تناول الدكتور جابر عصفور فى حواره مع الإعلامى شريف بركات فى برنامج "علمتنى الحياة" البرامج الثقافية للأحزاب السياسية، وقال عصفور إن الأحزاب السياسية تخلو من البرامج الثقافية، باستثناء جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنهم يمتلكون برنامجا ثقافيا متكاملا، ولكنه برنامج ثقافى "يودى البلد فى داهية" ثقافيا. وقال عصفور: الحل فى مصر هو تطبيق مبادئ الدولة المدنية وعدم الحجر على فكر الإنسان أو إبداعه، أو حريته بكل معانى هذه الحرية، من سياسية واجتماعية.
وتطرق عصفور إلى رفض البعض للعرى فى المشاهد السينمائية، مؤكدا أن عرى الجسد فى هذه المشاهد ليس مقياسا لرفض الفيلم، وإنما المقياس هو الخروج عن الفن عامة، وضرب عصفور مثالا بفيلم خالد يوسف "دكان شحاتة" مشيرا إلى أن الاستعانة بالفنانة هيفاء وهبى فى هذا الفيلم لا يليق، لأن الغرض منه هو تحقيق الإيرادات، وقال عصفور: فيلم دكان شحاته لا يليق بخالد يوسف لكن له أفلام أخرى أحترمها واضعها فوق رأسى.
وأشار عصفور إلى حال الترجمة فى مصر والعالم العربى، مؤكدا على تأخر الترجمة كثيرا عن الغرب، وقال: نحن لم نزل متخلفين فى إنتاج الترجمة، ولك ما ينتجه العالم العربى من ترجمات لا يصل إلى ما تنتجه أسبانيا.
وأكد عصفور على أنه لا يترجم من العبرية لسبب فنى وهو أنه لا يمكن أن يدفع لناشر إسرائيلى من أموال المصريين وهذا الناشر يسلب الآراضى العربية، وأضاف أنه كان يترجم من العبرية عندما لم تكن هناك اتفاقية للملكية الفكرية، ولم يكن يدفع حقوقا عن الترجمة، ونفى عصفور قيامه بالترجمة من أجل تولى فاروق حسنى لليونيسكو، مؤكدا أنه قام بالترجمة عن العبرية عام 1995، فى حين ترشح فاروق حسنى لليونيسكو العام الماضى.
وقال عصفور: ما كان يمكن لعربى أن يصل لمقعد اليونيسكو، ليس فاروق حسنى فقط، وإنما حتى فى المرحلة القادمة، وأضاف عصفور: إسرائيل تمضى قدما فى سياستها نحو تهويد القدس، وهذا يظهر جليا من اعتداءاتها على المقدسات، وكذلك بناءها للمعابد اليهودية فى القدس.
وأشار عصفور إلى أن الوحيد الذى اعترض على سياسات إسرائيل فى اليونيسكو، كان " أحمدو إنبو" الأمين الوحيد من أفريقيا لليونيسكو، وفى عهده انسحبت الولايات المتحدة وإنجلترا من اليونيسكو ، وقطعتا معونتاهما.
وكرر عصفور كلمة " مستحيل" أكثر من مرة خلال الحوار مؤكدا على أن إسرائيل وحلفاءهم لن يسمحوا بوصول عربى إلى اليونيسكو، وقال: جابوا واحدة غلبانة من واحدة شرقية، لتولى المنصب، والآن يتم تهويد القدس على قدم وساق، فماذا فعل اليونيسكو؟
وأضاف عصفور: جاء رئيس أمريكى وسط انشغالنا بالخناق مع أشقائنا العرب، وصدقناه، وكأننا لا نعرف أن هذا الرئيس الأمريكى لا يحكم، وإنما المؤسسات التى تفرض السياسة الأمريكية، مش أوباما.
كما تطرق عصفور إلى معركته مع الروائى علاء الأسوانى، مؤكدا على أنه قال حكما نقديا فى حقه "علاء الأسوانى لا يمكن أن يستوفى ميزان النقد مع جمال الغيطانى" فكان رده "إننى حاملا لأختام وزير الثقافة" وطبعا لن أرد، وإنما أؤكد: هل يمكن أن نضع علاء الأسوانى فى مرتبة جمال الغيطانى أو صنع الله إبراهيم أو بهاء طاهر؟ والذى يجيب على هذا السؤال بالإيجاب يكون مدلسا، وأضاف عصفور: أنا قلت ولا زلت أقول إن الأسوانى كاتبا متوسط القيمة، وأنا أقول الحقيقة النقدية التى من الممكن أن تختلف فيها معى.
وأكد عصفور على أن أسباب نجاح الأسوانى وتحديدا روايته "عمارة يعقوبيان" لأنها جاءت فى وقتها الذى لم تكن فيه الأحزاب قد اكتملت، فنجحت هذه الرواية فى كشف مثالب النظام الحاكم، فشفت صدور الناس، وغليل الناس، وقال عصفور: روايته الثانية "شيكاغو" ضعيفة جدا، أما رواية الدكتور يوسف زيدان "عزازيل" فهى عمل فنى بكل معنى الكلمة، والقضية التى أريد أن أضعها تحت أنظار الجمهور الأدبى هى أن الشهرة ليست مقياس نجاح الكاتب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة