حسن شحاتة

حسن شحاتة يحلل المونديال:

البطل الحقيقى للمونديال هو صاحب «الضربة القاضية»

الجمعة، 09 يوليو 2010 02:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كأس العالم الحالية لم تكن ممتعة كما توقع الكثيرون قبل بدايتها، خاصة فى مباريات الدور الأول للبطولة، باستثناء بعض اللقاءات التى تعد على أصابع اليد الواحدة، والبطولة وجهها الحقيقى ظهر من خلال مباريات دور الـ16 بالتدريج، حيث أرى أن كل اللى فات كان عبارة عن «مسح زور»، وذلك يعود لعدة أسباب فى مقدمتها أن السمة السائدة فى المونديال الأول داخل «القارة السمراء» هو اعتماد المديرين الفنيين للمنتخبات المشاركة على «التكتيك» الدفاعى البحت من خلال الحرص الزائد فى عدم دخول أهداف من الفريق المنافس، انتظاراً للانقضاض بالهجوم المضاد، وإحراز أهداف مباغتة، مما عرض المدافعين لـ«مرمطة» فى التصدى للهجمات الشرسة السريعة.

يعتبر ذلك هو القاعدة الأساسية التى اعتمدت عليها المنتخبات فى منافسات الدور الأول، باستثناء بعض المنتخبات الكبيرة مثل منتخب إسبانيا، على سبيل المثال، الذى كان يهاجم بضراوة لكن دون تنفيذ اللمسة الأخيرة كما يجب، وهو ما كان سيكلف «الماتادور» كثيراً بعد أن تعرض بسبب هذه الطريقة لهزيمة مفاجئة مع ضربة البداية أمام المنتخب السويسرى بهدف نظيف، إلا أن ديل بوسكى، المدير الفنى للفريق، حاول نسبياً تفادى هذه الإشكالية حتى نجح الفريق فى التواجد ضمن الثمانية الكبار.

«الضربة القاضية».. فى المباريات المقبلة ستكون هى الفيصل فى حسم هوية بطل المونديال فى النسخة الحالية، وأتوقع أن تكون باقى المباريات ممتعة، خاصة أنه أصبح لا وجود سوى اللعب بروح قتالية على عكس الغالبية العظمى من اللقاءات الماضية فى المونديال التى غابت عنها الروح القتالية، باستثناء بعض المنتخبات التى لعبت بأداء متوازن وثابت أمثال منتخب هولندا والأرجنتين والبرازيل وغانا وألمانيا وإسبانيا، حتى استحقت هذه المنتخبات الصعود إلى دور الثمانية بجانب أوروجواى وبارجواى.
النجوم السوداء.. والخلطة السحرية

◄◄ المنتخب الغانى شرّف «القارة السمراء» فى البطولة بالتواجد ضمن الثمانية الكبار فى هذا العرس، وأرى نتائجه المميزة التى حققها تعود إلى عدة أسباب، يأتى فى مقدمتها القرار الصائب الذى اتخذه المسؤولون عن إدارة شؤون الكرة فى غانا بعدم إقالة الصربى ميلوفان، المدير الفنى للفريق، من منصبه عقب خسارته للمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة فى أنجولا 2010 أمام منتخب مصر الوطنى ليتم الإبقاء على جميع أفراد الجهاز الفنى المعاون له، بالإضافة إلى الاستمرار فى تجربته بالاعتماد على «النجوم السوداء» صغيرة السن أمثال المهاجم جيان أسامواه وعلى سولى مونتارى وأندريه أيوا واستيفان أبياه وأنتونى عنان وريتشارد كينجستون حارس المرمى.

◄◄ جاء أداء المنتخب الغانى على عكس ما قدمته المنتخبات الأفريقية الخمسة التى ودعت المونديال من الدور الأول، وهى منتخبات الكاميرون وجنوب أفريقيا والكوت ديفوار والجزائر ونيجيريا، والتى لم يكن لها أى طموح فى البطولة بدليل عدم امتلاكها القدرة على اللعب بجدية فى المباريات الحاسمة مثل منتخب الكوت ديفوار الذى خرج بسبب تعادله فى المباراة الأولى أمام منتخب البرتغال، ومنتخب نيجيريا الذى فشل فى تحقيق أى فوز له على الرغم من كتيبة النجوم الموجودة بين صفوفه، بالإضافة إلى منتخب الكاميرون الذى أعطى انطباعا لدى كل المتابعين لمبارياته الثلاث أن لاعبيه مثل الموظفين ليست لديهم القدرة على مجاراة أى فريق يلعب معهم، فيما كان واضحاً أن المنتخب الجزائرى كان سقف طموحه هو التمثيل المشرف فقط.

مارادونا ودونجا
مارادونا نجح مع المنتخب الأرجنتينى ليس فقط من ناحية النتائج والصعود لبؤرة المنافسة على اللقب، ولكن من خلال الحالة «النرجسية» التى خلقها داخل صفوف الفريق، والسيطرة على «نجوم التانجو» أمثال ميسى وتيفيز، ليس بالحزم والشدة وإنما بالحب والتفاهم،لكن جاء الأداء مخيبا للآمال فى مواجهة دور الثمانية أمام المنتخب الألمانى الذى أطاح براقصى التانجو بالفوز عليهم برباعية نظيفة بعد أن لقنوهم درسا فى فنون اللعبة ولابد أن يستفيد مارادونا من هذا الدرس جيدا ويستمر فى مسيرته بشرط أن يتعلم من أخطائه.
دونجا، المدير الفنى للمنتخب البرازيلى، حقق هو الآخر المعادلة الصعبة من خلال إصراره على اختياراته للاعبين بدون النظر إلى نجوميتهم من عدمه، بعدما قرر قبل البطولة عدم الاستعانة بخدمات «الساحر» رونالدينهو، واعتمد فى مبارياته باللعب على «السهل الممتنع»وهو ما كان ينقص دونجا فى ضرورة أن يكون لديه تكتيك أفضل من ذلك لأن ذلك تسبب فى خروجه أمام هولندا.

غرور الأزورى
الأداء السلبى لمنتخب إيطاليا خلال البطولة لم يكن مفاجئاً، حيث كان واضحاً منذ فترة أن الأزورى بعيد تماماً عن مستواه الحقيقى، وهو ما لمسته من خلال مشاركته مع المنتخب المصرى فى بطولة كأس العالم للقارات فى جنوب أفريقيا، حينما نجحنا فى الفوز عليهم بالهدف الشهير الذى أحرزه محمد حمص، لكنى لم أتوقع على الإطلاق أن يخرجوا من الدور الأول بهذا الشكل، وقد يعود ذلك إلى عدم الاتزان النفسى الذى مر به معظم لاعبى المنتخب الأزورى بسبب الثقة الزائدة التى لعب بها الفريق كونه بطل النسخة الأخيرة، ألمانيا 2006، وهو ما فشل مارشيلو ليبى، المدير الفنى للفريق، فى السيطرة عليه لأنه هو الآخر تفرغ للتصريحات التى تؤكد أنه المنافس الأقوى للحفاظ على اللقب دون أن ينظر إلى ضرورة خلق جيل جديد ينافس عناصر الخبرة الموجودة فى التشكيلة الأساسية أمثال فابيو كانافارو وجانلوكا زامبروتا وجاتوزو وبيرلو وياكوينتا ودى ناتالى.

عقاب القدر
الأمر نفسه انطبق على المنتخب الفرنسى الذى كانت حالته صعبة للغاية «لا تسر عدو ولا حبيب»، ويبدو أن ما حدث للديوك هو عقاب من القدر لهم، خاصة أنهم تأهلوا عبر هدف غير شرعى عن طريق نجمه الكبير تيرى هنرى فى مرمى المنتخب الأيرلندى، فكان الأفضل للمنتخب الفرنسى عدم التواجد فى المونديال مادامت هناك مشاكل كثيرة بين اللاعبين ودومينيك المدير الفنى للفريق، حتى لا يخرج الفريق بتلك الفضيحة الكبيرة التى لا تليق ببطل كأس العالم بعدما تعادل مع منتخب أوروجواى وخسر من المكسيك وجنوب أفريقيا.

الثقة الزائدة
خروج المنتخب الإنجليزى من دور الـ16 بهزيمة ثقيلة على يد المنتخب الألمانى بأربعة أهداف مقابل هدف يعود إلى العديد من الأسباب، أهمهما عدم «فهم» لاعبى الأسود لفكر فابيو كابيللو الخططى فى المباريات، وهو ما ظهر فى مباريات الدور الأول، وكان الغياب الهجومى لرونى ورفاقه علامة تثير التعجب، وكانت واضحة من خلال فشلهم فى تخطى الحصون الدفاعية للمنتخب الأمريكى والجزائرى فى دور الـ32، وقد يعود ذلك للثقة الزائدة والتعالى على الكرة من جانب النجوم الكبار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة