العالم المصرى فاروق الباز لـ«اليوم السابع»: آن الأوان ليتولى الشباب فى الأربعين والخمسين المسؤولية

الجمعة، 30 يوليو 2010 12:08 ص
العالم المصرى فاروق الباز لـ«اليوم السابع»: آن الأوان ليتولى الشباب فى الأربعين والخمسين المسؤولية فاروق الباز
حوار - شيماء حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ من حق كل مصرى أن يشارك فى السياسة ولست محبطاً من تعثر مشروع ممر التنمية
◄◄ أخطر مشكلات المواطن المصرى الخمول وانتظار الحكومة لعمل كل شىء


وصف العالم المصرى فاروق الباز البحث العلمى فى مصر والعالم العربى بالهزالة والضعف لاعتماده على أهل الثقة فى المناصب الحساسة.

جاء ذلك فى حوار العالم المصرى فاروق الباز الذى يشغل مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، مع «اليوم السابع».

طالب الباز بزيادة ميزانية البحث العلمى لتصل إلى 2 % من الدخل القومى، وهى أقل نسبة يمكن أن تؤهل التقدم والرقى العلمى والتكنولوجى عالميا، واقترح زيادة هذه الميزانية من مصادر غير حكومية عن طريق تسويق الباحثين لأبحاثهم التطبيقية فى القطاع الخاص كما تفعل الدول المتقدمة.

وأوضح أنه لو زادت ميزانية البحث العلمى يمكن الاستفادة منها فى عمل مسح الثروات الطبيعية خاصة المياه الجوفية، واستخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء للاستخدام المحلى وبيعها لدول أخرى، كما يمكن الاستفادة من زيادة ميزانية البحث العلمى فى إنتاج محاصيل زراعية متميزة والعمل على تصديرها.

أما عن تقييمه للبحث العلمى فى مصر والعالم العربى، فأكد أنه هزيل للغاية، موضحاً أن الدول العربية مجتمعة تنفق 0.2 % من دخلها على البحث العلمى بينما إسرائيل تنفق أكثر من 3 % من دخلها القومى على الأبحاث العلمية.

وعن أزمة البحث العلمى فى مصر وما إذا كانت ترجع لضعف الميزانية أم لنوع الأبحاث نفسها، قال الباز إنه بالإضافة إلى الميزانية المحدودة التى يذهب معظمها مرتبات للعاملين، فإن الإدارة أيضاً هزيلة ويكثر تعيين أهل الثقة فى المراكز الحساسة، بالإضافة إلى أن المراكز البحثية لا تعطى مخططا زمنيا معينا لإنجاز العمل، كما لا توفر حرية الإدارة المحلية بالكامل. مؤكداً أن النهوض بالبحث العلمى لا يأتى إلا بتحديد الأهداف المراد الوصول إليها وفق زمن محدد.

وأشار الباز إلى أنه لم تعد برامج استكشاف الفضاء حكراً على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن دول الاتحاد الأوروبى والصين والهند واليابان والبرازيل فقط اقتحمت المجال واستفادت منه، لكن فى مصر مازلنا نحبو حيث إن الأقمار الصناعية نقوم بتصنيعها فى دول أخرى والانطلاق يتم من غيرها.

وأشار الدكتور الباز إلى أنه تحدث تليفونياً مع الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم ووعده بأنه على أتم استعداد للنقاش معه حول إصلاح التعليم، إلا أنه كشف أنه لم يتحدث مع بدر حول مناهج الفيزياء لأنه لم يتخصص فيها قائلاً: «هناك علماء يفهمون فى هذا المجال أكثر بكثير منى».

وحول إمكانية وجود مشروع بحثى قومى يجمع العالم فاروق الباز وغيره من العلماء المغتربين كزويل ومصطفى السيد، ومجدى يعقوب وغيرهم، فأجاب الباز قائلاً لا يمكن أن يجمع مشروع بحثى كل هؤلاء المتخصصين لكن يمكن أن يجمعهم النقاش فى الإصلاح كما يتم حالياً فى المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا التابع لرئاسة مجلس الوزراء.
وأكد الباز أن مصر ليست دولة طاردة للعقول لكن النظم الحالية لا تؤهل للاستفادة الكاملة من أهل المعرفة. موضحاً أن العائق الأساسى الذى يحول دون الاستفادة من الخبرات المصرية، الأمر الذى يدفع بعضها للهجرة، هو التخطيط الإدارى وغياب الرؤية الواضحة وعدم وجود مخطط زمنى يجب الالتزام به بالنسبة للمشروعات.

وأضاف الباز أنه يشعر بالحزن عندما يتفوق المصريون فى الخارج ولا يستفيد منهم وطنهم، قائلا:ً «أشارك الجميع فى الحزن لعدم استفادة مصر بأبنائها جميعاً بكل الوسائل الممكنة».
وحول ما يثار عن غرق الدلتا أوضح الباز أن دلتات جميع الأنهار تهبط رويداً رويداً، لأنها عبارة عن رسوبيات تأتى بها الأنهار من أماكن مختلفة وترسبها فى الدلتا، موضحاً أن هبوط دلتا النيل بمقدار بعض المليمترات سنوياً سوف ينتج عنه تأثر الساحل الشمالى للدلتا خاصة عند دمياط ورشيد والإسكندرية، لكن لا نعرف لأى مدى تماماً.

كما تطرق الباز إلى أزمة حوض النيل، مؤكداً أن مصر أكبر دولة افريقية، وتربطها بالدول الإفريقية الأخرى علاقات أخوة مما يتطلب دعم مشروعات التنمية فى هذه الدول، مشدداً على عدم المساس بحصة مصر من مياه النيل.

وبالنسبة لمشروع «ممر التنمية» قال الباز إنه اقترح البدء فى ممر التنمية غرب وادى النيل والدلتا لفتح آفاق جديدة للنمو فى مصر المستقبل، خاصة أن هذه المنطقة من الصحراء الغربية تؤهل للنمو السكانى والتعمير الصناعى والزراعى والسياحى، بالإضافة إلى الربط الجيد السريع بين مدن مصر جميعاً، وبينها وبين مواقع الإنماء فى الصحراء شاملاً ذلك توشكى وشرق العوينات وواحات الوادى الجديد، مضيفاً أن هناك لجنة فنية من وزارة التنمية الاقتصادية قامت بدراسة الموضوع ويتم عرضه على بعض المؤسسات لدراسته فنياً ومالياً، وأضاف قائلاً: «لم أسمع بعد عن نتائج هذا العمل».

وحول شعوره بالإحباط نتيجة عدم تحقق هذا المشروع حتى الآن على أرض الواقع أكد الباز أنه لا يشعر بهذا الإحباط لأنه يتابع خطوات الدراسة واحدة بعد الأخرى.

ووصف الباز ما يحدث فى الشارع المصرى من عراك سياسى ودعاوى للتغيير بأنه تطور متميز يدل على أن شباب اليوم مهتم بمستقبل بلدهم قائلاً: «علينا جميعاً أن نشجع هذا الجيل على الاهتمام بأمور القيادة السياسية».

وأضاف الباز أن لكل مصرى الحق فى أن يتقدم للمشاركة فى إدارة الدولة أو مجلس الشعب وغيره من المؤسسات السياسية، وأضاف قائلاً: «أنا عن نفسى شخصيا لا أفهم فى السياسية هذا أولاً، ثانياً فإن عمرى تعدى 72 سنة ونحن بحاجة إلى الشباب فى سن الأربعينات أو الخمسينات للقيام بالعمل المضنى والدءوب».

ورأى الباز أن أهم المشكلات التى يعانى منها المواطن المصرى هى الخمول وانتظار الحكومة لعمل كل شىء، وطالب الباز المصريين بأن يثقوا بأنفسهم وأن يعملوا جاهدين على الإصلاح والتنمية.

وبالنسبة لرؤيته لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التى يعانيها المواطن المصرى أكد أن الحل يكمن فى العلم والمعرفة والاعتماد على الذات، موضحا أن هكذا كان الحال فى مصر طوال تاريخها واستطاع هذا الشعب العظيم أن يقوم بما لا يمكن عمله فى أى دولة أخرى.
وأنهى الباز حديثه قائلاً: «أنا على ثقة بأن هذا الشعب العظيم سوف يقف معتمداً على إمكانياته الفكرية، وينهض ليعيد مصر إلى مكانة مرموقة بين دول العالم».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة