زاد الفساد إلى أن استشرى فى جسد الوطن وأصبح هو القاعدة فى هذا العصر، وتم إلغاء الاعتقالات والتعذيب، بالطبع على الورق، لأنه فى الحقيقة التعذيب موجود فى سجون مصر وحتى فى أقسام الشرطة، ورغم كل العناوين الرنانة الموجودة على صفحات الجرائد مثل عنوان مقالى هذا إلا أن الحرية فى مصر تمارس فى أضيق الحدود وكل هذه العناوين مطلوبة ومرغوب فيها لدعم كلمة الحرية بعيداً عن مضمون الحرية الحقيقى.
ولذلك أشعر أن "الأغلبية ترغب فى التغيير"، "ومن يقول لا للتغيير أو لا للفساد" فهو من المؤكد لديه أسبابه إما خوفاً من الاعتقال أو من لفافة البانجو المعروفة، ومن يطالب بالتغيير فهو أيضا لديه أسبابه البعيدة كل البعد عن شخص السيد الرئيس مبارك لأن من ينكر أن مبارك أفضل من حكم مصر فهو جاحد، ولكن التغيير مطلوب من أجل جيل كامل جيل الثمانينات الذى لم يعاصر فى كل عمره غير رئيس واحد وفكر وسياسة واحدة وهذا لا يجوز فى بلد متحضر ويدعى الديمقراطية، ولم يحدث فى بلد متحضر على الإطلاق إلا فى مصر، ولأن مبارك بما لا يدع مجالا للشك أساء اختيار ممثلى الحكومة ورعاة شئون المواطنين.
وأظن وأن بعض الظن ليس إثم أن مبارك لو كان معه حكومة غير الحكومة لتمنى الشعب وجود مبارك على رأس الحكم مائة عام قادمة، وسؤالى فى ظل هذه الحكومة هل هناك من يقول لا للتغيير؟
محمد البرادعى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة