وصفت صحيفة الموندو الإسبانية اليوم، الجمعة، آلاف المصريين الذين تظاهروا احتجاجا على مقتل الشاب خالد سعيد، وهم يحملون القرآن الكريم والإنجيل المقدس فى العشرات من المدن فى جميع أنحاء البلاد بأنهم يمثلون "ثورة الصمت".
واعتبرت الصحيفة أن جريمة تعذيب وقتل المواطن المصرى خالد سعيد أيقظت الكثيرين للتصدى لهذا الظلم والقمع الذى يطغى البلاد خلال ما يقرب من 30 عاما.
وقالت الصحيفة، إن خالد سعيد (28 عاما) الذى لقى حتفه أمام أحد مقاهى الإنترنت التى كان يتردد عليها أثناء سيره بالطريق العام حاملا لفافة بلاستيكية، حاول الشرطيان المتهمان محمود صلاح محمود وعوض إسماعيل سليمان القبض عليه محاولا الهرب منهما، ولكنهما تتبعا المجنى عليه وتمكنا من القبض عليه، وشل مقاومته، وتقييد حركته، بدون وجه حق، وحاولا انتزاع اللفافة المشار إليها من يده عنوة، فتمكن من مغافلتهما وابتلاعها، وإثر ذلك تعديا عليه بالضرب، ودفعا رأسه ليرتطم بجدار من الرخام فى المقهى المذكور، ثم اقتاداه إلى مدخل أحد العقارات المجاورة حيث واصلا التعدى عليه بالضرب فى مواضع متفرقة من جسده، فأحدثا به الإصابات الموصوفة بتقريرى الطب الشرعي، بالإضافة إلى محاولة خنقه ولكن صاح خالد سعيد مستنجدا "أنا على وشك الموت، ولكن الشرطيان قالوا له "لن نتركك حتي ان تموت " وبالفعل نفذوا ما وعدوا به .
وأشارت الصحيفة إلي أن كما اعتادت القوات المصرية بضرب ضحاياهم أمام الجميع ولكن هذه المرة الوضع مختلف حيث أن كان الضحية شاب ليس من الطبقة الدنيا أو أنه لص ولكنه شاب مكافح أشاد له الجميع أخلاقيا واجتماعيا بينما زعم الشرطيين أن خالد مات "اختناقا" بعد تناول لفافة المخدرات التي كانت في حوزته.
وأوضحت الصحيفة أن ما يثير الدهشة أن تقارير الطب الشرعى زعمت أن الصور التى نشرتها جميع وسائل الإعلام والتى أثارت جدلا كبيرا تم التقاطها بعد الانتهاء من التشريح الأول لجثته، وما أثار الدهشة أيضا أن هناك تقريرا قال إن هناك كدمات تحت عين خالد فقط، وتم إرسال هذه التقارير خلال مركز النديم لضحايا التعذيب والعنف وذلك مع ملف لتقارير الطب الشرعى التى لا تلبى المعايير الدولية.
ووصفت مديرة المركز "عايدة سيف" أن هذه الحالة واحدة من العديد من حالات التعذيب الوحشى التى حدثت فى السنوات الأخيرة فى مصر، مشيرة إلى أن مثل هذه القصص تسعى إلى ترهيب الضحايا والناس من حولهم، حيث إن أسرة خالد إلى الآن يتعرضون للعديد من التهديدات.
أضافت الصحيفة، أصبح اسم خالد سعيد اسما عالميا، وخاصة بعد إنشاء جروب على الموقع الاجتماعى الفيس بوك باللغة العربية والإنجليزية باسم "كلنا خالد سعيد" والذى بعد خمسة أسابيع من حدوث هذه الجريمة انضم إليه أكثر من 150.000 شخص ووصل الآن إلى 210.000 شخص.
ونشر الجروب العديد من مقاطع الفيديو التي تنقل المظاهرات الاحتجاجية التي قامت للمطالبة بحق خالد سعيد، والتى أشارت إلى قانون الطوارئ الذى يحكم مصر ويجعلها فى غاية القسوة على أبنائها لمدة 30 عاما ولا يزال المصريون يتجمعون فى وقفات احتجاجية فى طوابير طويلة أمام البحر والنهر وفى مدن عديدة وبعيدة عن بعضها البعض، فى وقفات صامتة يقرءون القرآن أو الإنجيل، وأحيانا يرتدى المتظاهرون ملابس سوداء ترمز إلى أى مدى يشعرون بالحزن على هذا الضحية الذى لم يقترف أى ذنب، وعلى ما يحدث فى هذه الأمة.
صحيفة الموندو الإسبانية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة