اختلف خبراء فى الشئون الخارجية وملف المياه حول الدوافع الحقيقية وراء التصريحات الهادئة التى أطلقها ميليس زيناوى، رئيس الوزراء الإثيوبى، والتى شدد فيها على أن بلاده لا تخطط لمشروعات من شأنها الإضرار بمصر، وأن السدود التى تنوى إثيوبيا إقامتها ستعود بالنفع على مصر، غير أن الخبراء اتفقوا على أن السياسة الداخلية والانتخابات الداخلية فى إثيوبيا هى المحرك لحدة التصريحات أو هدوئها.
ويرى الدكتور مغاورى شحاتة، خبير مصادر المياه، أن التصريحات والمواقف المتشددة من قبل دول المنابع تجاه مصر "سياسية" أكثر منها "فنية"، ويؤكد أن إعادة انتخاب زيناوى لرئاسة الوزراء فى إثيوبيا جعلت التصريحات الأثيوبية أكثر هدوءاً.
إضافة لذلك يعتقد "شحاتة" أن عدة عوامل يمكن الجزم بأن لها دور فى التهدئة الإثيوبية، ومنها أن تجربة إنشاء السدود لم تكن ناجحة، وأن سد "تيكيزى" لم يعد مناسبا لتوليد الكهرباء هذا إلى جانب انهيار سد "زد تو" الذى أنشئ حديثاً، ويضيف "الظروف والعوامل الجيولوجية ليست فى صالح دول المنابع، وبالتالى رأت إثيوبيا أنه لا مجال لاتخاذ مواقف متشددة، إضافة لذلك يبدو أن ما عرضته مصر من مساعدات ودعم فنى وتجارى من شأنه أن يحرك الأمور فى اتجاه مغاير".
ويرى "شحاتة" أن الاجتماع القادم لوزراء الرى بدول حوض النيل سيوضح مدى توفر قابلية لتعديل ما تم توقيعه فى الاتفاقية الإطارية بين دول المنابع بدون مصر والسودان أو على الأقل وضع ملحق للاتفاقية يخص حقوق مصر وحصتها من المياه.
من جهته يعتبر أيمن عبد الوهاب، الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، تصريحات زيناوى استمراراً لموقف إثيوبيا التى تتحدث دوماً عن حق المصريين فى الانتفاع بمياه النيل، غير أنه لا يعتقد أن التحركات المصرية المكثفة لتعميق التعاون التجارى وضخ استثمارات مصرية فى إثيوبيا لها دور فى هدوء التصريحات الإثيوبية بعدما كانت قد ارتفعت حدتها قبل نحو شهر.
ويضيف "إثيوبيا ودول المنابع نجحت فى الفصل بين مسار العلاقات التجارية والاقتصادية وبين ملف المياه، وبالتالى وصلت لنتيجة هامة مفادها أن تحسن العلاقات لا يعنى مرونة دول المنابع فى التعامل مع ملف المياه"، مشدداً على أن تغير موقف دول المنابع من الاتفاقية الإطارية يتطلب إبرام صفقة متكاملة مع هذه الدول من خلال تقديم دعم فنى فى مجالات المياه والزراعة، هذا إلى جانب تعاون ثقافى يغير رؤية شعوب هذه الدول لمصر بحيث تصبح أكثر إيجابية، ومعتبراً أن التصريحات الإثيوبية محاولة للعودة إلى التفاوض مرة أخرى فى الاجتماع الاستثنائى القادم لوزراء الرى.
خبراء يصفون تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا حول أزمة "حوض النيل" بـ"محاولة للعودة إلى المفاوضات".. ويعتبرون انتهاءه من الانتخابات سبباً لنبرته الهادئة تجاه مصر
الخميس، 08 يوليو 2010 08:17 م
هدوء تصريحات إثيوبيا حول السيطرة على مياه منابع النيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة