تباينت آراء عدد من الشعراء حول دور شعر العامية والفحصى حيث أقام اتحاد الكتاب صباح اليوم مؤتمرا عن شعر العامية، ورأى المشاركون فيه أنه لولا شعر العامية ما تقدمت ذائقة المصريين، ودللوا على ذلك بأن جمهور العامية أكبر بكثير من جمهور شعر الفصحى.
ومن جانبه قال الشاعر عبد المنعم رمضان: لا شك أن الشعر يعانى أزمة الحضور بشكل عام، فأصبح شعراء الفصحى وكأنهم صناع "طرابيش"، والعاميون وكأنهم صناع "طواقى بلدى" ولا أعرف إن كانت تباع أو لا؟.
وأضاف رمضان "لدينا ظواهر شعرية دائمًا ما تحدث ولكنها لا تستمر، فمثلاً لدينا فاروق جويدة يحاول أن من خلال كتابته فى الأهرام أن يثبت جرأته وشجاعته التى تلائم شجاعة نساء النوادى، ورجال الصالونات.
وتابع عبد المنعم: "إن شعراء العامية يحظون بحضور كبير عما يحظى به شعراء الفصحي، ويرجع هذا لاعتماد "العامية" على اللغة السهلة، مضيفًا: إلا أنه تركز فى أذهان الكثير من شعراء العامية أنهم يتوجهون لعامة الناس فقط فانصرفوا عن القضايا الفلسفية وميتافيزيقا الإنسان، وفى المقابل لم ينصرف شعراء العامية الكبار من أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى وغيرهم".
وقال الشاعر محمود قُرنى إنّ شعر العامية متعدد للقيم الشعبية التى يرسخ لها الفلكلور بتجلياتها المختلفة فى أغانى الأفراح وأغانى الفلاحين فى الحقول والعمال فى المصانع بشكل عام، فهو مشارك أساسى فى عملية النهضة وفى فعل المقاومة منذ قصيدة "هز القحوف" للشاعر المملوكى أبو شادوف مرورًا بأزجال عبد الله النديم اللاذعة التى أوقفها على مقاومة الاحتلال وصولاً إلى فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى وسيد حجاب وغيرهم.
وأضاف قرنى "ولكننى أخشى أن تكون صورة شعر العامية فى اللحظة الراهنة والتهميش الذى يواجهه سببًا فى مقولات متطرفة تنأى عن الموضوعية، وقصر فكرة التقدم والنهوض على شعر العامية فقط، والصحيح أن النهضة المصرية الحديثة نهض بها كثيرون فى المجال السياسى والفكرى والإبداعى وشعر العامية كان جزءًا من هذه الأجنحة التى شاركت فى تشكيل الذائقة العامة وتقبل التحولات التى شهدها شعر العامة فيما بعد وكذلك شعر الفصحي.
ورأى الشاعر والناقد أحمد حسن أنه الشعر بنوعيه (الفصحى والعامية) يعانى من قلة جمهوره، مشيرًا "وهذا ما نلاحظه فى الندوات والأمسيات الشعرية التى يقتصر حضورها على بعض من الشعراء وأصدقاء الشاعر".
وأوضح حسن "وإذا كان الجمهور ينصرف إلى شعر العامية فيرجع هذا إلى دور الميديا التى تساعده على الانتشار من خلال الأغنية والفضائيات، كما أنه لا ينبغى أن يقاس جمهور الشعر بالعدد كما يقاس جمهور كرة القدم".
من جانب آخر رأى الشاعر فارس خضر رئيس تحرير مجلة الشعر أن جمهور شعر العامية يحظى بأضعاف مضاعفة من شعر الفصحى، موضحًا "ويرجع هذا نتيجة لحالة الأمية المتفشية فى مصر بشكل عام، خاصة وأن العامة من الجمهور تستهوى الموسيقى والإيقاع الذى يركز عليها شعر العامية، على العكس من الشعر الفصحى والذى من المستحيل أن يتقبله العامة لأنه موجه للنخبة فقط".
وأضاف خضر: ولكن إذا كنا نريد أن نكتب أدبًا أو شعرًا تحريضيًا مباشرًا فسوف نجد الكثير ممن يصفقون، وكم من شعراء أشعلوا الساحات بتصفيق الجماهير، ولكن السؤال الأهم هل سيصمد هذا الأدب أو الشعر بشكل خاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة