انتقد الدكتور يحيى الجمل، الفقيه الدستورى، ما وصفه "قيام مصر منذ الثورة عام 1952 على دولة الرئيس الفرد، وليس على دولة المؤسسات كما هو مطبق فى العديد من الدول"، مؤكدا أن دولة المؤسسات تبحث فى أن تنهض من خلال إرادة الشعب الحقيقية، بينما دولة الفرد لا تعبر سوى عن نفسه وإرادته هى التى تسير من خلالها كل الأمور.
وأكد الجمل خلال الصالون السياسى الثانى له بحزب الوفد، والذى عقد مساء أمس تحت عنوان "ضمانات نزاهة الانتخابات"، بحضور عدد من الشخصيات السياسية المصرية، أنه فى ظل قيام مصر على دولة الفرد يظل الحديث عن انتخابات نزيهة "عبث" على حد وصفه، بعكس ما يحدث فى دول أخرى لا يوجد بها إشراف قضائى، مثل الهند، إلا أن الانتخابات تجرى بها لصالح الهند وليس لصالح حزب كما هو فى مصر.
كما هاجم الجمل موقف البعض بنسب مصر إلى رئيس ما قائلا، "لا يمكن أن نقول مصر السادات ولا مصر مبارك"، بل الحقيقة هم الذين من المفترض أن يتم نسبهم إلى مصر، مؤكدا أن مصر تنسب إلى مصر.
وأوضح الجمل أنه فى ظل قيام مصر على دولة الفرد من المتوقع أن يتكرر سيناريو التزوير الذى حدث فى الانتخابات التكميلية لمجلس الشورى، إلا أن ذلك لا يمكن السبب أن يصدر الجميع قرارا بمقاطعة الانتخابات – على حد قوله.
وطالب الجمل خلال حديثه عن الصمود حول تحقيق الحد الأدنى من الضمانات بهدف إجراء انتخابات أقرب إلى النزاهة، وذلك من خلال إقرار إشراف قضائى كامل كما حدث فى انتخابات 2005 والتى أجريت على ثلاث مراحل، واستطاعت المعارضة والتيار الدينى أن تفوزا فى تلك المرحلة، مؤكدا أنه "لا يحب التيار الدينى ولا الدولة الدينية"– على حد قولة-، إلا أن مكاسب الإشراف القضائى كانت كبير.
كما رحب الجمل بالموافقة على وجود رقابة دولية على الانتخابات، مؤكدا أن تطبيقها لا يمس السيادة المصرية كما يشيع البعض، بل هى وسيلة لكشف نزاهة أو تزوير تلك الانتخابات، خاصة وأنها تقوم على المشاهدة وكشف ما يحدث داخلها فقط، بالإضافة إلى تغيير الجداول الانتخابية، واستخدام الرقم القومى فى التصويت.
فيما تطرق حديث الجمل عن وجود أكثر من 10 ملايين مصرى فى الخارج لا يمكنهم الصويت خلال الانتخابات التى تجرى فى مصر، بعكس ما يحدث فى دولى أخرى كثيرة، مثل السودان والولايات المتحدة.
فيما أكد جورج إسحاق عن وجود قوتين غير مؤثرتين فى الحياة السياسية هم حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين، بخلاف تيار البرادعى القادم، مطالبا حزب الوفد بالضغط على النظام من أجل استخراج ضمانات لإجراء الانتخابات.
فيما أوضح محمود الشاذلى، رئيس تحالف المصريين فى الولايات المتحدة أنه ما لم تسقط الجنسية عن أى مصرى فى الخارج فهو جزء لا يتجزأ من مصر، مؤكدا أن تصويت المصريين فى الخارج أسهل من التصويت فى الداخل، وذلك من خلال قيام كل قنصلية مصرية فى الخارج من تجديد سجلات مواطنيها سنويا، وهو ما يسهل إجراء الانتخابات والتصويت.
ونفى الشاذلى ما يتردد عن تبتنيهم أجندات من الخارج، مدللا بأن المصريين فى الخارج من أقل الشعوب اهتماما بسياساتهم الدخلية، بالإضافة إلى وصول نسبة المصريين فى الخارج إلى 300 مليون مصرى لكنهم غير متجانسين.
فيما عبر حسن عصفور، أحد المهاجرين إلى ألمانيا منذ أكثر من 40 عاما، عن خوف الألمان من إعلان رغبتهم فى حق التصويت فى تلك الانتخابات حتى لا تكون نتيجتها بعكس توصيتهم.
فى الصالون الثانى له عن ضمانات نزاهة الانتخابات..
يحيى الجمل: الرقابة الدولية للانتخابات لا تمس السيادة
الأربعاء، 28 يوليو 2010 12:56 م
الدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستورى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة