أكد السفير محمد العرابى مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية، أن مصر لم ولن تتخلى عن دعم الشعب الفلسطينى لاستعادة حقوقه المشروعة وتعمل على تحقيق التقارب الفلسطينى، مشيرا إلى أن الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية من شأنها تفويت الفرصة على الجانب الإسرائيلى للتملص من استحقاقات السلام، بحجة عدم وجود شريط فلسطينى.
جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده السفير العرابى بمقر إقامته فى العاصمة النيجيرية ابوجا، التى كان قد وصلها أمس السبت للمشاركة فى اجتماعات المفوضين وتمثيل وزير الخارجية أحمد ابو الغيط فى اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة الثمانية تمهيدا لاجتماع قمة قادة دول المجموعة يوم الخميس المقبل.
وأضاف السفير العرابى فى معرض رده على أسئلة ممثلى الصحف ووكالات الأنباء العالمية المشاركة فى تغطية فعاليات القمة واجتماعاتها التحضيرية أن مصر تسعى إلى تسريع إيقاع بناء السلام فى منطقة الشرق الأوسط وإنهاء كافة أشكال الصراع فيه حرصا على مصالح شعوبه التى تعد جميعها من البلدان النامية وإيمانا منها بأن تحقيق استقرار الشرق الأوسط هو بداية التقدم الشامل.
وأكد العرابى أن القضية الفلسطينية هى لب الصراع فى هذا الجزء من العالم، مشيرا إلى أن العالم كله يسعى إلى بناء السلام وتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، لكن إسرائيل لا تزال فى جانب آخر.
ولفت إلى أن مصر تحاول بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات التخفيف من محنة الشعب الفلسطينى من خلال انسياب السلع والبضائع إلى قطاع غزة وتقديم الخدمات العلاجية لأبناء القطاع.
ونوه بأن الدبلوماسية المصرية نشطة وواعية وهادئة وهى تقوم بدعم حقوق الشعب الفلسطينى فى كافة المحافل الدولية بعيدا عن المزايدات، وتعاملا مع معطيات الواقع المحيطة والتطورات الحاصلة على الساحة الدولية.
وحول تداعيات الأزمة المالية العالمية على جهود التنمية فى بلدان العالم النامية التى تمثلها مجموعة الثمانى، قال السفير العرابى إنه بسبب هذه الأزمة لم تستطع البلدان المتقدمة الوفاء بتعهداتها الإنمائية للدول الفقيرة، وفقا لإعلان أهداف التنمية فى الألفية الجديدة، لافتًا إلى أنه بسبب الأزمة بقيت كافة تعهدات الدول المتقدمة مجرد أرقام على أوراق لا يقابلها شىء فعلى على أرض الواقع.
ونوه السفير العرابى على أن فرنسا قد فطنت إلى خطورة هذا الوضع الذى جعل مصداقية برامج المساعدات الدولية موضع تشكك من جانب البلدان النامية، مشيرا إلى أن فرنسا عندما ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبى ستضع معالجة هذا الأمر على صدارة أولوياتها وستعطى قوة دفع فى هذا الاتجاه.
وبشأن رؤية مصر للتعاون بين دول مجموعة الثمانية، قال السفير العرابى إن مصر تتطلع لحجم تجارة أكبر بين دول المجموعة وتشجيع القطاع الخاص، إيمانا منها بأن مستوى التعاون الحالى لا يتماشى مع ما تتمتع به دول المجموعة من مقومات.
وأشار إلى أن التعاون بين دول مجموعة الثمانية يأتى فى إطار تعاون أكبر بين الجنوب والجنوب يتسم بالصبغة الفنية ويبتعد عن أية أبعاد عقائدية، إيمانا بأن البلدان النامية عليها أن تتحرك بما أوتيت من مقومات ذاتية أولا وقبل انتظار المساعدات الخارجية لكن هذا لا يعنى إعطاء المبرر لبلدان الشمال لكى تتملص من التزامها الواجب تجاه نقل التكنولوجيا المتقدمة للجنوب النامى.
وأشار إلى أن مصر استضافت ثالث قمة لدول المجموعة فى القاهرة عام 2001 وهى الآن مسئولة عن ملف التعاون التجارى بين بلدان المجموعة لافتا إلى أن إعلان أبوجا الذى ستصدره القمة فى ختام أعمالها، يحتوى على أفكار تتعلق بإلغاء تأشيرات رجال الأعمال حال انتقالهم بين بلدان المجموعة وإنشاء منطقة تجارة تفضيلية فيما بينها.
وفيما يتعلق بنقل رئاسة المجموعة من ماليزيا إلى نيجيريا خلال هذه القمة ولمدة عامين قادمين، أشار العرابى إلى أن مصر تتطلع أن تمثل قيادة نيجيريا للمجموعة قوة دفع جديدة وإحياء لدورها، منوها على أن نيجيريا هى بلد أفريقى واعد ويمتلك إمكانات كبيرة وهناك تعاون بين الجانبين المصرى والنيجيرى فى المجالات الاقتصادية يسير على نحو جيد.
