عبد المنعم فوزى

للأغنياء فقط

الإثنين، 05 يوليو 2010 07:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"البيت بيت ابونا والغُرب يطرودُونا" مثل شعبى افتكرته لما شفت رئيس البورصة على قناه "النايل تى فى" على التليفزيون المصرى ليه بقى؟ لأنه قال بالحرف الواحد إن قرارات أكتوبر الشهيرة بوقف وشطب عدد من الشركات أدت إلى خسائر فادحة للمستثمرين الأفراد، وتناقص عددهم بدرجة ملحوظة كان الهدف منها إجبارهم على تحويل أموالهم إلى الصناديق. المذيع الذكى والنشط محمد عبدالرحيم لم يصدق نفسه على الهواء وظهر عليه الذهول من التصريح.. حاول التأكد من أنه لم يلتبس عليه الأمر فسأله تانى: هل حضرتك مش عايز مستثمرين مصريين أفراد بالرغم من أنها بورصة بلدهم، وهم اللى شالوها فى الكام السنة اللى فاتت، عاد وكرر.. لأ أنا مش عايز افراد أنا عايز مؤسسات؟ وطبعا عايز مستثمرين أجانب لأن معاهم العملة الصعبة. بجد أنا كمان استغربت من الكلام ده وقلت لنفسى يا سبحان الله رئيس بورصة مصر مش عايز أفراد مصريين أمال عايز مين؟.

ممكن ماجد بيه يرد ويقول انتو فهمتونى غلط.. أنا قصدى أحمى الناس وغرضى شريف، وأن سبب انهيارات السوق- كما يقول - يرجع إلى استحواذ الأفراد على أكثر من 70% من إجمالى المتعاملين ونسبة 30% فقط للمؤسسات عكس ما يحدث فى الأسواق الأخرى، وصغار المتعاملين هم المشكلة. القصة بقى مش كده وإن كان ماجد بيه نسى حافكره بالإعلانات اللى كانت عامى 2007 و2008 فى التليفزيون المصرى والمحطات الفضائية.. كانت تستجدى وتحث وتغرى الأفراد للدخول فى البورصة.. إعلان منهم بتقول زوجة لزوجها ياخايب شوفت فلان الفلانى جارنا اللى اشترى عربية وأرض ومراته وولاده بقوا حاجة تانيه.. ليه بقى؟ لأنه اشترى أسهم فى البورصة وده الحل الأمثل ويمكن الوحيد عشان تحقق كل أحلامك. طب الإعلانات دى كانت موجهه لمين بالظبط؟ طبعا كان مستهدف منها الأفراد الغلابة البسطاء اللى صدقوها وجريوا على شراء الأسهم كفرصة للمكسب الحلال.. نقل ليهم الإحساس ده المسئولين عن البورصة. طب بعد ماخسروا الجلد والسقط تقولهم مش عايزكم. الشىء اللى يحير طب ايه اللى اتغير احنا كنا طالعين احسن من كل بورصات العالم حتى بداية أكتوبر 2009 ثم أوقفت الشركات عن التداول، فتوقف التحسن نهائيا وبعد عودة الأسهم هبطت كلها بمقدار النصف، وبدأ الانهيار التدريجى لمعظم الأسهم بعد إيقاف وشطب 30 شركة بدعوى عدم توفيق الأوضاع، وضاعت يا ولدى مئات الملايين من الجنيهات فى هذه الأسهم ومنها أسهم قطاع الأعمال يعنى حكومة، وكأن الناس اشترت الأسهم من بائع متجول فى الشارع، وليس من داخل بورصة محترمة.

طب إن كنتم عايزين صناديق وبس ومستثمرين أجانب وخلاص، حفكروا برضه باللى حصل عام 1997، خلال الأزمة الاقتصادية اللى ضربت الأسواق الآسيوية واللى كان بطلها المضارب العالمى جورج سوروس عمل ايه؟ حط اكثر من 10 مليارات دولار فى بورصات جنوب شرق آسيا وبحجة معاقبة منظمة "الآسيان" بعد ضم ميانمار كعضو جديد فيها باع وسحب فلوسه بعد أن رفع الأسعار وهبر وكسب مليارات أخرى فانهارت البورصات الآسيوية كلها. ساعتها أطلقت عليه السلطات التايلاندية لقب مجرم الحرب الاقتصادى اللى شرب دم الشعب. طب كلنا عارفين إن البورصة سوق له قواعد قانونية وفنية ولكنها برضة زى لعبة الكوتشينة "الاستيماشن" وهى كلمة انجليزية Estimation- وتعنى تقدير اوتخمين اوتثمين. المحترفون يدركون فى وقت معين أن الأفضل هو عدم الحصول على الكول لدور معين والاكتفاء بطلب عدد من اللمات بالظبط زى استخدام واختيار ورقة مالية معينة، وتوقيت التصرف فيها وده بتعتمد على غريزتى الطمع والخوف اللى موجودة عند جميع البشر.

صحيح المستثمر غير الرشيد أو غير المؤهل بيتعرض لخسارة كبيرة فى حال قيامه بشراء أو بيع الأوراق المالية إذا أساء تقدير –استيمات- تلك البيانات. يعنى ببساطة الاستثمار فى البورصة خطر وده فى حالة اعتماد العميل على وجهة نظره بس دون استشاره خبراء السوق، ولكن معروف فى كل البورصات العالمية أن المواطن المستثمر هو الضمان الأقوى والأهم على استمرار ودعم بورصة بلده.

المشكلة دلوقتى إن كلمة البورصة بقت مخيفة لدى الناس كل مبلغ يودع بها نفاجأ بأنه تبخر وضاع، عارفين الناس بتقول إيه النهاردة البورصة لأغنياء مصر وبس، وصغار المستثمرين محدش عايزهم مش كده ولا إيه.

* نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة