سُهى زكى تكتب: غنّى يا فيروز رغم أنف المانعين

الثلاثاء، 27 يوليو 2010 09:46 ص
سُهى زكى تكتب: غنّى يا فيروز رغم أنف المانعين ويظل صوت فيروز أنينا للناى يبقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريب حقا هذا المنع العجيب لانطلاق صوت حر، غريب جدا أن نسمع فى هذا الزمن بالتحديد وفى هذا التوقيت الذى وصلت فيه الست "فيروز" لمكانة الملكة حقا أن يقرر مجموعة من الناس منعها وكأنها إحدى المطربات المبتدئات، وهؤلاء الذين يحاولون منعها من تراثٍ جمعها وحققته هى والأخوان رحبانى فى سنين طويلة، تعب وجهد وكفاح حقيقى من أجل احترام أذن الناس وقلوبهم وعقولهم، كيف بهذه البساطة يعتقد القائمون على الإبداع فى بيروت أنهم يستطيعون سدّ آذان الناس عن صوت محبوبتهم ومعشوقتهم فيروز.

أنا على ثقة أنهم لا يرضون بهذا الوضع مع السيدة الكبيرة فنا واسما، سلوكا يهين كل جماهير فيروز على مستوى العالم كله.

هذا المنع جاء متأخرا بعد فوات أوان انسياب صوتها إلى قلوب الملايين من البشر الذين يستمتعون بأغانيها ويحفظونها ويؤرشفونها عندهم، ومن يعتقد أنه بهذه الطريقة ينال منها هو بالتأكيد مخطئ تماما فى اعتقاده، فما حدث حدث من زمان، فليمنعوها أو حتى يقتلوها، لن يمنعوا مشاعرنا من الدغدغة وهى تغنى "سلم لى عليه قوله إنى بسلم عليه" أو وهى تأخذنا معها فوق سطح الجيران لتطير طيارتها" طيرى يا طيارة طيرى ياورْق وخيطان.. بدّى أرجع بنت صِغيرة عا سطح الجيران".

آآآآآآآآه يا فيروز أنت تصنعين بالقلب وجعا محببا فى قلبى منذ وعت روحى كلماتك.

فيروز اسم لا يمكن أن يخطئ مكانه فى قلب كل من يحب الحياة والخلود معا!

"احكينى نحنا مين وليش بنتلفت خايفين ومن مين خايفين".

دعوة لحرية الحب بصوت ينافس صدى الهوى الحنون فى السماء، صوت الصدق الذى حافظ على طهارته وسط قبح الأجهزة الحديثة وإقحام كل من له ومن ليس له على آذاننا.

صوت علّمنا أن نرفض كل صوت مزيف، هناك جملة شهيرة يقولها الكبار عندما يريدون أن يسمعوك أغنية من أغانى فيروز أو أغنية من أغانى الكبار: "نظف ودنك" فتكون هى علامة تنظيف الروح أيضا، الغناء رمزه بالنسبة لى هو فيروز، الحب الذى يناديك فى صوتها.

منصور وعاصى وفيروز ثلاثى ساهم فى تكوين الذائقة الغنائية لدى أجيال كثيرة، فيروز هى الأداة الحقيقية التى أخرجت روائع الأخوين رحبانى، ثلاثى لن يتكرر فى تاريخ الإنسانية، وربما لن يتكرر فى تاريخ الفن.

ربما يعيب علىّ البعض أننى أجزم والأحكام المطلقة لا تجوز، لكن فى حالة هذا الثلاثى الرائع تجوز وتجوز، فأىّ إنسان يريد أن يكون لديه جماعة تؤكد موهبته وتدعم نجاحه مثلما كانت جماعة فيروز، وأى ملحن ومؤلف كل غايته أن يجد صوتا رائعا كصوت فيروز السماوى، هل يمكن وإن كان من يحاولون منع فيروز من الغناء يعتقدون أنها صنيعة الأخوين رحبانى فقط فهذا خطأ أعتقده كبيرا جدا، لأنّ الثلاثة صنيعة التعاون والحب معا، فلا يمكن بأى حال أن يمتعك فن بهذه الروعة دون أن يكون أساسه الحب والتعاون الحقيقى والخوف على الصالح العام كما جمع عاصى ومنصور وفيروز، ما هذا الوقت المتأخر لنزع ثلاث وردات لها جذر واحد ملتصقات فى أرضية واحدة، ما الهدف؟!

ربما يتعجب كثيرون من أننا ننادى ونشجب ونندد من يحاول منع فيروز من الغناء ويقول: إنّه من الأولى أن ننادى بمنع الحرب هنا وهناك، ويقوم بتسييس الأمر لنبدوا تافهين وغير مبالين بمشاكل الشعب، ألم تكن فيروز هى من غنّى لفلسطين ولبنان ومصر، ألم تكن هى من غنّت: "الغضبُ الساطعُ آت وأنا كُلّى إيمان، الغضب الساطع آت سأمر على الأحزان" ألم تكن فيروز هى من علمت الأطفال معنى النضال فى أغنيتها الشهيرة "شادى" الذى مر عليه عشرون ثلج ولم يعد.

آآآآآآآآه يا فيروز كم توجعين كل من يحبك بصوتك الذى يشبه أنين الناى الذى غنيت له بالخلود فأكد فى النهاية على خلود فيروز الذى لن يزعزعه أى قرارات بلهاء لا تعى ما تفعل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة