تباينت آراء عدد من أساتذة التربية، تجاه ما طالب به الدكتور خالد منتصر من خلال كتابه " تواصل لا تناسل فصول فى الثقافة الجنسية"، والصادر حديثا عن دار الدار للنشر، من ضرورة تدريس الثقافة الجنسية فى المدارس، حيث رفض البعض هذا الأمر تماما مشيرين إلى أن عادات وتقاليد المجتمع المصرى لا تسمح بذلك، فى حين رأى البعض الآخر أن تدريس الثقافة الجنسية شىء طبيعى وهام خاصة فى ظل التطورات التكنولوجية الحديثة التى تتيح التعرض لمعلومات مغلوطة مشوهة.
قال الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إن المعرفة الجنسية هى حاجة فطرية وغريزية، وطالما لدينا أعضاء تناسلية فنحن بحاجة لمعرفة المزيد عنها وعن وظائفها ، وأيضا نمتلك ميولا غريزية تجاه العنصر الآخر و نسعى دائما لإشباعها .
وأضاف مغيث أنه فى حالة عدم السماح بتدريس الثقافة الجنسية فى المدارس وفقا لخطة علمية موضوعة، سيلجأ الطلاب لطرق غير مشروعة يستسقوا منها المعلومات، خاصة فى ظل التطورات التكنولوجية الحديثة التى تتيح ذلك بمنتهى السهولة واليسر .
وتساءل قائلا: ما المانع من تدريس الثقافة الجنسية؟ إذا كانت التربية الإسلامية تحوى العديد من الألفاظ والمشاهد الجنسية، وإذا كنا نخشى هجوم الجماعات الإسلامية المتشددة فيجب أن نشير إلى أنها جماعات متخلفة رجعية تحاول دائما فرض ثقافتها على المجتمع، وتقف حائلا دون تحقيق مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان .
وناشد مغيث الدكتور أحمد ذكى بدر وزير التربية والتعليم بضرورة إدراج مناهج التربية الجنسية فى قائمة المناهج المدرسية واختيار كوادر بشرية متخصصة لتدريسها .
وعلى الجانب الآخر قال الدكتور جمال الدين إبراهيم، أستاذ مناهج وطرق تدريس، أن هناك فرقا بين الثقافة الجنسية والتربية الجنسية، فالأولى يتعرف عليها الإنسان مع تقدم مراحل عمره، أما الثانية فهى تقوم على الوعى والسلوك السليم.
وأضاف أنه من الممكن تدريس التربية الجنسية بالمراحل الدراسية المختلفة ولكن من خلال إدراجها ضمن باقى المقررات، مثل التربية الدينية التى توضح كيفية التعامل مع أعضاء الجسم والاعتناء بها، ومادة العلوم التى تفسر وتشرح الأعضاء التناسلية للإنسان، مشيرا الى أن تدريسها كمادة مستقلة بذاتها يعد أمرا صعبا خاصة فى ظل العادات والتقاليد التى يفرضها المجتمع .
وأكد ابراهيم على أن تدريس الثقافة الجنسية تحتاج لكوادر بشرية مؤهلة، وهذا غير متوفر فى قطاع التربية والتعليم، بالإضافة إلى أننا تربينا على أن الحديث عن الجنس شىء خطير وممنوع، ومن يتحدث عنه ننظر إليه بشكل شاذ خارج عن الثقافة العامة.
وقال الدكتور سمير عبد الفتاح، أستاذ علم نفس التربوى، إنه لا يوجد سبب يستدعى أن يطالب منتصر بتدريس الثقافة الجنسية فى المدارس ، مشيرا إلى أننا فى حاجة أهم لترسيخ القيم الإسلامية والعادات والتقاليد داخل المجتمع، بدلا من البحث عن أمور فرعية، على حد قوله .
وأضاف عبد الفتاح، يكفينا القنوات الفضائية المتخصصة فى هذا النوع من البرامج والإنترنت والكتب لمعرفة المزيد عن الثقافة الجنسية، ويكفينا تقديم المؤشرات الأولى من خلال تدريس الأجهزة التناسلية فى مادة العلوم ومن يريد معرفة المزيد فعليه أن يقرأ أو يشاهد، أما تدريس الجنس بشكل منفصل فى المدارس فهذا "مستحيل".
أساتذة التربية ينقسمون حول تدريس الثقافة الجنسية بالمدارس.. كمال مغيث: التدريس بصورة علمية يمنع انحراف التلاميذ.. وجمال الدين إبراهيم: تدريسها يحتاج لكوادر بشرية مؤهلة.. وسمير عبد الفتاح: "مستحيل"
الإثنين، 05 يوليو 2010 10:33 م