هانى صلاح الدين

لماذا لا يتخلى الإخوان عن العمل السياسى؟

الأربعاء، 07 يوليو 2010 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ما شهدته مصر من مهازل فى انتخابات الشورى الأخيرة، تعالت بعض أصوات المثقفين بأن النظام يقف للإخوان بالمرصاد، ولن يترك لهم الفرصة أن يحدثوا أى تقدم لهم فى الحياة السياسية، خاصة بعد نجاحهم بشكل أفزع النظام فى الانتخابات البرلمانية الماضية، وجعله يهرول نحو تغيير الدستور، وإبعاد القضاة عن صناديق الانتخابات.

ومن هنا بدأ السياسيون والمثقفون مطالبة الإخوان باعتزال العمل السياسى، والتوجه للعمل الدعوى الخيرى كغيرهم من التيارات الإسلامية المتواجدة على الساحة، وذلك بدعوى تعرية النظام الذى يتعلل دوما بأن الحرية تعنى وصول الإخوان للحكم، ولقد أكد ذلك من قبل رئيس الوزراء عندما سُئل فى إحدى رحلاته لأمريكا عن سبب تدخل الدولة فى المرحلة الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية الماضية، فأجاب أن معنى ذلك اكتساح الإخوان لمقاعد البرلمان!

ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية القادمة، وجدنا بعض السياسيين يطالبون الإخوان باعتزال العمل السياسى ولو فترة زمنية مؤقتة، يتم خلالها تغير الوضع، وتسقط حجج النظام، ويحدث منافسة حقيقة بين الوطنى والأحزاب السياسية المختلفة، لعل ذلك يترتب عليه تغير الوضع على الساحة السياسية المصرية.

وهنا أريد أن أكد على مجموعة من الحقائق ومنها:

*إن النظام المصرى الحالى لن يسمح بإحداث تغير سياسى، وتداول للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع، فرموز النظام يعلمون أن خروجهم من السلطة يعنى محاكمتهم على إفساد الحياة فى مصر على مدار 30 عاماً، ولذلك العارفون بحقيقة النظام المصرى، يعلمون جيدا أن هذا النظام سيستمر فى سياستة حتى لو خرج الإخوان من الحياة السياسية، ولو استشعر أن هناك قوى ستظهر على المسرح السياسى وتنافسهم، سيناصبها العداء أكثر من الإخوان فالقضية عند حياة أو موت، ولعلنا رأينا مصير من حاولوا المنافسة على مقعد الرئاسة فى الانتخابات الماضية فمنهم من سجن فى قضية مفبركة والآخر أطيح به من رئاسة حزبه.

*إن الأوضاع السياسية فى مصر الآن، تحتاج جهد كل مخلص لوطنه، ولا ينكر أحد أن الإخوان يمثلون ثقلاً سياسياً فى الواقع المصرى، وأصبحوا رقماً مستحيل أن يتجاهله أحد فى المعادلة الساسية المصرية، ولعل التوافق الأخير بين جمعية التغيير والإخوان وبعض القوى السياسية الأخرى، أحدث حراكاً سياسياً لم يتوقعه أحد، وساعد على رفع الوعى لدى رجل الشارع البسيط، فكيف نطالب فصيلاً وطنياً أن يتخلى عن دوره فى ظل هذه الظروف السياسية الصعبة؟

*إن الإخوان ينظرون للعمل السياسى على أنه جزء من دينهم، وهذا واضح فى رسائل مرشدهم الأول حسن البنا، الذى أكد أن العمل السياسى يتعبد به الإخوان لله، لأنهم ينظرون للإسلام على أنه نظام شامل لمناحى الحياة، فهو فى اعتقادهم منهج عقائدى، وسياسى واقتصادى واجتماعى، وإن شرائعه لابد أن تطبق فى كل مناحى الحياة، فانفكاك الإخوان عن العمل السياسى يعنى فى فكرهم، انفكاكاً عن جزء من دينهم، ولذلك مهما تعالت الأصوات المطالبة لهم بالخروج من الحياة السياسية لن يستجيبوا لهم.

وأرى أن من حقهم ذلك لأن كل فصيل، له الحق فى اختيار منهجه، ووسائل تحقيق أهدافه، والطرق التى يسلكها من أجل الوصول لتحقيق مشروعه الإصلاحى.

*أخيرا لابد أن تعلم كل القوى السياسية والأحزاب، أن محاولة البعض التخلص من فصيل على أمل أن يفسح للباقى الطريق، فإن ذلك بداية النهاية لهم، وسينطبق عليهم المثل القائل "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وأن النظام سيسعى للتخلص من كل فصيل بنفس الطريقة، ولعل خير دليل على ذلك ماحدث مع حزب العمل، وأرى أن على الأحزاب والقوى السياسية أن يتحدوا ويكونوا جبهة وطنية قوية يواجهون بها النظام الحاكم لإجباره على التغيير، لا أن يتفرغوا لبعضهم البعض.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة