بالأمس القريب شاهدت على التلفاز حواراً أكثر من رائع بين الدكتور المصرى العالمى مجدى يعقوب والمحاورة رولا خرسا.. كنت أتنقل من قناة لقناة بملل تمهيداً لإغلاق التلفاز حتى استوقفنى الحوار الرائع.. أخذت أتابع الحوار الشيق وأنا كلى أذان صاغية كانت معظم الأسئلة بخصوص حياة الطبيب العبقرى الدكتور مجدى يعقوب الخاصة.. والتى أجاب عليها الدكتور مجدى بصدر رحب وتواضع يحسد عليه، أكثر ما أثارنى للغاية وشد انتباهى فى هذا الحوار هو هدوء الدكتور مجدى المنقطع النظير ليس فقط فى ردوده، وإنما فى ملامح وجهه والتى تجعلك ترتاح نفسياً بمجرد النظر إليه.. حيث كان يجيب على الأسئلة بمنتهى الهدوء ومنتهى التواضع لم أشعر للحظة أن هذا الرجل العظيم تخالجه لمحة واحدة من الكبرياء، وسألت نفسى وأنا أتابع الحلقة.. أين أنت يا دكتور من أطباء مصر.. فالأطباء عندنا فى مصر - حسنا السواد الأعظم منهم حتى لا أعمم – لا يشعرون بحرج من معاملة المريض بكل التجاهل والاستعلاء الموجود فى الدنيا.. وكأن المريض شحاذ متسول أتى لكى يطلب حسنة لله.. أتكلم عن تجربة شخصية وعن عشرات الأطباء الذين ترددت عليهم أنا ووالدتى ووالدى وفى عشرات الأماكن والمناطق المختلفة.. الشىء الوحيد المتفق عليه هو تعامل معظم الأطباء بنفس الأسلوب المادى البحت.
أكاد أجزم أن الطبيب يحسب لك الوقت الذى تقضيه بداخل غرفة الكشف، أما إذا طال جلوسك، وطالت أسئلتك، فيبدأ على الفور فى التلميح بأنه عليك أن تسمع الكلام، وتتبع الوصفة الطبية وكله هايبقى تمام أن شاء الله، أو كما يقولون فض مجالس.. حسنا.. أليست مهنة الطبيب مهنة إنسانية بالدرجة الأولى.. قبل أن تكون مادية أعنى أنه على الطبيب أن يعامل المريض بكل إنسانية.. أما ما يحدث فهو حقيقة.. تعامل بتكبر ومادية.. الغريب أننى كلما هممت بالكشف عند أى طبيب، فاننى أحجز أولاً، ثم على أن أنتظر حتى يحين دورى، وقد أنتظر ساعة أو ربما ساعتين.. ثم بعد ذلك أدخل على الطبيب الذى يبادرنى بسؤالين أو ثلاثة، ويشرع فى كتابة "الروشتة" الطبية، وأجدنى بعد ذلك خارج الحجرة ولم أكمل الدقائق الخمسة فى الكشف!!
أطباء مصر.. تعلموا من أخيكم فى الوطن.. المصرى العالمى الدكتور مجدى يعقوب ذلك الرجل الذى يعد بلا منافس الأول فى عدد عمليات القلب التى أجراها حول العالم.. فهذا العمل الشريف هو عمل إنسانى بالدرجة الأولى قبل أن يكون عمل مادى.. حقاً هذا الرجل واجهة مشرفة لمصر، ولو كان لأحد أن يفخر، وأن يعتر بما أعطاه له الله من علم - لخدمة الإنسانية - لكان هذا الرجل فى المقدمة.
مجدى يعقوب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة