وقفت على ست عشرة عبارة من العبارات التى أقل ما يمكن أن توصف به هذه العبارات "بالمصائب" أو بلغة أخرى "الطوب" كلها وردت فى حديث البرادعى لعمرو أديب، والذى نشر باليوم السابع، ومن هول ما قرأت فى تلك العبارات الست عشر مما لا يمكن وصفه جعلنى ألقبه بالبرادعى السادس عشر، نسبة لتلك العبارات العشوائية الست عشر التى تضرب فى كل اتجاه وبدون سقف وتنخر فى نخاع شعب بأكمله كبيرة وصغيرة مثقفة وجاهلة مؤسساته ووزاراته، معاهده وجامعاته قياداته وقاعدته، رؤسائه ومرءوسيه لم يترك شيئا لهذا الوطن إلا وحقره وقلل من شأنه حتى الدستور لم يسلم منه فقد وصمه بفاقد الشرعية ضاربا بذلك عرض الحائط بكل الدستوريين المصريين الذين تناوبوا بالعلم والتدريس والتمحيص والتعديل أجيالا من العلماء أناروا الدنيا كلها وأسسوا وكتبوا بأناملهم دساتير دول كثيرة فى مهدها، ولم يكتف بالدستور، بل أسوأ ما طال هو الشعب المصر، فقد وصمه بالخوف وهذه الصفة الوحيدة التى لم يتصف بها الشعب المصرى عبر العصور، فمن أين أتى بها البرادعى السادس عشر فى ألواحه الستة عشر الخوف لم أصدق عينى كلما أقلب بذاكرتى صفحات التاريخ لهذا الشعب العظيم متى خاف وفى أى لحظة حتى يأتينا بها فى ألواحه.
ولم يغب عنه اتهام المجتمع المصرى بعدم النضج فى فكر العمل الجماعى متجاهلا الشعب الذى علم العالم والتاريخ كله منظومة العمل الجماعى، بداية من بناء الأهرامات التى حيرت العالم ومرورا بحرب أكتوبر المجيدة التى سطرت لصفحات التاريخ درسا لن ينسى فى إستراتيجية العمل الجماعى لشعب يفهم بعضه من نظرات عيونه، ونهاية بجيل حسن شحاته التى أضاف لكرة القدم بعدا جديدا لم يكن موجودا فى جماعية الروح والتى فقدتها الكثير من عمالقة اللعبة، مثل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا والبرتغال ولم ينفعهم نجومهم لغياب الروح الجماعية التى يتمتع بها المصرى والتى شهد بها العالم كله فى كل الميادين.
ولم يرحم مصر مطلقا فى ألواحه فقد استهواه قذفها ظنا منه أنها ليس لها صاحب، فقد رماها مرة بافتقاد المصداقية والشفافية، وتارة أخرى يصفها بأنها تتصدر الدول الفاشلة، فاشلة مرة واحدة فاشلة.
أنا لن أرد عليك إلا بمؤسسة واحدة من مؤسساتها التى تقول عن مصر إنها فاشلة.
هذه المؤسسة تتوسط فى قلب القاهرة منارة تنير العالم أجمع أصابعها تطال العالم كله جذورها فى الأرض راسخة عمقها أكثر من ألف عام وهامتها فى عنان السماء علمت الدنيا كلها نور العلم ومازالت فضلها على الدنيا كلها، يكفى مصر فخرا أنها فى مصر ألا وهى الأزهر، أترك لك فقط رجال الأزهر يردون عليك الذين سافروا كل دول العالم وتركوا أبناءهم كى يعلموا العالم نور المعرفة، ومازالت المؤسسة هامتها عالية منارة شامخة يشهد لها القاصى والدانى.
أترك لك فقط رجال وعلماء وأساتذة وطلبة الأزهر يردون عليك كيف أنهم فاشلون بمصرهم الفاشلة.
وأترك لك أيضا مصر الفاشلة ترد عليك بجامعاتها وعلمائها وأطبائها وقضاتها ومهندسيها وطياريها وكل ما بها تزدان به سماء مصر.
فلو دخلت صفا فى مدرسة ابتدائية وقلت لتلاميذه يا أبنائى أخبركم أن مصر دولة فاشلة فهل يا ترى ماذا تتوقع أن يفعلوا معك؟ أترك الرد للتجربة لكى تجرب، فهؤلاء هم المصريون وهذه هى مصر.
أسوأ ما رميت به مصر هو نعت قادتها وصناع القرار فيها بعدم الإدراك وهذا نعت أتمنى أن تسحبه فنحن شعب يغار على قادته.
وآخر ما قد أختم به هو نعت الصحف القومية بطمس الحقائق وتزييف الوقائع، هذا ما آلمنا جميعا لأنك تعرف أن الصحف المصرية القومية أول مدارس الشرق الأوسط فى الشفافية والواقعية قبل أن تكوت هناك صحيفة واحدة وأترك لك عمالقة الصحافة الذين تربوا فى هذه المؤسسات كى يردوا عليك، ومن قبل تحديت يتم فتح الباب لتكوين أحزاب وأنا أتحداك أن تكتب على ورقة أسماء الأحزاب فى مصر صحيحة.