عاد التوتر من جديد بين مصر والسودان حول تبعية مثلث "حلايب وشلاتين"، بعد التصريحات المفاجئة للرئيس السودانى عمر البشير بأن المنطقة الحدودية "سودانية وستظل سودانية"، وهو ما دفع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للمرة الأولى للتدخل للرد على تصريحات البشير بقوله إن "الحدود الجنوبية لمصر معروفة، وهى خط عرض 22"، بما يشير بوضوح إلى أن حلايب مصرية وليست سودانية.
وقال أبو الغيط إنه اطلع على تصريحات البشير، مؤكدا على "أن الحدود الجنوبية لمصر معروفة، وهى خط عرض 22.. ولا أجد داعياً للخوض فى الخلفيات التاريخية"، مشيرا إلى أن هناك اتفاقاً بين الرئيسين مبارك والبشير على أن تكون المنطقة كلها شمال الخط وجنوبه منطقة تكامل وتنمية".
رد أبو الغيط على البشير يكشف عن توتر يشوب العلاقات ما بين الدولتين، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التى يصمم المسئولون السودانيون على الحديث عن سودانية حلايب، فقبل ستة أشهر أعلن رئيس مفوضية الانتخابات السودانية عن إنشاء دائرة انتخابية فى حلايب وشلاتين، وهو ما لم تستطع السلطات السودانية تحقيقه لسبب بسيط، وهو أن هذه المنطقة تخضع للسيطرة المصرية الكاملة.
ملف حلايب وشلاتين لم يكن هو التوتر الأول الذى يشوب العلاقة بين مصر والسودان، فقد سبقه منذ أيام تصريحات لوزير الخارجية السودانى الجديد على كرتى المحسوب على تيار الإخوان المسلمين فى السودان، عندما اتهم مصر بضعف معلوماتها عن السودان، وهو ما استدعى تدخل الخارجية المصرية لطلب تفسير وتوضيح لهذه التصريحات، فجاءت الردود من الخرطوم بأن كارتى لم يقصد ذلك.
وسبقت تصريحات كارتى أزمة ظلت مكتومة بين القاهرة والخرطوم عقب اعتراض السودان على استضافة مصر لزعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم فى القاهرة، ومن قبله التخوف السودانى من تزايد المشروعات المصرية فى جنوب السودان.
من جانبه حاول كمال حسن على وزير الدولة للشئون الخارجية السودانية التقليل من حدة تصريحات البشير، وقال لـ"اليوم السابع" إن العلاقات بين مصر والسودان لن تتأثر بتصريح أو بكلام عابر، موضحا أن قضية حلايب قضية واضحة، ورأى السودان فيها واضح تماما، وهناك تشاور بين البلدين لإصلاح هذه القضية حتى لا تعكر صفو العلاقات بين مصر والسودان.
وأكد كمال حسن حرص البشير على العلاقات القوية والمتينة مع الدول المجاورة ومنها مصر، وقال إن العلاقة بين مصر والسودان هى علاقة غير متاحة لبلدين آخرين، ونؤمن أنها علاقة استراتيجية وليست تكتيكية بحكم التاريخ والنسب والثقافة والدين، لكن أنا قلق من ترك القضية بدون حل، ولابد من وضع حل نهائى حتى لا يكون فى النفوس شىء وستظل العلاقات موجودة، لكن سيكون بها شوائب، وستكون علاقات رسمية جيدة، لكن على مستوى الشعب سيوجد كثير من المشاكل، لذلك لابد من حسمها، خاصة أنه منذ عام 1958 نتكلم فى هذا الملف لنجعلها علاقات سليمة وطبيعية.
وأوضح الوزير السودانى أن السودان مقبل على تحديات كبيرة ، وقال "نتطلع إلى دور مصرى قوى فى الفترة القادمة، لأن ما يحدث فى السودان لن تتأثر به السودان فقط ولكن كل دول المنطقة مما يدعو لمزيد من التفاوض والتشاور والتنسيق من أجل هذه التحديات".
ولفت كمال حسن على إلى وجود تنسيق بين الدولتين فى ملفات عدة من أهمها ملف حوض النيل، وقال إن السودان جمدت أنشطتها فى مبادرة حوض النيل لوجود مشكلة قانونية،حيث وقعت 5 دول فقط على المبادرة، وهناك تنسيق مع مصر بشكل دائم بين الموقف المصرى والسودانى فى مبادرة حوض النيل، ونتطلع للتنسيق بشكل أكبر فى الفترة القادمة، للاشتراك فى المصالح والمواقف والتاريخ".
وزير الدولة للشئون الخارجية السودانية كمال حسن على ينفى وجود أزمة مصرية سودانية حول حلايب.. ويؤكد: علاقات الشقيقتين لن تتأثر بتصريح أو بكلام عابر وننسق فى مختلف الملفات
الأحد، 04 يوليو 2010 09:46 ص
وزير الدولة للشئون الخارجية السودانية كمال حسن على
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة