◄◄ رسامة القساوسة تتم بشكل عشوائى ويسودها النفاق والرياء والمجاملة للأساقفة الذين يضربون برأى الشعب عرض الحائط
خرجت علينا الأنباء يوم الاثنين 19/7، تقول بأن هناك تجمعات فى مطرانية دير مواس بالمنيا تقول بخطف زوجة كاهن هناك تدعى كاميليا زاخر، حيث لم يجدها الكاهن مساء الأحد 18/7، لا بمنزلها ولا منزل والدها، حيث أخبرته بأنها ستكون عند والدها، وظهر بعد ذلك أن السيدة قد حصلت على إجازة من عملها كمدرسة لمدة أسبوعين، وأنها قد قامت بسحب مبلغ غير قليل من رصيدها، كما أنها أخذت كل مجوهراتها، وبالرغم من أن تلك المظاهر تجعل الجميع يتريث أمام الادعاء بخطف السيدة، فإن أسقف دير مواس طلب من تابعيه التجمهر بالمطرانية، ثم تطور الأمر بعد يومين بحشد جماهير فى عشرة أتوبيسات غادرت إلى القاهرة، وتم التظاهر والاعتصام من مئات الشباب، وانضم إليهم ثلاثون كاهناً، يقودونهم فى تظاهراتهم وفى هتافاتهم التى كان منها «ثورة ثورة للأقباط.. ضد خطف البنات» و«كتابة شعارات وهمية فينك يا وحدة وطنية» وقد حاولوا اقتحام بوابات الكاتدرائية للخروج إلى الشارع، ويقول أحد الكهنة «أغلقنا الكنائس لإجبار الحكومة وأجهزة الأمن على التحرك لإعادة زوجة الكاهن المخطوفة» كما تتابعت ردود الأفعال على افتراض أن السيدة قد تم خطفها بالفعل، فقامت قائمة أقباط المهجر بمواقعهم الإلكترونية، وبمواقفهم التخريبية وأكاذيبهم التى لا تنتهى والتى ثبت ويثبت دائما كذبها، خاصة فى قضية خطف القبطيات، كما تم بث كثير من الادعاءات التى تريد تفجير الوطن بأن هناك تنظيمات إسلامية تقوم بخطف المسيحيات، وهى ترصد ملايين الجنيهات لذلك، كما تم اتهام بعض الشباب المسلم زملاء كاميليا فى مدرستها، وتم التحقيق معهم فى ذلك، وتم الإفراج عنهم، الشىء الذى سيترك بلا شك آثاراً سلبية وطائفية بين المسلمين والمسيحيين بدير مواس، وأخيراً أعلن عن طريق قناة الكنيسة، أن كاميليا لم تكن مختطفة، ولكنها كانت عند أحد أقربائها، وتم تسليمها للمطرانية، حيث تم تسفيرها لمكان ما للراحة والاستجمام! وهذه الأحداث الخطيرة التى ستترك كثيراً من الآثار التى تكرس المناخ الطائفى، تدعونا إلى تحليل أسبابها ونتائجها: أولاً: الآن هناك سلوك عام يبدأ من الكنيسة أولاً، وينسحب إلى الأقباط، يعمل على خلط جميع الأوراق وفى كل الأحداث، أياً كان نوعها وحجمها وتوقيتها، للوصول إلى نتيجة واحدة وحيدة، وهى أن هناك اضطهاداً للأقباط، وعلى كل المستويات بمصر، فعند قصة حب بين مسلم ومسيحية فهذا اضطهاد واختطاف، وعند مشكلة يومية بين مسلم ومسيحى هذا أيضاً اضطهاد، وعند الوقوف أمام استبداد الدولة وفسادها الذى يطال كل المصريين ومنهم الأقباط، فهذا أيضاً اضطهاد للأقباط، ثانياً: كانت قضية وفاء قسطنطين زوجة كاهن البحيرة التى أسلمت بمحض إرادتها، وقد تم التظاهر داخل الكاتدرائية وكان نفس الادعاء الكاذب بخطف وفاء، ثم كان الضغط من البابا على الدولة، فاستسلمت الدولة والنظام للضغط، وتم تسليم وفاء للكنيسة بعد إسلامها، وقد قيل إنها عادت للمسيحية. ذلك الملف الذى لم يغلق بعد، حيث إن هناك مطالب مشروعة، تقول إن الرأى العام لم يعرف بعد إذا كانت وفاء مازالت مسلمة حسب ما أرادت، أم أنها أكرهت على العودة للمسيحية، وهذا يبرره عدم ظهورها حتى اللحظة، وعدم معرفة مكان احتجازها، الشىء الذى يتعارض مع الدستور والقانون، ومع هيبة الدولة، أى دولة.
هذه الحادثة قد أصبح الجميع يستحسنها، فعند اختفاء أى فتاة مسيحية سواء زوجة كاهن أو غير ذلك، يتم التجمهر والتهديد والوعيد، ثم تخضع الدولة المعنية، وتقوم بتسليم الفتاة للكنيسة، وهذا ما تم مع كاميليا، ولا نعلم لماذا يتم تسليمها للكنيسة وليس لزوجها؟ فهل الكنيسة قد أصبحت بديلاً للأقباط عن الدولة؟ وهل قد أصبح فى إطار الواقع، خضوع الدولة لهذا الوضع الشاذ الذى ستترتب عليه مصائب لا تنتهى ستصيب الجميع بلا استثناء؟
ثالثاً: الملاحظ عند حادثة كاميليا هذه أن دور الأكليروس كان الأكبر، فهم من قام بالحشد العلنى وكان ثلاثون قسيساً مع التظاهرة وهم الذين يقودون الهتاف، فهل هذا تدشين لدور جديد لرجال الدين المسيحيى فى دولة الأقباط التى بدأت تظهر ملامحها بدون مواربة؟
وهل التسرع الذى تم والادعاء بالخطف والذى ثبت خطؤه، هل هذا يصب فى صالح الكاهن وزوجته أم العكس؟ ولماذا لم تتريث القيادة الكنسية فى التظاهر، ونشر الفضيحة بهذه الصورة حتى نعرف سبب الاختفاء؟ وهل كانت فعلاً عند أقاربها؟ ولماذا لم يعلن الأقارب فوراً أنها لديهم، بدلاً من هذه الفضيحة العالمية؟ وهل كانت كاميليا تريد بالأساس إحداث الفضيحة للكاهن الزوج، أم للأقباط الذين يتصورون جهلاً وخطأ وتعصباً أن زوجة الأب الكاهن هى أم افتراضية للأقباط كما قال أحد الكهنة الجهلة ولا نعرف كيف كيف تكون زوجة الكاهن سواء منحرفة أو غير منحرفة أما للمسيحيين؟
رابعاً: من المعروف أن اختفاء شابة أو سيدة من بيتها أو زوجها، فهذا عار اجتماعى قبل أن يكون انحرافا دينيا، فكيف يكون عندما تكون السيدة زوجة كاهن؟ فهنا نجد الجميع يدعى كذباً الاختطاف للمداراة على الفضيحة الاجتماعية، ولكن تكرار هذه الفضيحة لزوجات الكهنة، فقد كانت وفاء قسطنطين وفى نفس الأسبوع مع وفاء كانت مارى عبدالله زوجة كاهن، وقد ذهبت للأزهر، وقد أعلنت إسلامها، ولكن شيخ الأزهر السابق كان قد سلمها للكنيسة.. وهذه هى كاميليا أياً كانت وأياً كان سبب اختفائها، ألا يجعلنا هذا نسأل عن كيفية رسامة الكهنة والتى تتم الآن بشكل عشوائى، يسوده النفاق والرياء والمجاملة للأساقفة الذين يضربون برأى الشعب عرض الحائط.
خامساً: لقد آن الأوان لهذا المسلسل السخيف أن ينتهى وحق لهذه النكتة القديمة والحقيرة ألا تتلى ثانية، فما يتم يتعارض تماماً مع الدولة المصرية ومع حرية العقيدة وحرية الاختيار، فشىء واحد وحيد يمكن أن يتصدى له الجميع وفى المقدمة الدولة والأمن بكل أجهزتها، وهو لو كان هناك فعلاً حالة خطف حقيقى فيه إكراه وإجبار سواء على الأسلمة أو الارتباط، هنا لابد للقانون أن يأخذ مجراه حماية للمواطن المصرى وليس للمسيحى، وعن طريق الأجهزة بعيداً عن الكنيسة ورجالها، فالدولة لكل المصريين ومسؤولة عن كل المصريين.
سادساً: ولذلك لا يجب أن ندع ما حدث يمر مرور الكرام، فهذا كان ادعاء صريحاً وعلنياً بأن هناك حالة خطف لزوجة كاهن، مما أثار جموع الأقباط وقد ارتبط ذلك بأعمال تجمهر وتظاهر وهتافات تشق وحدة الوطن، وتعرض وحدته للخطر، فهل يمكن محاسبة هؤلاء، ولن نقول قانونياً، ولكن هل يمكن محاسبتهم كنسياً؟ لا أعتقد.. فإن القيادة الكنسية تريد ذلك، وتشجع على ذلك، لتكريس فكرة دولة الكنيسة، وما تم فى ضوء حكم الإدارية العليا من تصعيد وتهديد واستجابة من الدولة، يجعلنا نقول: من المسؤول فعلاً عن هذا الخطر.. الدولة أم الكنيسة أم الاثنان أم كل المصريين؟ الله أعلم ويجب أن نعلم بحق أيضاً حتى لا يمحقنا الخطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة