◄◄ 315 أرملة تزوجن من أعضاء فى التنظيم.. ورسائل سرية من الظواهرى تؤدى إلى إتمام الزواج
فتوى غريبة، ربما تفتح الباب لاكتشاف عدد من أسرار تنظيم القاعدة.. الفتوى أصدرتها قيادات التنظيم الميدانية فى العراق، وتحث الأعضاء على الزواج من أرامل رجال القاعدة للمحافظة على بقاء التنظيم وأسراره داخل نطاق محدود، وفى أقل من ثلاثة أسابيع أسفرت هذه الفتوى عن قرابة 70 زيجة فى محافظة ديالى، شرق بغداد، فضلاً عن محافظات أخرى رصدتها صحيفة «نيويورك تايمز» وصحف أمريكية أخرى.
ويبدو أن هدف «السرية» الذى من أجله صدرت الفتوى هو نفسه الذى سيفتح المجال لاكتشاف أسرار التنظيم العالمى، خاصة بعد أن التقطت المخابرات الأمريكية هذه الفتوى، وبدأت ترصد حالات الزواج للتوصل إلى شبكة العلاقات العائلية التى تربط أعضاء التنظيم فى العراق، تمهيداً للقضاء عليه.
وبحسب أحد أعضاء القاعدة، اسمه المستعار هو أبومحمد الزيدى، فإن ما يقارب 315 من الأرامل يتواجدن فى بعقوبة، موضحاً أنه تزوج ثلاث نساء، إحداهن من أرامل رجال القاعدة تزوجها قبل الفتوى، بينما يخطط للزواج من الرابعة قريباً.
أم عبادة، إحدى نساء القاعدة التى تزوجت حديثاً، قالت إن زوجها قتل فى انفجار عام 2006 وإنها تعرضت بعد ذلك إلى ضائقة مالية، ووافقت على الزواج مرة ثانية بعد أن التقت مع زوجها الجديد مرة واحدة.
أم عبدالرحمن، التى لا تمتلك أى مستند يثبت نسب ابنها ذى الأعوام الثلاثة لها أو اسمه أو حتى جنسيته، تروى حكايتها مع الزواج داخل القاعدة قائلة: «تزوجت من مقاتل عربى تابع لتنظيم القاعدة، يوم أن كان أعضاء وعناصر هذا التنظيم يسيطرون على العديد من قرى ديالى ببغداد».
تقول أم عبدالرحمن: «كانت قريتنا إحدى القرى التى انضم العشرات من أبنائها إلى تنظيم القاعدة، ولذلك استقبلت العديد من المقاتلين العرب، من تونس والجزائر واليمن والسعودية والأردن وسوريا، وبمرور الأيام طلب أحد أبناء القرية، وكان أميراً لفرع التنظيم، أن تبادر القرية بتزويج بعض بناتها للمقاتلين العرب».
وتشير أم عبدالرحمن إلى أنها تزوجت بمقاتل عربى من عناصر القاعدة، وعقد قرانها إمام المسجد بحضور اثنين من الشهود بالإضافة إلى شقيقها.
قصة أم عبدالرحمن ليست الوحيدة فى ديالى، حيث انتشر العشرات من مقاتلى القاعدة فى تلك القرى، بينهم عدد لا بأس به من المقاتلين العرب، وتؤكد أم عبدالرحمن أنها تعرف عشر نساء عراقيات على الأقل لديهن ذات المشكلة.
المحامية العراقية لبنى عدنان تقول إنها تلقت عدداً من الشكاوى من هذا النوع، مشيرة إلى أنها تسعى إلى إثارة القضية، حتى لا ينشأ جيل لا يعرف أباه، وأيضاً لا يملك أية وثيقة تثبت نسبه.
وترى نيويورك تايمز أن دراسة هذه الفتوى ليست بالأمر اليسير، بل إنها قسمت صفوف المحللين، فمنهم من رأى أنها دليل على الضعف وأمر يدعو للسخرية، وخلط بين العاطفة والسياسة، ومنهم من رأى أنها دليل على المهارة والذكاء والعقلانية، واستشهدت الصحيفة بوجهة نظر مالكوم نانس، ضابط المخابرات الأمريكى السابق فى العراق، ومؤلف كتاب «إرهابيو العراق: داخل استراتيجية وأساليب حركة العنف فى العراق»، والذى يرى أن هذه الفتوى هى «اعتراف لا يصدق بفشل المهمة كلياً»، باعتبار أن التفجيرات الانتحارية من ضمن أساليب تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين.
وقال نانس: «أن تطلب من المقاتلين المستقبليين أن يتزوجوا من الأرامل معناه أنهم إما يسعون لإعادة تأسيس العلاقات الزوجية لاستعادة بعض من نفوذهم بين القبائل، أو أنهم ابتعدوا كلياً عن الأساس الأيديولوجى الذى يقول إن المقاتلين يجب عليهم الحضور إلى العراق وأن يلقوا حتفهم على الفور بتفجير أنفسهم فى عمليات انتحارية»، ورأى نانس أن الأمر يدعو للدهشة سواء كان هدفه هذا أو ذاك.
ومن ناحية أخرى، يرى بريان فيشمان، خبير مكافحة الإرهاب فى معهد «نيو أمريكا»، أن التنظيم ربما يكون وصل إلى مرحلة الوهن فعلاً خلال الأشهر القليلة الماضية، فعشرات من أعضائه وأهم قادته تعرضوا للقتل أو الاعتقال، ولكن هذا لا يعنى أن سطوته انتهت تماماً.
وكشفت زوجتان من قادة تنظيم القاعدة لشبكة الـ«CNN» أسراراً عن زوجيهما، وكيف كانا مهووسين بالقتل والتدمير، والأفكار التكفيرية التى حولتهما من شخصين عاديين إلى متطرفين فى الفعل والفكر.
كما كشفتا كيف كان الزواج يتم برسائل سرية من أيمن الظواهرى وقالت حسنا، أرملة أبوأيوب المصرى، إنه فى عام 1996 استأجر اثنان من أقارب المصرى، وكانا يعملان فى التدريس، إحدى الشقق، وبعد فترة من التعرف على والدها وأهلها طلبا تزويج حسنا بأبى أيوب، فوافق الأب وتزوجت حسنا عام 1999 من عبدالمنعم البدوى «أبوأيوب المصرى» وسكنت معه فى صنعاء لمدة عام. ثم ما لبث أن تركها ورحل إلى دولة الإمارات على أمل أن يرسل فى طلبها.
وفى نهاية 2001 اتصل بها أبوأيوب وأخبرها بأنه غادر الإمارات وطلب منها التوجه إلى إيران، لكنها لم تفلح مما اضطرها إلى التوجه إلى عمان للقاء رجل يصطحبها إلى العراق، وهناك التقت أبا أيوب فى أحد الفنادق، ثم استأجر لها بيتاً فى الكرادة ومن ثم فى العامرية، وكان يعمل سائق سيارة أجرة، وبدأ أبوأيوب عمله مع الجماعات المسلحة منذ عام 2003.
وبعد مقتل الزرقاوى أخرج أبوأيوب زوجته من بغداد، وتوجه بها إلى سامراء، وعرفت زوجته أنه أصبح أميراً على تنظيم القاعدة فى العراق. ثم تعرفت على زوجة أبوعمر، كما تعرفت على زوجة عمار دحام، المشرف على تنقلات زعماء القاعدة.