أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن مصر تواصل مساعيها لتمكين الفلسطينيين من الحصول على حقوقهم دبلوماسيا وسياسيا، ولكن على الشعب الفلسطينى أن يساعد فى ذلك، معربا عن أسفه لأن الشعب الفلسطينى أصبح اليوم أسير مأساة كبرى تتمثل فى الانقسام الداخلى.
وقال أبو الغيط- فى حديث لإذاعة (الشرق) بباريس وتليفزيون (أخبار المستقبل) - إن مصر كانت تفتح معبر رفح لفترات محددة عندما تشعر بأن هناك حاجة ملحة إلى ذلك لمرور آلاف الطلبة والمرضى الفلسطينيين، كما قامت بإدخال مئات من سيارات الإسعاف وكميات كبيرة من الأدوية.
ولفت إلى أن هذا المعبر كان مفتوحا عقب اتفاقات أوسلو وحتى عام 2005 فى إطار تواجد للسلطة الفلسطينية وأيضا إسرائيل على الجانب الفلسطينى من المعبر حتى أثناء تنفيذ اتفاق أوسلو، وعندما فرض على إسرائيل الخروج من ممر صلاح الدين أو فلاديلفيا صمم الإسرائيليون على وجود طرف آخر غير فلسطينى فجاء الأوروبيون واستمر العمل بالمعبر تحت إشرافهم.
وأشار أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية قررت فى اجتماعها الوزارى "أنه إذا تبين العرب أنه لا تقدم فى المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بحلول شهر سبتمبر القادم، فإنه يجب البحث فى خيارات أخرى ، والخيار الرئيسى فيها هو خيار العودة إلى المجتمع الدولى من خلال مجلس الأمن القادر على إصدار قرار، وإلا سنظل ندور فى دائرة مغلقة لعل الأوروبيين يحشدون همتهم وتقرر أمريكا أن تتعامل مع إسرائيل باعتبارها المسئول عن الجمود وتقول لها إن عليها أن تفعل كذا وكذا وإلا سيتم فرض الأمور عليها".
وأضاف "أن مسألة فرض الأمور على إسرائيل لم يتم الوصول إليها، وبالتالى ليس أمام العرب فى ظل الأوضاع الحالية سوى هذا الخيار"، مشيرا إلى أن مجلس الأمن لن يفرض تسوية ولكنه سيضع العناصر التى يجب أن تقوم عليها التسوية.
وأعرب أبو الغيط عن أمله فى أن يعلن مجلس الأمن وقتها أن الدولة الفلسطينية أصبحت موجودة على الأسس المتفق عليها، حيث يقوم العرب بالتحرك فى إطار مجلس الأمن بعد سبتمبر القادم وعندما يكون الفلسطينيون جاهزين لإتمام برنامج رئيس الوزراء سلام فياض يتم إعلان الدولة.
وحول الدور التركى فى المنطقة، أشار وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلى أن الجانب التركى قام بمساعدة الفلسطينيين فى وصول بعض المعدات إليهم ، معربا عن أسفه لقيام إسرائيل بالاعتداء على سفينة المساعدات التركية ورفضها حتى فكرة الاعتذار بعد ذلك.
وقال أبو الغيط إنه زار إسطنبول منذ أسبوعين للتعبير عن التضامن مع تركيا فى مواجهة الإهانة الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بالملف اللبنانى وتصاعد التوتر فى جنوب لبنان والمخاوف من توجيه ضربة إسرائيلية عسكرية إلى لبنان، أعرب وزير الخارجية عن قناعته أنه لا توجد أية مخاطر بشأن إمكانية وقوع صدام على الأرض بين لبنان أو حزب الله وإسرائيل.
ودعا أبو الغيط إلى عدم استفزاز الجانب الإسرائيلى ، مشيرا إلى أن مصر تتحدث مع الإسرائيليين وتقول لهم لا تتعرضوا للبنان.
واعتبر أبو الغيط أن الوضع اللبنانى له اتصال مباشر بالملف النووى الإيرانى وبالتالى فإن توترات هذا الملف له انعكاساته المباشرة والسلبية على الوضع فى لبنان، معربا عن أمله أن يتم التوصل إلى تسوية للملف النووى الإيرانى وبالتالى لا يتعرض لبنان لهذا القدر من التوتر.
ومن ناحية أخرى ، قال وزير الخارجية إن الحكومة الإسرائيلية فى وضع لا تحسد عليه، لأنها لم تحقق أى شىء فى السياسية الخارجية، حيث توشك أن تخسر تركيا، كما أنها لم تحقق أية انفراجة فى عملية السلام مع الفلسطينيين وساءت علاقاتها بالولايات المتحدة كما أنها تتعرض لانتقادات من العالم الغربى والاتحاد
الأوروبى، وبالتالى فإن الجانب الإسرائيلى يشعر بكثير من المخاطر ومن غير المتصور أن يلجأ للهروب إلى الأمام من خلال القيام بعمل عسكرى ضد لبنان.
أبو الغيط: نواصل العمل لتمكين الفلسطينيين من حقوقهم
الأحد، 04 يوليو 2010 02:48 م
وزير الخارجية أحمد أبو الغيط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة