محمد حمدى

هكذا يعاملون شعوبهم

الثلاثاء، 06 يوليو 2010 12:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب المباراة الممتعة جداً بين ألمانيا والأرجنتين فى نهائيات كأس العالم بالأرجنتين، شاهدت على التليفزيون الألمانى تقريراً مصوراً من برلين، عن مشاهدة مباريات كأس العالم فى الحدائق العامة فى العاصمة الألمانية، وبغض النظر عن فرحة الألمان العارمة بالفوز الساحق على الأرجنتين بأربعة أهداف نظيفة، لفت انتباهى إقامة خيام طبية فى أماكن مشاهدة المباريات لتقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجها.

كانت درجة الحرارة فى برلين تقترب من السابعة والثلاثين، والمباراة تقام نهاراً، لذلك حرصت بلدية المدينة على بث إرشادات للتعامل مع درجات الحرارة وتجنب ضربات الشمس والتعامل معها وقت الإصابة، ولأن عدة آلاف يتجمعون فى الحدائق فى عز الحر، فقد رأت السلطات الصحية فى برلين إقامة مسشتفيات متنقلة فى الحدائق التى توجد بها شاشات عملاقة لمشاهدة المباريات.

ورغم وجود فريق طبى كامل فى الموقع، إلا أن أياً من العاملين الصحيين لم يترك موقعه لمشاهدة المباريات وبقيت أعينهم تتابع من يشاهدونها، ويتحركون بمنتهى السرعة لإسعاف الحالات الصحية الطارئة.. هكذا يعامون شعوبهم.. لكن كيف نعامل نحن شعوبنا؟

يتوقع خبراء الاقتصاد دورة جديدة من الاستثمارات الأوروبية المهاجرة تجاه الجنوب، ونأمل نحن فى مصر أن نحظى بجانب من هذه التورتة الضخمة، كما حصلنا من قبل على حصة من مصانع الأسمنت والأسمدة، لكن الأمر وإن بدا وكأنه له علاقة بالاستثمار والاقتصاد، فإنه فى واقع الأمر يتعلق بعلاقة الحكومات بشعوبها.

فى أوروبا لم يعودوا بحاجة للصناعات الملوثة للبيئة، أوكثيفة العمالة، أو التى تحتاج إلى طاقة كبيرة.. ولا للصناعات التى تحتاج إلى مجهود بشرى كبير، بمنتهى البساطة يرى الأوروبيون أنهم تعبوا لبناء العالم الحديث، وحان وقت الراحة والمتعة.. وهذا يعنى الحفاظ على البيئة من التلوث، والتخلص من كل الصناعات المجهدة، وتحويلها إلى الجنوب.

بينما نحن فى مصر وسائر دول العالم النامى، نفتح ذراعينا وبلادنا لمثل هذه الصناعات المهاجرة، لأن تدفق الأموال يعنى زيادة حصيلة الضرائب، وفرص التشغيل أيضاً، لكننا لا نفكر بإنسانية فى الأمور الاقتصادية.. وحتى يولد لدينا هذا التفكير.. يمكننا بعدها ان نبحث توفير خيام طبية متنقلة فى أماكن تجمع المواطنين كما يفعل الأوروبيون.

مثل هذه الثقافة ليست موجودة لدينا على الإطلاق حتى عندما اعتصم العمال على رصيف البرلمان فى عز الحر ولعدة أسابيع لم يفكر أحد فى انتداب طبيب ليكون إلى جوارهم تحسباً لأى طارئ.. كل ما كان يفكر فيه المسئولون هو أن يغادر العمال الرصيف!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة