إبراهيم ربيع

العقل الباطن لأحمد شوبير ومرتضى منصور

الخميس، 29 يوليو 2010 07:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البعض ظن أننى مع مرتضى منصور ضد أحمد شوبير فى نزاعهما الممتد عبر المحاكم أو عبر وسائل الإعلام.. وهو نزاع شخصى ليس مرتبطاً بقضايا رياضية أو حتى قضايا إعلامية كبيرة، لأن الحكم الصادر بشأن برامج شوبير فى قناة الحياة كان ذا طبيعة خاصة استخدم فيها شوبير أسلوباً غير مهنى فى خصومته مع مرتضى، لعدم استيعابه الأصول المهنية، لأنه يفتقر إلى الدراسة النظرية، وتخيل أن الإعلام ملعب للكرة يستقبل ممارسين من الشارع ليصبحوا نجوماً بدون ضوابط.

أنا لست مع طرف ضد الآخر من الناحية الواقعية التى تحرص على ضمير المهنة وأخلاقيات العمل الإعلامى.. لكن عندما تدفعنى الظروف إلى الاحتكاك الشخصى مع الطرفين، فمن الطبيعى أن تتكون عندى فكرة حقيقية لا تقبل الجدل عن طباع الاثنين، بصرف النظر عن الشكل الذى يظهران به أمام الناس من خلال وسائل الإعلام.. وكان انطباعى الشخصى سيئاً عن العقل الباطن لأحمد شوبير الذى يصعب فك رموزه، لكنك تستطيع بعد أكثر من احتكاك وتجربة أن تقتنع بخطورته على المحيطين به، وقدرته الفائقة على التلاعب بعلاقاته الشخصية والإنسانية مع الآخرين، وأحياناً تظن أنه يتعمد ذلك باستخدام مهارة الإيحاء والإسقاط والتلميحات، وإذا لم تفطن لذلك سريعاً يمكن أن يجعلك ألعوبة يذهب بك إلى حيث يريد ويأتى بك إلى حيث يرغب.. وإما أن يجعلك ألعوبة يستمتع بإسقاطها فى حباله، وإما أن تنتبه إلى ذلك سريعاً فتقطع العلاقة إنقاذاً لنفسك من مخاطر فقدان شخصيتك.. هذا طبعاً علاوة على الشائع والمعروف لدى العامة والخاصة بانتفاخ الذات فوق ما تحتمل شخصيته الحقيقية.

أما مرتضى منصور.. فأنا أعرفه منذ سنوات طويلة.. لكن عرفت حقيقته واستوعبت عقله الباطن وتكوّن لدى انطباع دائم عن شخصيته من واقعة غريبة لم يكن هناك أسوأ منها فى علاقة طرفين ببعضهما البعض.. فقد نشبت بينى وبينه خناقة ساخنة جداً على الهاتف لم نبخل فيها بكل أنواع السباب، وأعترف بأننى كنت متجاوزاً فى غضبى بدرجة غير مسبوقة وبألفاظ قاسية لا تستحق أن تخرج منى.. وطبعاً كان ذلك رداً على استفزازت لم أتحملها، لكن بعد أيام تقابلنا بالصدفة فى برنامج تليفزيونى غير رياضى بمبنى التليفزيون.. وبعد مقابلة قصيرة صاحبها قدر لا بأس به من التحفظ والتهديد المشترك.. وجدت الحديث بيننا بعد ذلك يأخذ مساراً طبيعياً ووجدته نسى ما حدث، وأنا بطبعى أنسى أيضاً بسرعة.. وقررت بعدها أن أراقب عن كثب طبائعه لأتخذ قراراً نهائياً فى علاقتى معه بعيداً بالطبع عن طبيعة موقفى من خلافاته مع أى أطراف أخرى، لأن الحكم فى ذلك مبنى على الضمير أولاً وأخيراً.. لكن كنت أريد أن أحكم عليه شخصياً بعيداً عن التعليقات المعروفة للناس حول تصريحاته وأقواله القاسية كثيراً، وأحياناً مواقفه المبالغ فيها ضد خصومه التى تصل إلى حد الإهانة الشخصية لأسماء كبيرة.

وتأكدت بعد ذلك أن عقله الباطن هو نفسه عقله الظاهر.. ما بداخله هو ما بخارجه حتى لو كان قاسياً ولاذعاً ومستفزاً.. وأن مشكلته الأساسية بين الناس أنه لا يخفى شيئاً أبداً.. هو يقول كل شىء بدون حسابات توازن أو مواءمة.. وأنه كان من الذكاء أن حمى نفسه من كل ما يكسر العين فى حياة أى إنسان مع المرأة أو الممنوعات.. سجله خال من هذه المخاطر.. لكن سجله ملىء بمخاطر أخرى هى الصدام مع خصومه بلا قيود ولا ضوابط ولا حسابات تراعى مصلحة الجهة التى يمثلها أو مصلحته الشخصية، فيضع المكان المتواجد فيه فوق فوهة بركان دائم الثورة.. وهى قضية لا تخصنى عند بحثى عن شخصية إنسان ومدى الاتساع بين داخله وخارجه.. وفى نفس الوقت يستطيع الخصوم أن يدافعوا عن أنفسهم لأنهم جميعاً بلا استثناء شخصيات عامة وكبيرة، وإذا لم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها فإنها فى حقيقة الأمر تكون مكسورة العين والإرادة.. وهذا طبعاً موضوع يخص هؤلاء مع مرتضى منصور.

وبالمناسبة أؤكد لكل من سيقرأ هذا المقال أنه لا تجمعنى صداقة بمرتضى منصور، بل هى علاقة صحفى بمصدر، بدليل أنه دعا زملاء لى فى القسم الرياضى لحفل زواج ابنه ولم يوجه لى الدعوة.. لكن أنا أوضح فقط لمن ظنوا أننى أتبنى موقفه من أحمد شوبير لمجرد أننى أقول رأياً فى قضية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة