قال عدد من الأدباء والمثقفين إن التسجيلات التى أجراها بعض الكتاب والإعلاميين والصحفيين مع الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ جزء من تراثنا الأدبى المصرى، وليست ملكًا لمن قام بإجراء هذه التسجيلات، مطالبين كل من يحتفظ بعدد من التسجيلات أن يقوم بإصدارها إما فى كتب أو فى أقراص مدمجة (CD) مراعين فى ذلك الجلسات الشخصية التى لم يفضل محفوظ نشرها فى حياته، وكان الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر قد أثار موضوع هذه التسجيلات فى مؤتمر الاتحاد الذى أقامه عن أسامة أنور عكاشة رائد الدراما، وأكد على احتفاظه بالعديد من التسجيلات لحوارات جمعت بينه وبين نجيب محفوظ.
حيث أكد الكاتب زكى سالم على أن تسجيلات نجيب محفوظ ملكًا للثقافة المصرية وجزء مهم جدًا من تاريخ الحركة الأدبية المصرية، ولا يجب أن تبقى هذه الشرائط ملكًا لمن أجراها، مشيرًا إلى أن الراحل رجاء النقاش كان يمتلك عددًا من التسجيلات أجراها هو أيضًا مع محفوظ.
وصرح سالم بأنه يعمل حاليًا على تفريغ كافة التسجيلات التى يحتفظ بها مع نجيب محفوظ، وسوف تصدر فى كتاب بعنوان "نجيب محفوظ"، متمنيًا أن يتزامن صدورها مع مئوية نجيب محفوظ.
وقال الناقد محمود الضبع مدرس النقد الأدبى بجامعة قناة السويس : لا شك أن التسجيلات الخاصة والوثائق التى يمتلكها أى إنسان حول شخصية أدبية أو ثقافية راحلة ليست ملكًا لمن يحوزها وإنما هى ملك للجميع وعلينا أن نستوثق أولاً من صدق هذه الوثائق وارتباطها بالمشروع الفكرى لمن تتحدث عنهم، وأنها لم تكون مضادة لهذا المشروع لأنه ليست كل الحوارات الخاصة يجب أن تنشر، فأحيانًا تكون الحوارات الخاصة على سبيل الدردشة أو الفضفضة، ومن ثم فإن نشرها سوف يسىء إلى صاحبها، هنا فقط يجب ألا تنشر الوثائق، أما ما عدا ذلك فمن الضرورى العمل على نشر وتوزيع وإعادة تصنيف هذه الوثائق لنستطيع أن نكمل الصورة حول رموزنا الثقافية.
وأضاف الضبع: هل كانت هذه التسجيلات خاصة لجلسات نجيب محفوظ، أم أنها كانت حوارات صحفية؟، وإن كانت الأخيرة فلما لما تنشر حتى الآن؟.
وقال الناقد د.حسين حمودة أستاذ النقد الأدبى بكلية الآداب جامعة القاهرة، ونائب رئيس تحرير دورية نجيب محفوظ: أعتقد أن من حق قراء نجيب محفوظ ومحبيه أن يقرءوا ما قاله فى مناسبات متعددة ولم ينشر بعد، وهناك أصدقاء كانوا مقربين من محفوظ ولديهم تسجيلات مطولة معه فى مناسبات مختلفة وأتصور أن من واجبهم أن يعملوا على نشر هذه التسجيلات بعد تفريغها، وأعرف جيدًا أنهم لديهم إحساس بالمسئولية وأنهم بالتالى لن ينشروا كل ما سجلوه بمعنى أنهم سوف يستبعدون الأحاديث ذات الطابع الشخصى الذى لم يكن نجيب محفوظ نفسه يود نشره للناس.
وأضاف حمودة: هناك بعض التسجيلات عن تجارب شخصية لا تخص سوى نجيب محفوظ وحده أو لا تخص سوى أسرته التى كان يتجنب الخوض فى تفاصيل حياته ، وهذا الجانب لا أتصور أنه يهم القراء لكن هناك تسجيلات أخرى أدلى فيها محفوظ بتفاصيل تخص إبداعه أو تخص تصوراته العامة وأفكاره وآراءه أو تخص رؤاه لبعض تجارب المبدعين الآخرين من الأحياء والراحلين، ومن الأدب العربى والآداب الإنسانية، وهذا الجانب كله يستحق أن ينشر وأن ينتفع به الناس.
وأوضح حمودة قائلاً: إن دورية نجيب محفوظ ترحب بالأحاديث التى أجريت معه ولم تنشر بعد، مضيفًا: ونحن نحقق فى الأعداد القادمة بالفعل لنشر بعض هذه الأحاديث واعلم أن دار الشروق سوف تنشر قريبا كتابا لحوارات أجراها المبدع يوسف القعيد مع نجيب محفوظ ولم ينشر بعضها من قبل.
موضوعات متعلقة..
أدباء يطالبون سلماوى بنشر حواراته مع محفوظ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة