وكأن مصر انقسمت إلى دولتين، دولة تسمى (الحكومة) ودولة تسمى (الشعب) ويحاول كلا الدولتين التعايش السلمى ولكن دون جدوى، تحولت العلاقة بين الدولتين من علاقة العاشقين إلى علاقة الضرتين!
تحتاج الدولتان إلى بعض من اتفاقيات السلام وبعض من المعاهدات، ولكن قبل كل ذلك هم يعانون من أزمة ثقة هى الأولى بالحل..
الدولة الأولى ( الحكومة ) تتعامل مع دولة إسرائيل وتستقبل قادتها، والدولة الثانية ( الشعب) تكره إسرائيل وكل ما يتعلق بإسرائيل وتلعن اليوم الذى وجدت فيه على وجه الأرض وتتمنى أن يموت كل مواطنيها وهو يبتلعون لفافات من البانجو، وتظل دولة الحكومة فى علاقة تطبيع مع دولة إسرائيل أفضل من علاقة التطبيع مع دولة الشعب.
تحاول دولة الشعب الهجرة إلى دولة الحكومة ولكن تجد كل الأبواب موصدة ومغلقة تماما فى كل محاولات الاندماج، وتظل الحدود بين دولة الشعب ودولة الحكومة هى حدود أقوى من سور برلين وأقوى من خط برليف.
حتى أن هجرة دولة الشعب إلى دولة إسرائيل أصبح أيسر وأسهل من الهجرة إلى دول الحكومة، وأصبح عدد كبير من مواطنى دولة الشعب يعيشون ويتعايشون فى دولة إسرائيل.
الظروف ليست مبرراً أبدا لتلك الهجرة غير المشروعة وربما غير الشرعية، ولكن قبل أن نتهم دولة الحكومة بأنها ( الشيطان ) وأن دولة الشعب ( الملائكة )، على دولة الشعب أولا محاولة فك طلاسم تلك الحدود الموصدة مع دولة الحكومة لأن سور برلين وخط برليف لم يستعصوا على الهدم، بقوة العزيمة والإيمان .
دولة الحكومة تصدر صحف بينما دولة الشعب تقرأ صحف أخرى، دولة الحكومة تنفى ودولة الشعب تؤكد، دولة الحكومة تستنكر وتندد ودولة الشعب تتظاهر .
قد يكون إلقاء اللوم الكامل على الحكومة وأنها سبب كل شر هو شئ من الإنصاف، فالحكومة ليست شيطاناً ونحن لسنا ملائكة، مازالت على يقين بمعنى الآية الكريمة بأن من أعمالنا سُلط علينا.
علينا قبل إلقاء كل اللوم على الحكومة أن نحاول أن نكون أفضل حالا قى تعاملاتنا اليومية، بدءا من عدم إلقاء القمامة فى الشارع حتى معاملة الآخر معاملة حسنة، هذا لا ينفى جزءا كبيرا من مسئولية الحكومة عن القيام بواجباتها ولكنه لا يعفينا أيضا من المسئولية.
لذلك قبل أن نلقى باللوم على الحكومة يجب علينا أولاً أن نتبع المسار الصحيح فى ديننا ودنيتنا، حتى يكون دعاؤنا على الحكومة دعوة مستجابة، وحتى يكون دعاؤنا لأهل غزة دعوة مستجابة، قبل الدعوة هى دعوة للعودة إلى الذات وتنقية كل ما بها من شوائب.
أحمد عبدالعليم يكتب: دولة الحكومة.. ودولة الشعب!
الثلاثاء، 27 يوليو 2010 08:57 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة