◄◄ رأى الباحث يطرح تساؤلاً حول استمرار علاقة الشيخ بالجماعة رغم استقالته منها منذ سنوات طويلة
◄◄ باحث بريطانى يقول إن مرحلة حكم مصر بعد مبارك زادت من التوتر بين النظام والإخوان
جماعة الإخوان المسلمين تحولت إلى مثار شغف الباحثين الغربيين الذين يتسارعون واحدا تلو الآخر للبحث فى تاريخها ودورها فى الحياة السياسية فى الدول الموجودة بها، ومواقفها من القضايا المطروحة فى مجتمعاتها. وخلال الأسابيع الماضية ظهرت العديد من الكتب الغربية التى تتحدث عن الإخوان المسلمين فى مصر والعالم العربى وأوروبا وأمريكا. أحدث هذه الكتب اثنان، أحدهما للباحث البريطانى المسلم محمد زاهد، الحاصل على الدكتوراه من جامعة ليدز البريطانية، ويحمل عنوان «الإخوان المسلمين وأزمة التوريث فى مصر.. سياسة التحرر والإصلاح فى الشرق الأوسط»، والآخر هو كتاب الأكاديمى الأمريكى هارى روبين، مدير مركز الأبحاث العالمية فى الشؤون الدولية، ويضم مجموعة من الدراسات التحليلية عن جماعة الإخوان المسلمين فى جميع أنحاء العالم. والذى فجر مفاجأة أن الشيخ يوسف القرضاوى هو المرشد الخفى للإخوان.
كتاب محمد زاهد عن الإخوان وأزمة التوريث، يركز على التحولات الكبرى داخل جماعة الإخوان فى مصر، ويقدم ذلك بشكل مثير للاهتمام وفريد إلى حد ما بالحديث عن موقف الإخوان فى سياق المناقشات حول خلافة مبارك. ويعد هذا الكتاب، كما يقول موقع أمازون، شهادة شيقة ومثيرة عن السياسة والمجتمع فى مصر، فهو يدرس مكانة مصر فى الشرق الأوسط ويحلل النقاش حول الإصلاح السياسى والاقتصادى فى مصر، ثم يتطرق بعد ذلك إلى التحديات التى واجهها قادة الحرس القديم داخل جماعة الإخوان المسلمين والسياسيات التى تتبناها الجماعة فى التواصل مع الدول والجهات السياسية الأخرى. ويقول الكاتب إن العلاقة بين الإخوان والنظام فى مصر هيمنت على التطورات التى شهدتها البلاد قرابة 90 عاماً، وهذه العلاقة المتوترة جاءت أيضا كنتيجة لعدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وتأثرت كذلك بشكل واضح بالاستقرار فى مصر نفسها.. فمنذ تأسيسها عام 1928 ظل هناك صدام دائم بين جماعة الإخوان والقيادة السياسية. وتكمن جذور هذا الصدام فى قضايا عقائدية خاصة الاعتقاد بأن الإخوان المسلمين يريدون السيطرة على مقاليد الحكم والثروة والسلطة البلاد، لكن جماعة الإخوان ترى أنها تعارض فقط الطريقة التى يتم بها الحكم، كما يوضح الكتاب عدم موافقة الإخوان على السياسة الحكومية الاقتصادية، حيث يعتقد قادتها أن هذه السياسة تشمل مجموعة من الخطط غير الواقعية التى ينفذها كيان فاسد.
ويذهب الكاتب إلى القول إنه من الواضح أن مصر تحت قيادة الرئيس حسنى مبارك شهدت عصراً جديداً من تاريخها الحديث، وشهدت هذه الفترة زيادة فى التحديات التى تواجهها القيادة المصرية، واتسعت الفجوة بين الإخوان والنظام بشكل سريع ولا تزال الخلافات الأيديولوجية العديدة مستمرة حتى اليوم.. وأدى الصدام حول مرحلة حكم مصر ما بعد مبارك إلى زيادة مستوى التوتر بين كلا الجانبين.
أما الكتاب الثانى «الإخوان المسلمين.. المنظمة وسياسات حركة إسلامية عالمية» للباحث الأمريكى هارى روبين، فيكتسب أهميته من أنه يحتوى على دراسات هامة، تتحدث عن الجماعة فى أنحاء العالم، ومنها مصر والأردن وفلسطين وسوريا، وأكثر دراسات الكتاب إثارة، تأتى فى تلك التى تتحدث عن وضع الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى فى الجماعة، والمعروف أن القرضاوى كان عضوا فيها لفترة من حياته، حتى استقال منها، والشائع أنه لم يعد له علاقة بها، كما أنه دائم التأكيد على نفى هذه العلاقة، ويمكن فهم ذلك فى حدود العلاقة التنظيمية، وبرغم كل ذلك فإن الكتاب يذهب إلى رؤية تتناقض مع ما هو شائع، حيث يؤكد أن القرضاوى هو المرشد الخفى لجماعة الإخوان، والخفاء يعنى أنه لا توجد علاقة تنظيمية مرصودة، أوحتى نصف معروفة بين الشيخ والجماعة، ويفتح هذا الرأى الحديث مجددا حول نوعية العلاقة بين الطرفين من زاوية، هل هى علاقة روحية، بمعنى أن الجماعة تستفيد من اجتهادات الشيخ العلامة وفقط، أما أنها علاقة تدخل فى مساحات أكبر وأشمل، بالدرجة التى دفعت الباحث إلى القول أن القرضاوى هو المرشد الخفى للإخوان المسلمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة