على الرغم من مرور خمسة دورات على المهرجان القومى للمسرح، إلا أن سلبياته تتزايد على عكس المتوقع والمفروض، فالمهرجان يضم أسماء كبيرة وعملاقة من القائمين عليه وعلى الرغم من ذلك لا تزال السلبيات موجودة تغطى على الوجه الأفضل للمهرجان الذى يخرج كل عام وجوهاً لامعة وموهوبة إضافة إلى أنه يتيح فرصة التلاحم بين الأجيال ما بين شباب الخريجين والهواة مع كبار لمسرحيين من الكتاب والمخرجين، فمروراً بغياب النجوم عن المهرجان ليس حالياً فحسب، بل فى الدورات السابقة.
فالدورة الحالية لا تضم من الأسماء الكبرى سوى الفنان سمير صبرى والفنان جمال إسماعيل اللذين يشاركان فى عرض "قطط الشارع"، كما أنه ليس عرضاً مسرحياً خالصاً، بل عرض استعراضى فهو إنتاج البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية وعرض على مسرح البالون والفنان سامى مغاورى فى عرض الشطار.
وفى السياق ذاته صرح د.أشرف زكى المشرف على البيت الفنى للمسرح، أن عدم مشاركة النجوم الكبار فى المهرجان أمر غير متعمد بسبب انشغالهم بأعمالهم الرمضانية، كالفنانة صابرين بطلة مسرحية "خالتى صفية والدير" والتى كانت ترغب فى المشاركة فى المهرجان على حسب قول زكى لولا أعالمها الرمضانية التى حالت دون ذلك، وهو الأمر الذى نفاه الفنان هشام عبد الله المشارك فى بطولة المسرحية، مؤكداً صعوبة دخول صابرين فى منافسة مع مجموعة من الهواة وطلاب الجامعات، وهو الرأى الذى عززه مخرج العرض محمد المرسى.
وبذلك توضع العديد من علامات الاستفهام حول أسباب عدم مشاركة النجوم فى المهرجان الأهم للمسرح المصرى.
أما عن فعاليات المهرجان فيعد تأخر موعد عروض المهرجان من أكبر المشكلات التى واجهت الجمهور، لاسيما أن اليوم الواحد يشهد ثلاثة عروض تشاهدها لجنة التحكيم، ففى اليوم السادس للمهرجان وبالتحديد يوم الخميس تأخر عرض "القصة المزدوجة للدكتور بالمى" عن موعده ساعة كاملة ليبدأ فى الحادية عشرة مساءً بدلاً من العاشرة، الأمر الذى جعل الكثير من الجمهور يغادر العرض فى منتصفة، وذلك على الرغم من أن هذا العرض هو الحاصل على أفضل عرض مسرحى فى المهرجان.
وعلى الرغم من أن هذا التأخير يمكن أن يكون مقبولاً فى العروض التى تحضرها لجنة التحكيم نظراً لتحركهم من مسرح لآخر فى مساحة ضيقة من الوقت، إلا أنه غير مبرر للعروض التى لا تشاهدها اللجنة والعروض المشاركة على الهامش.
فضلاً عن العشوائية التى سيطرت على المسارح المشاركة، وذلك ما بين الزحام وضيق بعض المسارح كالطليعة والغد وعشوائية دخول الجمهور للمشاهدة، إلا أن الاستثناء الوحيد من هذا هو مركز الإبداع الفنى الذى يقوم بتوزيع تذاكر مجانية قبل العرض غير مسموح للدخول بدونها إضافة إلى عمليات التنظيم والتفتيش كنوع من التأمين.
كما كان غياب الدعاية عاملاً مساعداً فى عدم تواجد الجمهور العادى، وعلى الرغم من امتلاء صالات العرض بالجمهور، إلا أنه من فئة المسرحيين والمهتمين بالمسرح فقط الذين كانوا غالبيتهم من أعضاء الفرق وطلاب المعهد العالى للفنون المسرحية وطلاب الجامعات، وقد أوصت لجنة التحكيم بضرورة زيادة فاعلية الدعاية لجذب الجمهور العادى، خاصة أن دخول العروض مجاناً، بالإضافة أن العرض الواحد يعرض مرتين بما يسمح لأى شخص بمشاهدته.
كما اشتكى البعض من قلة النشرات اليومية الموزعة والتى بها العديد من المقالات التحليلية والنقدية والتى ينتظر العديد إصدارها حرصاً على متابعة المقالات المنشورة بها، وذلك لأنها تضم صفوة الكتاب المسرحيين، كما أنها فاخره الطباعة ولكن قلة أعدادها كانت ظاهرة سلبية تمنى الكثير عدم تكرارها فى الدورات القادمة.
أما عن الندوات التى كانت تعقب العروض فقد وقع العديد من الصدامات بين النقاد وبين القائمين على العروض وذلك بسبب اختلاف وجهات النظر وعدم تقبل رأى الآخر، وكان من أبرز صدامات الندوات ندوة عرض "الأخوة كارمازوف" فقد رأى الناقد عبد الغنى داود أن المخرج أقتبس دون وعى من النص الأصلى، وأيضا عرض "وشوش" الذى كان على هامش المهرجان للمخرج محمد المرسى، فالعرض لم يلقَ ترحيباًَ من النقاد، إلا أن المخرج لم يعرهم اهتماماً، حيث يرى أن رؤيته سليمة، خاصة أن العرض قد لاقى استحسان الجمهور واندهاشه فى الوقت ذاته لخروجه من المنافسة.