أحمد الشهاوى شاعرٌ فاجأ الساحة الثقافة بعشر لوحات تشكيلية من أعماله التى أنجزها هذا العام، فى المعرض القومى العام للفنون التشكيلية فى دورته الثالثة والثلاثين، والتى تقام فعالياتها فى هذا الشهر بقاعات قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، الأمر الذى دعانا أن نسأل نقادًا ومبدعين رأوا أعمال الشهاوى التشكيلية وتقييمهم لها.
من جانبه قال الشاعر أسامة عفيفى إنّ الشهاوى يدخل بلوحاته وعالمه من بوابة "التعبيرية التجريدية" تلك المدرسة التى تعطى للون دور البطولة فى التعبير، بحيث تعبر حركة الفرشاة على السطح عن قيم تجريدية عليا من خلال "تشكل اللون" تبدو وكأنها تلقائية.. ولا بد أن يشعر المتلقى بتلقائيتها البكر، وكأنها نتيجة انسكاب لونى على السطح شكل شكله بتلقائية وعفوية.
ويضيف عفيفى: ولأن الشهاوى يتعمق فى بحار الصوفية وتجلياتها "شعرا و نثرًا" فلقد حاول أن يبحر فى لوحاته عبر اللون الأسود، حاول أن يبحر عبر هذه العشرية فى عالم "الرؤيا" بصريًا ويترجم ما ذاقه وامتلأ به قلبه بصريًا أيضًا، أى عبر ما رآه وتذوقه فى رحلته الوجدانية باللون، وتحتاج هذه التجربة إلى "تأمل صاف" لتكتشف كمتلق رويدًا..رويدًا "رؤياك" أنت...إذا ما جاهدت نفسك، وخلصتها من قوانين الجاذبية..فكرًا وذوقًا وروحًا.
وتقول الفنانة التشكيلية فدوى رمضان إن هذه التجربة تعد واحدة من أصدق التجارب الجديدة المطروحة بالمعرض، خصوصًا ما يتعلق منها بحميمية التجريب والعزم على المتابعة، ورغم وليديتها الراهنة واستمراريتها المحتملة فإن بشائر التجربة تستبعد التشكيك فى عرضيتها، فما بين المبدع وأدواته تتوحد العلاقة الإبداعية على اختلاف تصنيفها، ومهما كان الناتج فى النهاية يتحدد المعيار وفقًا لقيمته، وبالنظر إلى ما هو مطروح أمامنا من حلول شكلية نجد الشاعر قد اهتم بعاملين أحدهما حسى والآخر بصرى، وأهمل ما سواهما من تفاصيل فرعية، ولأنه استخدم الألوان المائية فى الإعلان عن مشاعره الدافئة حيال المفردات من حوله – نجده قد بلغ مكانة ليست قليلة من التأثر بها والتأثير فيها، وكلنا يعلم أن هذه الخامة سريعة الانفعال والتفاعل، خصوصًا حين تجد من ينسجم معها ويفهمها باعتبارها أساسًا تقنيا غير قابل للتضليل، الأمر الذى يخلق معه حوارًا إبداعيًا جديدًا ومتجددًا مع اختلاف المساحات التى يمكن تأهيلها للرسم.
ويقول الكاتب الروائى الكويتى طالب الرفاعى "فى لوحاتك يقف المتلقى وجهًا لوجه أمام عالم من السواد الشفيف، سواد يحتل جل اللوحة، ولكن من مكانٍ ما ينبعث بريق أصفر أو أحمر، شىء من الولع بالحياة والأمل، شىء بالرغم من صغره ومروره العابر إلا أنه قادر على خلق حالة لونية، تضفى على حزن الأسود الشفيف روح من النزق، وروح من الحضور اللونى الآسر، حالة لونية مبدعة، قادرة على مسِّ وجيب القلب.. يا صديقى الشعر رسم، والرسم شعر، وعندك يكتمل هذا بذاك، ويصبح من الصعب فصل الشعر فى اللوحة، واللوحة فى الشعر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة