أدان الكاتب والسيناريست بلال فضل مساء أمس الأحد، فى برنامجه الأسبوعى "عصير الكتب"، ما قام به د.عبد الحميد صالح حمدان شقيق د.جمال حمدان بإصدار كتاب بعنوان "العلامة الدكتور جمال حمدان ولمحات من مذكراته الخاصة"، صدر عن دار عالم الكتب للنشر، وقال فضل: إذا كنَّا نقول إن إسرائيل يمكن أن تكون قد تخلصت من جمال حمدان، وأخذت ما كتبه عن اليهود عنوة، فإن نشر هذه الأوراق يخدم مصالح إسرائيل، لأنه لا توجد خدمة لإسرائيل أكبر من أن تتسبب إسرائيل فى إحساسنا باليأس والملل.
وأوضح فضل "فى الحقيقة إن عنوان الكتاب غير دقيق؛ وكتب بهذا الشكل لأغراض تدخل ضمن بند الغش التجارى، وذلك لأن تعبير المذكرات له دلالة علمية واضحة، مشيرًا إلى أن د.عبد الحميد صالح حمدان عرض مفكرة شقيقه د.جمال حمدان على الأديب يوسف القعيد قبل نشرها إلا أن القعيد حذره وطالبه بعدم نشرها حتى لا تسىء إلى اسم د.جمال حمدان، ولكنه لم يأخذ برأى يوسف القعيد.
وأكد فضل "كان من المفترض أن يتصدر الكتاب مقدمة أو دراسة عن المفكرة توضح أنها كتبت بطريقة غير علمية ومترابطة، موضحًا "كان جمال حمدان يدون بعض أفكار تأتيه بشكل غير مترابط وغير علمى، متأثرًا بحالته النفسية التى يعلم الجميع بأنها كانت شديدة السوء بسبب ما تعرض له من اضطهاد أكاديمى جعله يعتزل الحياة العامة، ويعتكف فى بيته لسنوات طويلة، ولم يكن يرى فيها أحدًا مهما عظم شأنه إلا برغبته الخاصة.
وقال فضل إن طبيعة السطور التى نشرت من مفكرة جمال حمدان حافلة بيأس مرير وقاتم، تعطى القارئ انطباعاً بأنه ما كان يجب أن تنشر هذه الصفحات أبدًا.
وذكر فضل ما نشر من مفكرة جمال حمدان والتى جاء فيها "كل الخيارات أمام مصر فى أى مجال ليست للأسف بين السيئ والأسوأ فقط، ولكن بين الأسوأ والأكثر سوءً"، و"مصر تحولت من تعبير جغرافى إلى تعبير تاريخى بمعنى أنها انتهت وتمتُّ إلى الماضى أكثر مما تنتمى إلى الحاضر ودعك من المستقبل، بقائها واستمرارها من الآن هو مجرد عملية قصور ذاتى، ومصر أكبر مشكلة فى العالم اليوم ولا مجال البتة للتفاؤل، وأنها تحولت إلى مقبرة بحجم دولة".
وأكد فضل: إن نشر هذه السطور فى هذا التوقيت يشكل أكبر خدمة لإسرائيل، ولكل من يكره مصر وللأسف بحسن نية، لأنه يستغل اسم جمال حمدان والذى يملك شعبية جارفة بين الشباب - ولو كانت بالسمع فقط – وسيصدم الشباب والقراء عندما ينظرون إلى ما قدمه فى موسوعته وإلى هذا التناقض الكبير الذى نشر فى كتاب صغير الحجم يسهل قراءته بسرعة كبيرة، والكل يعلم أن جمال حمدان عندما كان يقسو على مصر فكان ينظر إليها بعين المحب لوطنه، والذى أكد على ذلك فى موسوعته بأن طريق مصر الحقيقى هو "التخلص من الاستبداد السياسى، وأن هذا مرهون بإرادة الشعب"، مضيفًا أن ما يؤكد على عدم صلاحية نشر هذه السطور هو ما قاله جمال حمدان هو "أن نهاية مصر ستكون على أيدى زنجية"، والتى تحمل فى طياتها عنصرية لا تليق بفكر كبير بحجم د.جمال حمدان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة