أجمع عدد من رائدات الفكر والإبداع فى مصر على أن المؤسسة الثقافية لا تنظرن إليهن، وتقوم بتهميش كافة أدوارهن الإبداعية والفكرية، رافعين شعار "جائزة مبارك للرجال فقط"، وذلك - حسب ما قالوا - لأن الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة لا يفضل حصول النساء على جوائز الدولة كما حدث هذا العام الذى غابت أسماء النساء عن الجائزة، مؤكدين على أنه إذا ذهبت الجائزة للنساء، فلا يحصلهن عليها إلا عن جدارة واستحقاق، وفى نفس الوقت فإن الجائزة تُدعى بـ"المشبوهة".
هذا ما أكدت عليه الكاتبة والروائية سلوى بكر حيث قالت "نحن فى مجتمعٍ الرجل لا ينظر فيه إلى المرأة إطلاقًا، فالصوت النسائى فى مجتمعنا شبه غائب، والأصوات النسائية الحاضرة هى تعبير عن مفاهيم الرجل ونظرته للمرأة"، مضيفةً "إن كافة الجوائز المطروحة فى بلدنا هى نتاج للجماعات والمصالح الشللية، الذى ينتج عنه ما نحن فيه، فلو كانت المرأة زوجة لرجل مهم أو زوجة لرئيس تجرير جريدة تعمل على إقامة الحفلات المستمرة ربما رشحوها لنيل جائزة".
ومن جانبها قالت د.لوتس عبد الكريم لا شك إن هناك قهراً للمرأة بوجه عام، كما أن النساء أكثر ثقافة من الرجال، والدليل على ذلك من حصلن عليها من قبل عن جدارة واستحقاق لما بذلنه، ولسوء حظ المرأة أن وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى لا يفضل حصول النساء على جوائز الدولة.
وعن عدم حصولها على جائزة الدولة التقديرية حتى قالت لوتس: بالتأكيد لن أحصل عليها فما أبذله لا يأتى على هوى المؤسسة الثقافية، فمثلاً د.مصطفى محمود رحمه الله كان من المستبعدين، فليس غريبًا ألا أحصل على الجائزة لأننى أناصر المظلومين.
وأضافت الناقدة والروائية أمينة زيدان "فى كل عام يكون لدينا أمل أن تصبح استراتيجية جوائز الدولة أكثر تحضرًا وأكثر تماسًا مع الواقع، لأنه سواء اعترف الرجال أو لم يعترفوا، فإن المرأة عندما تقدم فى كافة المجالات المتنوعة دورًا نهضويًا يتم تهميشه، ويغضون الطرف عنه، لذلك فالمرأة مستبعدة وكأنها لا تنتمى إلى هذا التكوين الاجتماعى، وهذا ما تعارفنا عليه طوال الأعوام السابقة، وإذا ما فازت المرأة بجائزة الدولة – وهذا نادرًا – يصبح فوزها حدثًا مشبوهًا.
اللافت للانتباه أنه منذ نشأة جائزة الدولة التقديرية لم تحصل عليها إلا سوى خمس رائدات حتى يومنا هذا، وهن: د.سهير القلماوى وحصلت على التقديرية فى الآداب 1977، وعائشة محمد على عبد الرحمن "بنت الشاطئ"، وحصلت على التقديرية فى الآداب 1978، ود.عائشة راتب وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية سابقًا حصلت على التقديرية فى العلوم الاجتماعية 1995، وفاطمة موسى أحد أبرز الأكاديميين ونقاد الأدب فى مصر والعالم العربى، وحصلت على التقديرية فى الآداب 1997، ود.رتيبة الحفنى عميدة معهد الموسيقى العربية فى القاهرة، وأول امرأة تتولى منصب مدير دار الأوبرا المصرية فى القاهرة، وحصلت على التقديرية فى الفنون 2004.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة