◄◄ مشعلو الحرائق يحولون أى حادث مهما كان صغيرا إلى فتنة طائفية ويهاجمون الداخلية والأمن
لماذا يضع الأقباط فى مصر جهاز أمن الدولة فى جملة مفيدة عند نشوب أى أحداث، طائفية كانت أو غيرها؟ فالأحداث الأخيرة التى حدثت نتيجة اختفاء زوجة كاهن ديرمواس والتى تم العثور عليها فى أقل من أسبوع، وتبين أنها كانت تمكث عند إحدى صديقاتها إثر خلافات عائلية، الأقباط هتفوا «أمن الدولة ساكت ليه إنت معاهم ولا إيه»، هذا الهتاف لم يكن الأول لدى الأقباط عند حدوث أى مشكلة طائفية أو غيرها، إحساساً منهم أن جهاز أمن الدولة دائماً ما يتباطأ ولا يتحرك إلا عندما ينتفضون للتظاهر والضغط الإعلامى.
اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، قال إنه للأسف الشديد ملف الحالة القبطية بصفة عامة تقريباً بيختص به جهاز مباحث أمن الدولة، وبالتالى فيه إحساس لدى إخواننا الأقباط بأن أى شىء لابد أن ينسب إلى جهاز مباحث أمن الدولة باعتبار أنه هو المسؤول عن هذا الملف سواء فى الموافقات على بناء الكنائس أو التراخيص إلخ.
وأضاف أن العلاقة بين الأقباط والنظام بصفة عامة أغلبها من خلال مباحث أمن الدولة الأمر الذى يجعلهم يتصورون أن أمن الدولة صاحبة القرار فى كل شىء، نتيجة حالة الاحتقان العامة الموجودة فإن أول ما يحدث أى شىء يوجهون اتهاما لمباحث أمن الدولة.
وأوضح أن الاحتقان ليس من الأقباط فهناك حالة احتقان عامة تحتاج لقرارات صارمة وسريعة للتخفيف من حدة هذا الاحتقان، مشيراً إلى أن الإعلام يقوم بدور خطير جداً فى تعميق الهوة ما بين النظام والمجتمع والشعب، ويزيد من حالة الاحتقان فى محاولة لتصوير بعض السلبيات الموجودة وتضخيمها بصورة كبيرة جداً.
وأكد علام أنه لابد من معالجة سياسية على مستوى عال تعالج كل السلبيات الموجودة ولابد من إدارة حوار سياسى وفكرى لمعرفة الأمور التى تضايق الناس والعمل على إيجاد سبل حلها.
من جانبه أكد اللواء محمد عبدالفتاح عمر، الخبير الأمنى وعضو مجلس الشعب، أن موقف الأقباط من أمن الدولة ربما يرجع إلى أن أى أمر يخصهم يتولاه الجهاز، وعلى الرغم من ذلك تعامل الجهاز مع البلاغ الأخير بخصوص اختفاء زوجة كاهن دير مواس وأجروا التحقيقات على أكمل وجه وفى فترة زمنية قصيرة جداً تم العثور عليها وتبين أنها لم تكن مختطفة مثل ما قيل.
ومن ناحية أخرى حمل حادث اختفاء زوجة كاهن بالمنيا ليومين، كثيرا من الإحراج لأطراف عديدة أولها هؤلاء الذين تظاهروا بالكاتدرائية وهددوا بالاعتصام، وكذلك الأمر بالنسبة للكهنة وصغار الرهبان الذين قادوا المظاهرة، بينما يتبقى النصيب الأكبر من الحرج ذلك الذى ناله أصحاب البيانات الفورية على الإنترنت التى أطلقت شرارة غضب الشباب المسيحى، وهؤلاء الذين روجوا أن زوجة الكاهن اختطفت بل وأعطوا تلميحات تصل إلى حدود اليقين بأن المسلمين وراء اختطافها، وهو سيناريو متكرر فى أغلب حوادث الاختفاء كما حدث فى اختفاء فتاة فى الإسكندرية ومن قبلها الشرقية، وكذلك فتاة إسنا.
حادث اختفاء زوجة الكاهن كشف عن تنظيم مسيحى جديد يتبنى منطق أصحاب البيانات التحريضية، وهو تنظيم يعرف أعضاؤه جيداً أن الفتنة سهلة الصنع ولكنهم يتجاهلون أن ثمنها غال، فهذا المحامى ممدوح رمزى الذى دخل على الخط ونقل الخبر لمن يعرفهم دون حتى أن يتحرى صحته من عدمها، فكانت النتيجة أن وجد الخبر طريقه لعدد أكبر من الأشخاص، وكادت أن تشتعل الفتنة، وهذه لم تكن المرة الأولى لـ«رمزى».
ويتربع موريس صادق على عرش هذا التظيم، بخطاباته الطائشة وهجومه المتكرر وغير المبرر على رموز الإسلام والمسؤولين المصريين بالباطل، يمثل الرجل وقوداً جيداً لإذكاء نيران بعض المتشددين سواء مسلمين أو مسيحيين، فالطرف الأخير يرى أنه يقول الحقيقة التى يخشون قولها لوجودهم فى مرمى الحكومة، بينما الطرف الأول يراه مبرراً كافيا لكره المسيحيين ككل، من واقع أنه يقول ما يخفونه فى أنفسهم، ولكن فى النهاية يظل موريس رأس السهم فى أغلب الفتن التى تحدث، سواء محرضاً أو مدعياً اضطهاداً وهميا أو اعتداءات كاذبة.
أسماء كثيرة مرت بهذا التنظيم ولعبت به دوراً ولكنه فى النهاية أصبح علامة مسجلة فى تاريخ الفتن تعمل بمبدأ «أشعلها أولاً ثم اجلس وانتظر النتيجة»، محتمين بكيانات حقوقية وقانونية تحمل اسم الأقباط، مثلما كان يفعل زكريا بطرس فى برامجه وتسجيلاته الصوتية، ومثلما فعل عدد من المنظمات التى تستضيف المتنصرين مثل محمد حجازى وماهر الجوهرى وتبرز هجومهم على الآخر، كل ذلك بخلاف المواقع المنتشرة على شبكة الإنترنت التى ما تلبث حين تتلقى خبراً عادياً يكون بها طرف مسيحى، لتتحول إلى حادثة كبرى يدعمها الاضطهاد، تتنبأ بأن المسيحيين على شفا الإبادة لتستقر أخيراً فى مربع الفتنة، مستخدمين تهما جاهزة مثل «محاولات الأسلمة، والاعتداء على المسيحيات، ونشر الفكر الوهابى المتطرف».