فيلم «الكبار« تجربة سينمائية جديدة تجمع بين أجيال مختلفة من الكبار والشباب، حيث كتب السيناريو بشير الديك، صاحب العديد من التجارب السينمائية الهامة، منها «سائق الأتوبيس» و«الهروب» و«ضد الحكومة» و«موعد على العشاء»، وأخرج الفيلم المخرج الشاب محمد جمال العدل، خريج معهد السينما قسم إخراج 2008، والفيلم يعد أول تجربة إخراجية له.
ويناقش الفيلم قضية مهمة تتعلق بسيطرة بعض رجال الأعمال ونفوذهم القوى داخل المجتمع المصرى، متناولا تأثير ذلك على نفسية وكيل نيابة «كمال الخربوطلى» الذى يجسد دوره «عمرو سعد»، ولكن وقع الفيلم فى بعض الأخطاء البسيطة التى أفقدت الفيلم الكثير من المنطق، ومنها المشهد الأول الذى يستيقظ فيه «كمال الخربوطلى» ويفاجأ باتصال هاتفى على تليفون منزله يخبره صديقه الضابط «على» الذى يجسده «محمود عبدالمغنى» بأن المتهم الذى زج به إلى السجن ويحكم عليه بالإعدام اليوم هو برىء، وبدلا من أن يتصل الخربوطلى بالمحامى العام لوقف تنفيذ الحكم يذهب بنفسه إلى مكان تنفيذ الحكم بالإعدام، لكنه يصل متأخرا ويعيش الخربوطلى بتأنيب الضمير طوال أحداث الفيلم، ويكون سببا مهما فى عدم موافقة «زينة» أو «هبة» على الزواج منه لأنه تسبب فى الحكم على شقيقها بالإعدام ظلما.
كما أن مشهد سرقة الخربوطلى لـ «الفيش والتشبيه« الخاص بـ«الحاج» أو خالد الصاوى من مكتبه الخاص بمؤسسته الاستثمارية كان يحتاج إلى تفاصيل محكمة أكثر، لأنه ليس من المنطقى أن يسرق موظفا الفيش الخاص بمدير مؤسسة كبيرة وسط وجود جميع الموظفين دون أن ينتبه إلى أن هناك من يراقبه.
وجاء المشهد الأخير فى الفيلم بأسلوب مسرحى يبتعد عن أساسيات السينما، حيث استخدم المخرج spots إضاءة على وجه خالد الصاوى وعمرو سعد واستغرق المشهد وقتا طويلا، وأيضا لم يبرر لنا المخرج ضمن أحداث العمل لماذا ترك «الحاج» رجل الأعمال الفاسد صاحب النفوذ، كمال الخربوطلى حرا طليقا، وسامحه بعد أن اكتشف خيانته له رغم أنه فى بداية تعارفهما أكد له أن من يدخل ضمن مؤسسته لا يخرج منها أبدا، والخائن مصيره الموت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة