المونديال والعرب.. حب من طرف واحد!

الجمعة، 09 يوليو 2010 02:06 ص
المونديال والعرب.. حب من طرف واحد! الجزائر قدمت أداء مشرفا أمام إنجلترا
حاتم رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
80 عاما هى عمر بطولة كأس العالم التى انطلقت عام 1930، ومنذ هذا الحين وهناك حالة من الجفاء غير المبرر بين هذه البطولة الأكبر والأعظم فى التاريخ، والعرب بشكل عام، وهو ما جعل البعض يصف هذه العلاقة بأنها «حب من طرف واحد»، ففى الوقت الذى تحلم فيه الجماهير العربية بمجرد المشاركة فى هذا المحفل الكبير، إلا أن بطولة كأس العالم عادة ما تتمنع على العرب وكأنها ترفض ظهورهم بها أو تحقيق إنجاز يسجل باسم العرب مدى الحياة عند تأهل منتخب عربى.. ربما هذا ما يدفع من يديرون الكرة العربية للفخر بالإنجاز عندما يتحقق، بل يؤكدون على أنه تاريخى ليبقى مسجلاً بأسمائهم برغم أن بلادنا تمتلك إمكانية التواجد المونديالى الدائم!

فعلى مدار هذا العمر الطويل لبطولة كأس العالم شارك فيها 8 منتخبات عربية فقط، هى مصر والمغرب وتونس والجزائر والكويت والعراق والسعودية والإمارات، وخاضت هذه المنتخبات 58 مباراة مونديالية، فازت فى 7 منها فقط، اثنتين لكل من السعودية والمغرب والجزائر، وواحدة لتونس، وتعادلت فى 15 مباراة وخسرت فى 36.

ولم يتمكن أى منتخب عربى خلال هذه المشاركات من تحقيق إنجاز يحفر باسم العرب فى البطولة كأحد حاملى اللقب أو حتى الوصيف أو حتى الوصول للمربع الذهبى، حيث تمسكت جميع المنتخبات العربية التى عادة ما تصل المونديال بشق الأنفس بمغادرة البطولة من الدور الأول مكتفية بمجرد الوصول والمشاركة فى هذا المحفل الكبير، باستثناء المغرب والسعودية اللتين صعدتا إلى الدور الثانى لمرة واحدة استثنائية فى تاريخهما.

فقد حظيت مصر بشرف أن تكون أول سفير للعرب بمشاركتها فى مونديال عام 1934 فى إيطاليا، ولأن نظام البطولة كان يقضى وقتها بخروج المغلوب من مباراة واحدة، ودعت مصر البطولة باكراً بخسارتها أمام المجر 2-4 فى مدينة نابولى فى 27 مايو 1934، وسجل هدفى مصر عبد الرحمن فوزى فى الدقيقتين الـ38 والـ67 من المباراة.

وفى مونديال 1978، حققت تونس أول فوز عربى فى النهائيات وكان فى مونديال الأرجنتين عندما تغلبت على المكسيك 3-1 سجلها الكعبى وقميد والدريب، وانتزعت تعادلاً ثميناً من ألمانيا الغربية بطلة العالم فى حينها، لكنها فشلت فى بلوغ الدور الثانى لخسارتها أمام بولندا صفر/1.

وإذا كانت تونس حققت أول فوز عربى فى النهائيات، فإن الجزائر حققت أقوى مفاجآت العرب فى المونديال عندما هزمت ألمانيا الغربية فى مدينة خيخون فى مونديال إسبانيا 82، قبل أن تخسرت مباراتها الثانية ضد النمسا صفر2- لتتغلب على تشيلى3 2- فى المباراة الثالثة، وانتظرت نتيجة مباراة ألمانيا الغربية وجارتها النمسا لمعرفة مصيرها لكن المؤامرة التاريخية والشهيرة بين المنتخبين والتى أنهت المباراة بفوز ألمانيا بهدف نظيف وهى النتيجة التى أقصت الجزائر من الدور الأول.

وفى أول ظهور لدول الخليج بالمونديال، كانت الكويت صاحبة السبق فى ذلك واستهلت مشوارها فى نهائيات إسبانيا 1982 بتعادل منطقى مع تشيكوسلوفاكيا 1-1، ثم خسرت أمام فرنسا 1-4 فى مباراة شهدت نزول الشيخ فهد الأحمد الصباح إلى أرض الملعب احتجاجاً على هدف احتسبه الحكم السوفيتى ميروسلاف ستوبار لفرنسا قبل أن يتراجع الأخير عن قراره، وفى المباراة الثالثة والأخيرة لها، خسرت الكويت بصعوبة أمام إنجلترا صفر1- لتودع البطولة من الدور الأول. وحقق المغرب إنجازاً فى مونديال المكسيك عام 1986 عندما بات أول منتخب عربى يتأهل إلى دور الـ16 بعد أن انتزع تعادلين ثمينين من إنجلترا وبولندا قبل أن يخسر من البرتغال 3-1، وفى الدور الثانى اصطدمت المغرب بألمانيا الغربية، ليصمد المنتخب الأفريقى الشمالى 88 دقيقة قبل أن يسقط بركلة حرة مباشرة نفذها لوثار ماتيوس من مسافة 25 متراً وقف حارس المرمى بادو الزاكى عاجزاً عن صدها.

أما العراق وعلى الرغم من العروض الجيدة التى قدمها، فقد خسر مبارياته الثلاث أمام البارجواى صفر1-، والمكسيك بالنتيجة ذاتها، وبلجيكا 1-2 وذلك فى مشاركته فى مونديال المكسيك 1986.

وعادت مصر إلى النهائيات للمرة الأولى بعد 56 عاماً من الغياب وإلى إيطاليا عام 1990، وانتزع الفراعنة تعادلاً ثميناً 1-1 من هولندا بطلة أوروبا آنذاك، ثم تعادلوا فى مباراتها الثانية مع جمهورية أيرلندا صفر-صفر، وسقطوا أمام إنجلترا صفر1-، ليودعوا البطولة من الدور الأول.

وحملت السعودية لواء الكرة الخليجية فى مونديال الولايات المتحدة 94، وتقدمت فى مباراتها الأولى على هولندا بهدف قبل أن تسقط بهدفين فى الربع الساعة الأخير، ثم التقت السعودية مع المغرب فى أول مواجهة عربية-عربية فى النهائيات أسفرت عن فوزها 2-1، ثم خاضت السعودية مباراتها الأخيرة ضد بلجيكا وأسفرت عن فوزها بهدف نظيف، لتصعد الى الدور الثانى للمرة الثانية فى تاريخ العرب، لتودع البطولة أمام السويد بعد أن خسرت أمامها 3-1.
وفى مونديال 98، لم يكتب للمغرب أن يبلغ الدور الثانى للمرة الثانية فى تاريخه، لأن فوز النرويج على البرازيل 2-1 فى الدقائق الأخيرة حرم المنتخب العربى الأفريقى من تحقيق حلمه على الرغم من أنه حقق فوزا عريضا على أسكتلندا 3 - صفر وكان يستحق بلوغ الدور الثانى نظرا لعروضه الرائعة.

ولم تكن السعودية فى المستوى المطلوب وفشلت فى تكرار إنجازها قبل أربع سنوات عندما باتت أول منتخب خليجى يبلغ الدور الثانى، فخسرت مباراتين أمام فرنسا والدنمارك، ثم انتزعت التعادل من جنوب أفريقيا.

كما فشلت تونس أيضا فى بلوغ الدور الثانى وقدمت عروضا هزيلة جدا، حيث خسرت مباراتين أمام إنجلترا وكولومبيا، وتعادلت مع رومانيا.

وتكرر نفس الأمر مع تونس فى مونديال 2002 حيث خرجت من الدور الأول فى مجموعة ضمتها إلى جانب اليابان وبلجيكا وروسيا، أما السعودية فمنيت بخسارة قاسية فى تلك النسخة أمام ألمانيا صفر8-، علما بأن مجموعتها ضمت أيضا الكاميرون وجمهورية أيرلندا.
وفى مونديال 2006 بألمانيا، تأهل المنتخبان التونسى والسعودى، وشاءت الأقدار أن توقعهما القرعة فى مجموعة واحدة إلى جانب إسبانيا وأوكرانيا، ليودعا البطولة من الدور الأول.

وأخيرا جاءت مشاركة المنتخب الجزائرى فى مونديال 2010 كممثل العرب الوحيد فى هذه النسخة لترسخ قاعدة «الحب من طرف واحد» بين العرب والمونديال، حيث ودعت البطولة من الدور الأول بعدما تعادلت فى مباراة واحدة أمام إنجلترا وخسرت مباراتين أمام سلوفينيا وأمريكا، لتودع البطولة من الدور الأول بدون أى بصمات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة