◄◄ رئيس الوزراء السابق رفض الإجابة عن مكالمة الرئيس مبارك له بعد خروجه من الوزارة.. وعلاقته بـ«نظيف» واتهامات رجال الأعمال له.. وكيف ينام على سريره مرتاح البال وآلاف العمال يفترشون الرصيف كل يوم؟
«حسبنا إننا نحسن صنعا» عندما قررنا الاستماع إلى وجهة نظر الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء السابق ورئيس مجلس إدارة المصرف العربى الدولى، لأنه يحمل الكثير من أسرار هذا البلد، فتح الباب على مصراعيه أمام الخصخصة وبيع القطاع العام، وزاد من كارثة «تعويم الجنيه»، وظاهرة «الهروب بالقروض إلى الخارج» ومعنى أنك «تضرب تفليسة»، ويقترن اسمه كثيراً بالاتهامات والشائعات المتناثرة فى عدد من القضايا هنا وهناك.. «رشوة مرسيدس»، «الرشوة الألمانية». وفتح عليه رجال الأعمال فى الخارج والداخل النار، قالوا عليه إنه السبب فى كل الجحيم الذين عانوه هم والدخل القومى، وشدّد عليهم الحصار وضيق عليهم الخناق لصالح آخرين معروفين بالاسم، وخسرت مصر 700 مليون جنيه بعد أن منح أرض وجيه سياج لرجل الأعمال حسين سالم، فلجأ الأول للتحكيم الدولى وقضى لصالحه.
توجهنا إليه بطلب لإجراء حوار 3 مرات متتالية على فترات متباعدة للرد على كل هذه الاتهامات والأقوال من منطلق «الرأى والرأى الآخر»، ولأن ليس كل ما تحصل عليه من معلومات ينشر من طرف واحد، و«لا تأخذ الصحافة بالاتهامات وإنما بالتأنى»، لكنه رفض مرتين، وفى الثالثة طلب مدير مكتبه الاطلاع على الأسئلة قبل إجراء الحوار، فأرسلناها له، لكن «ضعف الطالب والمطلوب»، ويبدو أننا سألنا عن «أشياء إن بدت لنا وجاوب عنها الدكتور عاطف عبيد تسؤه هو» وتفتح عليه أبواب جهنم لن يقدر على مواجهتها، أردنا أن نعرف وجهة نظره وتقييمه لوضع البلاد خلال فترة تولى رئاسة وزراء مصر، وهل استطاع أن ينجز شيئاً يحسب لتاريخه وسجله.
قلنا له إن البعض يتهمك بأنك كنت السبب فى تدمير عدد كبير من رجال الأعمال؟، وسألناه كيف ترد على اتهامات عمرو وهشام النشرتى ولكح وأبوالفتوح ويعقوب والبليدى وسميح ساويرس بأنهم أشهر ضحاياك من رجال الأعمال؟، وكيف ترد على تقرير هيئة الرقابة الإدارية الذى رفعته إلى مؤسسة الرئاسة، وأكدت فيه تزايد معدلات الفساد فى مصر خلال عهدك وانتشاره بمختلف قطاعات الدولة، وقُدرت حجم الأموال المختلسة بـ500 مليون جنيه، وأن فترة حكومتك شهدت تجاوزات صارخة حيث شهد عام 2003 آلاف قضايا الفساد، ووصل حجم الكسب غير المشروع إلى 100 مليار جنيه، حسب ما جاء فى إحصائيات الجهاز المركزى للمحاسبات فى ذلك الوقت، كما وصل حجم أموال الرشاوى 500 مليون جنيه وحجم أموال غسيل الأموال أكثر من خمسة مليارات جنيه؟.
ذهبت أسئلتنا إلى قضية أخرى، وصفها الكثيرون بأنها كانت فضيحة لمصر فى الخارج، من وجهة نظرى، بعد أن كان السبب فى أن تكبدت خزينة الدولة 750 مليون جنيه خلال قضية وجيه سياج، واستفهمنا عما إذا كان الرئيس مبارك تحدث إليه بعد خروجه من الوزارة أم لا؟.. وهل حقا اشتكى له من الهجوم الحاد عليه من قبل عدد من كبار رجال الدولة والصحف القومية، كما يردد البعض، وما طبيعة علاقته بالدكتور أحمد نظيف؟، ومن هم أقرب الوزراء إليه فى الحكومة الحالية.. ومن الشخصيات العامة؟.
أردنا أن نعرف ما الخصخصة من وجهة نظره؟، وهل يعتبر ما قام به خصخصة أم إهدارا وتصفية؟، وهل كانت قرارات الخصخصة شخصية أم بقرارات رئاسية فوقية؟، ومن هم المعارضون لهذه القرارات؟.. زدنا عليه بلا هوادة: هل تعتبر تعيينك فى رئاسة المصرف العربى الدولى مكافأة على خدمتك للدولة؟، وكيف تقضى وقت فراغك؟، ومن الشخصيات التى تحرص على لقائها بصفة دورية؟.
وأضفنا على تلك الأسئلة.. مواجهات نارية أخرى من نوعية «ألا تشعر بالخزى والأسى على كل ما فعلته فى حق القطاع العام وبيع مصانع وشركات البلد؟، وكيف كنت ترى حال اعتصامات العمال التى تفجرت فى الفترة الأخيرة؟، وهل تنام مرتاح البال على فراشك.. فى حين آلاف العمال كانوا ينامون على الرصيف فى الشارع بسببك؟، وأدرجنا ملفات قضية «رشوة مرسيدس» والاتهامات المتناثرة التى تؤكد أن الشخصية المتورطة فى هذه القضية هى أحد أعوانه، ولكن إجابة واحدة لم تأت وصمت الرجل وأعلن رفضه حتى عن فكرة الدفاع عن نفسه.. لم نكن نعتقد أن الرجل الذى باع مصر، والذى تقف العديد من علامات الاستفهام على باب تاريخه، يخشى الكلام أو الدفاع عن نفسه، لم نعتقد كذلك أن رجلاً كان يوماً رئيساً للوزراء يخشى الأسئلة حتى ولو كانت «قاسية» ويفضل الهروب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة