لم تهدأ العواصف فى الحزب الناصرى منذ أن قبل الأمين العام للحزب أحمد حسن تعيينه فى مجلس الشورى.
انتقد سامح عاشور نائب رئيس الحزب قبول الأمين العام للتعيين، وكان نقد عاشور عنيفا، فرد حسن عليه بعنف أكبر، وبعدها بيومين إلقى الكاتب الصحفى الكبير ونائب رئيس الحزب أحمد الجمال بكرة اللهب فى وجه الحزب وجماهيره، حين كشف الكثير من المسكوت عنه فى الحزب تاريخا وحاضرا، قال الجمال إن رئيس الحزب ضياء الدين داود مريض بالزهايمر منذ ثلاث سنوات ومازال رئيسا للحزب، وإن هذا الوضع استفاد منه أنصاف القادة وأنصاف الموهوبين حتى تحول الحزب إلى جثمان ينقص تشييعه، وكشف الجمال لبرنامج "بلدنا بالمصرى" عن الظروف والملابسات التى جاء فيها قرار تعيين أحمد حسن فى الشورى قائلا إنه لم يعلم بالقرار إلا قبل إذاعته بربع ساعة، ولما اتصل به صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى لتهنئته على ثقة الرئيس فطلب حسن فرصة للتفكير باغته بالقول: "الخبر سيذاع بعد دقائق"، واقترح الجمال وهو معروف بجرأته وصراحته الجارحة أحيانا، أن يتم حل الحزب ويعود الناصريون إلى تيار عريض أو أن يذهب الناصريون إلى حزب الوفد وينضمون له ويصبحون فى الطليعة الوفدية.
كلام الجمال الكاشف عن أزمة الحزب الناصرى العميقة جاء متأخرا أو فلنقل إنه جاء بعد فوات الآوان، فمنذ لحظة البداية للحزب كانت عوامل ضعفه متواجدة، لكن لم يكن أحد يتصور على الإطلاق أن يصل إلى هذا الضعف الذى هو عليه حاليا، يكفى أن الحزب منذ ولادته بحكم قضائى عام 1992، خاض الانتخابات البرلمانية فى أعوام 1995 و2000 و2005، وكان الحصاد فيها مرا لا يليق بحزب يحمل اسم عبد الناصر، ومن نائب واحد هو سامح عاشور فى انتخابات عام 1995 إلى نائبين هما عبد العظيم المغربى وحيدر بغدادى عام 2000، إلى صفر كبير فى انتخابات عام 2005، لم يتم أى حساب لقيادة الحزب عن هذه الكارثة كما هو معتاد فى الأحزاب المحترمة، كان ما يحدث هو مجرد مناقشات عن تشخيص الوضع الذى ينتهى بإدانة شاملة للنظام وتحميله مسئولية كل ما يحدث للحزب وغيره، ولم يحدث مرة واحدة أن قامت قيادة الحزب بنقد ذاتى لنفسها ينتهى بتقديم استقالة أو إقالة، يتأكد منها الرأى العام أنه أمام كيان يمارس العمل السياسى والنضالى بقيم محترمة، ليس هذا فحسب بل إن الحزب لم يستطع الحفاظ على هيئته البرلمانية التى تم تكوينها بعد انتخابات 2000، والتى تكونت من عبد العظيم المغربى وحمدين صباحى الذى تم الاتفاق معه على ذلك رغم أن عضويته كانت مجمدة فى الحزب، بالإضافة إلى حيدر بغدادى، فبعد دورة ناجحة للهيئة، جاءت الدورة الثانية مؤسفة بعد أن قام حيدر بغدادى بنسفها دون أن يراجعه أحد من قيادة الحزب، حتى بدا الأمر أنه كما لو كان متفقا عليه، وعلى هذا الأساس خسر الحزب وسيلة شعبية كان يتم من خلالها التعبير عنه فى مجمل القضايا المطروحة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة