أمانى الخياط

كيف تحوّل إيهاب صلاح المهذب المتعاون الخلوق إلى قاتل!

الأربعاء، 28 يوليو 2010 02:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن أبلغ مذيع قطاع الأخبار عن قتله زوجته، والحال ينبئ بشروخ أو بالأحرى عورات المجتمع الذى بتنا عليه، فالجريمة بمرتكبها والمبلغ عنها، وضعتنا فى مواجهة مع منطق الجريمة، كما نقلها الإعلام وصورتها الأدبيات الصحفية، وحتى محاضر الجهات الأمنية بجميع مستوياتها، الجريمة بصفة عامة، وليس عملية قتل الزوجة التى اعترف بها هو شخصيا، وكونى لست قانونية، فلن أذهب إلى هذا الشق من الموضوع، ولكن كونه زميل عمل جمعنا معا ديسك النشرة، فلى بعض الحق فى الحديث عن زميل مهذب.. متعاون... لم يتطاول يوما على زميل فى العمل.. بل أكثر من ذلك، كان مثالا للتعاون والرحمة بالسلوك والمال على من هم أقل منه مكانة وظيفية... إذن، ما الذى حدث، هل الشرخ فى الروح ابن لحظة تطاول من زوجة، ليست من مكانته الثقافية أو الاجتماعية، جعلت ردة فعله على النحو الذى تكشّف، أم أن الأمر يعود إلى ما هو أبعد!! أستطيع أن أجزم أنه يعود إلى ما هو أبعد بكثير، يعود لعلاقته بالأم النموذج الأول للمرأة، ويعود للحب الأول فى المراهقة، ومن ثم تعقيدات الزواج الأول، إلى إحباط التحقق فى العمل، والأهم الشعور بالظلم وعدم التقدير إلى تكريس كل هذه الرواسب فى زواج غيرمتكافئ، اختار هو أن يكون طريقته فى الانتقام من كل لحظات فشله إلى لحظة المواجهة أو العجز من أنه ليس منتقما بقدر ما يقع عليه هو الانتقام، فسلسلة الفشل استمرت حتى عندما تخيل أنه ينتقم لنفسه من الدنيا، الانتقام الذى تجسد فى هذه الزوجة بكل ما تعكسه من تعامل وأداء غير متوازن، لا ألومها عليه بقدر ما ألومه هو على لحظة ضعف، قرر فيها الارتباط كمهرب، ليواجه فيها كل ما حاول الهروب منه، فكان الانفصال عن الواقع، واختيار إنهاء كل المظاهر التى رفضها طوال حياته ممثلة فى الزوجة... قرار غير واعٍ فى لحظة هرب فيها العقل الذى تعب من المراوغة طوال السنين، دفعت ثمنها الزوجة عندما قبلت بالترقى الطبقى مقابل الارتباط بمن توهمت أنه طريقها لدخول طبقة وواقع غير الذى تعيش، فجاءت الصفقة غير متوازنة، تحمل بذور خلافها أكثر من اتفاقها
هكذا فهمت الموضوع من واقع معرفتى به بصورة بسيطة دون تفاصيل ، ولكنى أيضا أملك من الوعى ما يجعلنى أرى اللحظة التى عاد له وعيه المفارق بعد القتل، ليبقى هادئا، ويتصل بنفسه مبلغا، وينتظر عناصر الأمن، ويتحدث بلغة قارئ النشرة الواعى بأهمية القانون وضرورة الإعلاء من العدل، وكأنه يذكرنا بدون كيشوت أو هاملت، أى بسلوك الفرسان عندما يخطئون، وعندها قررت أن أفهم هل نستطيع أن نطلق عليه لقب مجرم وعلى السلوك الذى ارتكبه إجرام؟ أم اننا فى لحظة أخرى تماما تجعلنا نلمس خطورة ما آلت له الأوضاع! ما بين قاتل موظفى المقاولين العرب، وقاتلى زوج الأخت المسلم (قليوب)، وقاتل أبيه بالمسجد، الفعل واحد ،والرفض بالحدة والتطرف واحد، وإن تنوعت الأسباب... إذن نحن أمام لحظة فارقة فى حياة الإنسان المصرى تهون معها الكثير، كنا نعرف هذا النوع من الجرائم عند مايعرف بقضايا الشرف، اليوم أصبح الشرف هو الحياة الإنسانية الكريمة التى تضمن العمل الجيد والمقدر فيه الإنسان أولا لنتذكر لحظة إشعال غضب سائق المقاولون عندما عيره ركاب الأتوبيس، ومن ثم الحصول على قدر من المال يسمح بالحياة البسيطة، وعدم خلط الأدوار بين الرجل والمرأة ثانيا وأخيرا وجود أفق واسع، يسمح لكل إنسان أعزب ومتزوج بأن يرى مخارج لإشكالاته، لا أن يجد نفسه قزما فى مواجهة السد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة