مقولة أكاد أسٍمعها كل لحظة وثانية من كثيرين حولى، حتى ظننت أنى أعيش فى مكان آخرغير "مصر" فكل من تقابله يشكو من أى شىء، وكل شىء بداية من رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز إلى غلاء المعيشة وارتفاع "سن الجواز"، فالشكوى بلا حدود وكل من يراك يشكو لك، وكأنك من أقربائه حتى المقاهى التى باتت مثل "زنقة الستات"، من كثرة من فيها، وما يقال فيها من أقاويل كثيرة لا طائل منها، ولا فائدة وكلها تصب فى نفس النقطة "البلد رايحة فى داهية".
حتى من هم فى مثل سنى أو أصغر كانت مفاجأتى كبيرة حينما كنت أسمع منهم تلك الكلمات وكأن الشعب أخذ من الشكوى حلاً جذرياً لكل ما فيه وكل ما يعانيه ولم يتجه إلى الله بقلب سليم، ويتجه إلى الحياة بعقل سديد ليرى ما الذى يمكن فعله كى ينهض بحياته للأفضل، ومن ثم حياة الآخرين والبلد بالتبعية، فالأعذار أصبحت الطابع الغالب لا تجد أحد يفكر كثيراً كما يجب حتى فى وسائل الإعلام وبرامج "التوك شو" تجد أنها تفتقر للموضوعية فى كل ما تقدمه، وتحولت إلى منصة للسباب والتراشق بالألفاظ وافتقرت للهدف الأساسى، وهو خدمة المتلقى إعلاميا وإثراء عقله ووضع كافة احتمالات حلول المشكلات بدلاً من إظهار "مصر" بنسخة سوداوية شديدة القتانة أمام العالم.
إننى لا أرى أى من برامج "التوك شو" ويخالفنى الظن حيال ذلك، وكأنه سباق لـ "تسويد" صورة "مصر" بدلاً من السعى نحو توطين مواطن الجمال فيها وذكر ما هو جيد ومفيد.
من المعروف أن العقل يبنى على آخر شىء قبل النوم فإذا كانت الفكرة التى تشغل العقل فكرة جيدة فإنها تولد شعورا جيدا داخل العقل وسائر أعضاء الجسد، وهو ما يؤثر إيجاباً على الجسد فى صباح اليوم التالى، وعلى العكس حينما تكون الفكرة المسيطرة على العقل فكرة سلبية وهو ما تفعله بنا الكثير من برامج "التوك شو".
فى ظل كل هذا أرى شيئا ما يتلألأ وهو أننا كما نقول وصلنا لأعلى درجات الإحباط والفساد والجرائم والبطالة وانعدام الضمير، كما تصورنا وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ولكنى أرى أن لكل شىء نهاية فإن كان ما تصوره لنا وسائل الإعلام صحيحاً فنحن على مشارف ما هو أفضل طالما أننا وصل منحنى التدنى العام إلى أعلى درجاته، وهو ما يجعلنا نتفاءل فى الغد، آملين فيه بشكل يرضينا وأبنائنا، فالأمل ما زال موجوداً وقائماً والحياة ستكون أفضل، والبلد مش رايحة فداهية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
