منذ فترة طويلة لم أقف فى طابور طويل لأحصل على تذكرة فيلم سينمائى، حدث هذا مع فيلم أحمد مكى الجديد «لا تراجع ولا استسلام .. القبضة الدامية» والذى نجح صناعه فى تقديم تريللر تشويقى، يجعل الجمهور فى حالة شغف وانتظار للفيلم، وهو مايفسر حالة الإقبال الشديد على الفيلم منذ أيام عرضه الأولى.
ويبدو أن مكى بات يعرف جيداً ماذا يريد الجمهور منه، خصوصا أنه يملك قدرة هائلة على تقديم شخصيات متنوعة، أقرب إلى «الكاراكتر» سواء فى ملامحها الشكلية أو الداخلية، وهى الشخصيات التى يقصد من خلالها تقديم مفارقات كوميدية، ويستطيع السخرية من العديد من الظواهر المجتمعية. وأعتقد أن مكى لا ينشغل بغير نفسه - وهى جملة لا أقصد من ورائها الإساءة - بمعنى أنه يدرك جيداً أنه فى مرحلة تثبيت أقدام، وفرض نفسه كواحد من أهم نجوم الشباك والإيرادات فى مصر، وبهذا المعنى نجح مكى بدرجة كبيرة، فقاعات العرض ممتلئة عن آخرها، والجمهور يرغب فى الهروب من واقعه بمشاهدة الأفلام القائمة على الضحك والكوميديا.
ورغم أن تيمة فيلم مكى التى تدور حول شخص يتشابه فى ملامحه مع مجرم مطلوب، وبعد وفاة: المجرم يتم التكتم على الخبر، وزرع شبيهه بدلاً منه للحصول على معلومات تساعد الأمن فى الإيقاع بالرجل الكبير أو زعيم العصابة، سبق تقديمها فى عشرات الأفلام والمعالجات، سواء أفلاما درامية، أو كوميدية أوجاسوسية، على حد تعبير محمد شاهين أحد أبطال الفيلم - للنجم ماجد الكدوانى، اللذين يجسدان دور رجلى مباحث «بالمقر السرى بالإدارة السرية لمكافحة الجرائم السرية» كنوع من التهكم، لكن مكى ومعه كاتب السيناريو شريف نجيب، استطاعا تقديم فيلم تجارى مسل تضحك معه دون أن يصيبك الملل، من خلال معالجة تحمل قدراً من السخرية من تلك المعالجات التى سبق أن تناولتها السينما المصرية فيما يشبه كوميديا الـ spoof التى يقصد منها محاكاة ساخرة للأفلام المعروفة ذات الشهرة، وأيضا من خلال المفارقات التى صنعتها شخصية «حزلئوم» الشاب البسيط الشعبى الطيب إلى درجة «الهبل» أحياناً، والتى يجسدها أحمد مكى.
ويؤكد «حزلئوم» فى أحد المشاهد على سذاجته، عندما يقول لدنيا سمير غانم أو «جيرمين» إن كل مدرسيه كانوا يؤكدون أن ذكاءه محدود، وينطقها بفخر شديد ليثير الشفقة والضحك فى نفس الوقت، وأيضاً المشهد الذى سأل فيه الضابط سراج المكلف بالمهمة «بص ياباشا أنا عايز تعويض عن صباع رجلى اللى قطعتهولى، ولا حد بص على رجلى ولا حاجة وطول المهمة وأنا لابس جزم وكوتشيات». ورغم أن مكى البطل الرئيسى فى الفيلم ويتحمل مسؤوليته، فإنه يدرك أيضاً أهمية ألا يكون هو مصدر الضحك الوحيد، بل ستجد محمد شاهين يلقى بإفيهات مضحكة، وأيضاً بدرية طلبة التى سبق أن قدمت شخصية «مديحة حاتم» وتجسد فى الفيلم دور مترجمة للخبير النمساوى الذى قام بإجراء عملية التجميل لـ«حزلئوم» ليتحول إلى «أدهم»، وأجمل ما فى فيلم مكى هو أن تتعاطى معه كفيلم صيفى خفيف، تهرب إليه من الضغوط، لأنه عمل بسيط يذكرنا بأفلام مثل «مستر إكس»، و«شنبو فى المصيدة»، أجاد صناعه والممثلون الذين شاركوا فى بطولته مثل دلال عبدالعزيز، ومحمد شاهين، والموهوب المتميز ماجد الكدوانى، أما دنيا سمير غانم فهى بحق نجمة مصر المقبلة، بجانب الحضور المميز للفنان عزت أبوعوف.
لمعلوماتك:::
ــــــــــــــــــ
◄ 75 نسخة تم طرحها من الفيلم بدور العرض المصرية
◄8 أفلام قدمتها دنيا سمير غانم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة