من منبره فى مكتبة الإسكندرية، دعا الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى ما يمكن أن نسميه الليبرالية الإسلامية، وهى رؤية فلسفية قائمة على أساس إعمال العقل والتسامح مع فترة بدايات الإسلام عندما قاد المسلمون العالم فى المناقشات الفكرية.
وتقول نيويورك تايمز، التى نشرت تقريراً عن إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، إن هدفه هو أن يساهم فى إطلاق عصر العقل العربى، على الرغم من أن يعترف بأن هناك طريقاً طويلاً يجب أن يسلكه للوصول إلى ذلك.
وقد قال سراج الدين، فى افتتاح مؤتمر عقد مؤخراً بمكتبة الإسكندرية: "يمكننا أن نهزم قوى الكراهية والمواجهة ونبنى من خلال التعليم والعلم والثقافة فهما أفضل لمستقبلنا".
ويحب سراج الدين، كما ترى الصحيفة، أن يصنف نفسه كشخص مضاد للتوجهات الإسلامية، ويعلن أنه "علمانى عندما يتعلق الأمر بالدولة المدنية"، وهى الدعوة التى لا تجعله محبوباً من الأغلبية المحافظة فى المجتمع، إلا أنه يشعر بالارتياح تجاه الدور الذى يقوم به كمدير لمكتبة الإسكندرية.
ويستثمر سراج الدين منصبه فى مواجهة ما أسماه الاتجاه الحالى نحو التعصب وعدم التسامح، فهو يدافع عن حقوق المرأة ويدعمها ويقول إنه لا توجد قضية أهم من ذلك، وينادى بحرية التعبير بوصفها أساس الالتزام الذاتى، ويعارض جماعة الإخوان المسلمين ويرفض الضغوط المطالبة بالسماح بإقامة مسجد أو قاعة للصلاة داخل المكتبة.
ولعل من أهم الرسائل الأساسية التى تستهدف مجتمعه، هى أن المجتمعات الإسلامية اليوم فى حاجة إلى أن تتعلم من قادة المسلمين فى الماضى، مثل ابن النفيس العالم الدينى فى القرن الثالث عشر وذلك الفيلسوف والعالم الذى دعا إلى التسامح والاستماع إلى وجهات النظر المعارضة.
غير أن منتقدى سراج الدين فى الأوساط الإسلامية يلاحظون أنه رغم دعوته إلى التسامح وحرية التفكير نادراً، إن لم يكن أبداً، ما قام بدعوتهم إلى مؤتمراته.
وتنقل الصحيفة عن محمد مرسى، رئيس الكتلة الإخوانية فى البرلمان سابقاً قوله إن مؤتمرات مكتبة الإسكندرية يكون فيها ممثلون لليسار والقوميين، مشيراً إلا أنه لم يتم دعوته على الإطلاق هو أو شخص آخر مثله..
غير أن الصحيفة تمضى فى القول إنه بالنسبة لشريحة من المثقفين الليبرالين فى مصر، تعد مكتبة الإسكدنرية التى يتولى سراج الدين إدارتها نقطة مضيئة نادرة. حيث تبقى أبوابها مفتوحة طوال أيام الأسبوع حتى السابعة مساءً.
ويقول إنه يتلقى 70% من ميزانية المكتبة السنوية التى تقدر بـ 20 مليون دولا من الحكومة فى حين يحصل على الباقى من التبرعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة