصة بعد إصرار «الكونجرس الفيفاوى» على إلغاء مبدأ المداولة بين القارات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة