"الشاعر" قصيدة جديدة لـمختار عوض مهداة لـ"مطر "

السبت، 03 يوليو 2010 11:12 ص
"الشاعر" قصيدة جديدة لـمختار عوض مهداة لـ"مطر " الشاعر محمد عفيفي مطر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسافرُ في كتابِ الأمسِ
مُتَّئِدًا ومُرتحلا
إلى جَمْرِ البداياتِ
تُرَوِّضُ قلبَكَ الناصِعْ
لنجوى الطميِ ..
مَهْمُومًا ومُعْتَلَّا
وتَرْحلُ للغدِ الآتي
شفيفَ الفكر مُنسَلَّا
وتَرْقُبُ كونَنا الواسِعْ
لتَنْسِجَ كامِلَ القِصَّة
فتُضْحِكُنا وتُبْكِينا
برغمِ رداءةِ الزمنِ
برغمِ فَدَاحَةِ النكسَة
.................
تَعُودُ لِتُذْهِبَ الغُصَّة
فتنطقُ – بِاسْمِنَا - الصَمْتَ
وفاصلةً على إيقاعِ ما شِئْتَ
تُشَخِّصُ وَصْفَةَ الدَّاءِ لنا مَرَّة
وتَجْلدُنا بسوطِ قصيدةٍ مُرَّة
وفي مَرَّة
تَعودُ فتستوي سيفًا
لتَنـزَعَ جِلدَنَا الميِّتْ
وفي أخرى
تعانقُنا رُبَاعِياتُ أفْرَاحٍ
تُهدهدُ حزنَنا اليائِسْ
لتُطعِمَنا فطيرَ الـجُوعِ والزَّقُوم ..
قُربَ منازلِ القمرِ
وتُخْرِجَ من كتابِ الأرضِ أَشْلاءً
تُسَائِلُها، وتَفْضَحُنا
وتُلْبِسَ نَهْرَنا المَهزومَ أقنِعَةً
لِيرْسُمَ في مَسَاكِنِنَا
مَلامِحَ أَوْجُهِ المَوْتى
مِنَ الصَحْبِ
مُنَمْنَمَةً منَ الضَجَرِ
بقشرةِ ليلِنا الدامِسْ
فتجدلُ خيطَ أستارٍ
تُقيمُ على نواصيها مُعَلَّقَةَ الدُّخَان..
بها حريقُ الشِّعرِ يَسْتَعِرُ
لتَرجعَ واحدًا فينا
سقيمَ القلبِ .. تنفطِرُ
إذا الأعضاءُ تنتثرُ
لتكشفَ زيفَ دَعْوَانا
متى المومياءُ تحتفلُ
بيومِ زواجها البائسْ
............
وفي مَلَكُوتِكَ الرَّائِعْ
تُعيدُ صِيَاغةَ الوَاقِعْ
ففي رَعَوِيَّةِ الإِرَمِ (*)
لقِيتَ جُنودَ شَدَّادٍ ..
جَلاوِزَةً
ولمْ يَشْغَلْكَ ما عَرَضُوا
فتَدْخُلُ في مَمَالكِهِمْ :
سماءٌ لم يُقَشِّرْ صَمتَها صَلواتُ مَلهُوفٍ
ونقشُ سَنابكِ الإسْراءِ والمِعراجِ مفقودُ
..................
صَرَخْتَ ..
(وهلْ هُنا أحدٌ ؟(
..................
ليَرْتَدَّ الصَّدى سِربًا منَ الرُّعبِ
فقُلتَ :
(أعودُ كي لا تَخطِفَ الذؤبانُ أغنامي)
...............
ولمْ ترجعْ ..
لأنَّ البابَ مرصودُ !!
(*) إشارة إلى عنوان قصيدته (رعوية الدخول إلى إِرَمٍ) من ديوانه الأخير (ملكوت عبد الله)






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة