صدر عن المجلس الأعلى للثقافة كتاب جديد عن الكاتب الكبير الراحل عبد الرحمن الشرقاوى بعنوان "الدلالة والشهادة" للكاتب الصحفى مصطفى عبد الغنى.
قسم المؤلف الكتاب إلى قسمين، الأول بعنوان "الشرقاوى متمرداً" الدلالة الذاتية والاجتماعية" والكتاب الثانى أعطاه عنوان "اعترافات عبد الرحمن الشرقاوى".
ويشير عبد الغنى فى مقدمة الكتاب إلى أن الشرقاوى لم يكن رجعى التفكير وإنما كان كاتباً مستنيراً منذ خرج من قريته "الدلاتون" مركز شبين الكوم ولم يتردد فى التعبير بالتراث عن قضايا الناس، كما لم يتردد فى الدخول من معركة إلى أخرى، متمرداً على كل القيود التى تعوق التقدم.
ويؤكد عبد الغنى مؤلف الكتاب على صعوبة واجهها أثناء إعداده الكتاب عن الشرقاوى، وهى قلة المراجع المكتوبة عن حياته، مشيراً إلى أن أغلب الأشياء التى أفاد منها فى إعداده للكتاب هى لقائه بعبد الرحمن الشرقاوى نفسه.
وحدد مصطفى عبد الغنى الخطوط الرئيسية لكتابه وشكلها بثلاثة أشياء، أولها هى حياة الشرقاوى وفكره المتمرد وهو ما ممثل الجزء الأكبر من استكشاف إبداع الشرقاوى فى الرواية والمسرح والقصة القصيرة.
والجزء الثانى هى القضايا التى شغل بها الشرقاوى مثل قضية المثقف وموقفه من رجل الدين، وسقوطه وحدود مغامرته الفنية، ومعركته مع التيار الدينى.
ويشير عبد الغنى إلى أن عبد الرحمن الشرقاوى لم يعل عن النقد، حيث أخذ عليه عدة تحفظات من أهمها الغلو فى السادية بالنسبة لموقفه من رجل الدين حيث أسرف الشرقاوى فى الهجوم على رجل الدين إلى درجة أن قرن بينه وبين البغى فى روايته المشهورة "الأرض" ومسرحية "الفتى مهران"، كما اتهمه بالتخنث فى مسرحيته " النسر الأحمر.
كما أوضح المؤلف أن اهتمامه بأعمال عبد الرحمن الشرقاوى لم يتركز حول الأعمال الفكرية، وإنما تركز حول الأعمال الفنية الخاصة، مشيراً إلى أن الجانب الفنى لدى الشرقاوى ظل أكثر الجوانب العفوية صدقا فى كشف الدلالات عن شخصيته، ولم يكتف عبد الغنى بعرض فكر الشرقاوى وكشف دلالاته من واقع نصوصه فقط، وإنما أضاف بعضها للكتاب للتدليل على ما يقول.
ويشير عبد الغنى إلى أن قضية الشرقاوى لم تكن دائما هى الصراع بين الخير والشر، وإنما كان الصراع دائما بين القهر والتسلط، المحكوم والحاكم.
وقدم مصطفى عبد الغنى فى الجزء الثانى من الكتاب شهادات الشرقاوى التى حصل عليها منه شخصيا، رصد عبرها عدة مؤثرات فى حياته وهى الأصول الاجتماعية الأولى للشرقاوى، والمؤثرات التعليمية التى تلقاها، وطبيعة تخصصه العلمى، والمهنى، والعلاقة بينه وبين السلطة.
كما خصص عبد الغنى فصلاً كاملاً عن مسرحية "الشرقاوى" الحسين ثائراً - الحسين شهيداً" وما أثارته فى السبعينات إبان نشرها، وأرفق بها عدداً من الوثائق التى حصل عليها عن الضجة الشديدة التى دارت حولها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة