استقبل الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى اليوم الاثنين الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الذى نقل له تحيات الرئيس حسنى مبارك وعزاءه وعزاء مصر حكومة وشعبا فى ضحايا الحادث الإرهابى المأساوى الذى وقع فى كمبالا منذ أسبوعين.
وقال نظيف- فى تصريحات أدلى بها قبيل مغادرته كمبالا اليوم الاثنين- إن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين مصر وأوغندا والتعاون الذى يتم فى إطار مبادرة حوض النيل، مضيفا أن الرئيس الأوغندى أكد له أنه ليس هناك أية نية فى هذا المجال أن تحدث أية خلافات وأن جميع الخلافات يمكن حلها.
وأوضح أن موسيفينى اقترح عقد لقاء على مستوى القمة لرؤساء مبادرة حوض النيل فى المرحلة القادمة، وقال: أكدت للرئيس الأوغندى موافقتنا وترحيبنا بهذا المقترح، لأنه لا يوجد خلاف على المستوى الاستراتيجى، والأمر يقتصر على بعض النقاط الفنية التى تحتاج إلى حل.
وأضاف نظيف أن هناك اتفاقا بأن مبادرة حوض النيل أساسها هو التنمية بكل معانيها وتحتاج تنمية مصادر الطاقة التى لدينا، كما نحتاج إلى ترشيد استخدام المياه بيننا جميعا والتحول إلى دول صناعية لصالح جميع شعوب المنطقة.
ووصف رئيس الوزراء لقاءه مع موسيفينى بأنه كان "جيدا"، مشيرا إلى أن مصر وأوغندا سيتعاونان لتطوير مصادر الطاقة وأن وزير الكهرباء حسن يونس سيزور كمبالا قريبا وذلك لبحث التعاون بين البلدين فى هذا المجال، خاصة وأن الرئيس الأوغندى مهتم بهذا الأمر.
وقال نظيف إنه نقل إلى الرؤساء والقادة والزعماء الأفارقة الذين التقى بهم على هامش القمة الأفريقية الخامسة عشرة للاتحاد الأفريقى بكمبالا تحيات الرئيس مبارك واعتزازه بهذه القمة.
ونوه نظيف بأنه ناقش خلال اللقاءات الثنائية التى عقدها على هامش قمة أوغندا الموضوعات المختلفة التى تواجه القارة الأفريقية، مؤكداً أن عدداً من هؤلاء الرؤساء أعربوا عن تطلعهم لزيارة مصر، قائلا "ونحن أبلغناهم ترحيبنا بذلك وندعوهم للحضور إلى القاهرة ونشجعهم على هذا".
وأوضح رئيس الوزراء أنه تطرق مع الرؤساء الذين التقاهم إلى العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم، خاصة وأنهم ينظرون دائما إلى مصر على أنها دولة داعمة لهم، وقال "نحن دائما نظهر للدول الأفريقية أهمية الدور المصرى فى أفريقيا وأهمية القارة بالنسبة لنا".
ورداً على سؤال حول استعداد مصر للتعاون مع الدول الأفريقية فى مجال الطاقة الكهربائية، خاصة بعد شكاوى هذه الدول من هذه المشكلة، وهو ما برز خلال خطاب الرئيس الأوغندى أمام القمة، قال نظيف "إننا مهتمون بهذا الموضوع للغاية"، مضيفا أن المفوض الأفريقى فى مجال الطاقة والبنى التحتية مصرية الجنسية حيث ناقشنا معها هذا الموضوع.
ونوه بأن عددا من الدول الأفريقية تطلب دعما من مصر فى مجال الطاقة، حيث إن مصر لها دور كبير فى مجال دعم هذه الدول فى هذا المجال، مؤكدا أن مجال النقل من المجالات التى تحتاج مصر أن تتحرك فيها أيضا فى القارة الأفريقية.
وقال الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء إنه بالنسبة لأوغندا تحديدا، فإن الرئيس يورى موسيفينى تحدث عن نقص كبير تعانى منه بلاده فى مجال الكهرباء، وأنه من المنتظر أن تنجح أوغندا فى توليد 1000 ميجاوات هذا العام، وبالمقارنة فى مصر، فإننا نولد 28 ألف ميجاوات، وبالتالى فإن هذه الدول تتطلع إلى توليد الكهرباء بشكل جيد.
وأضاف رئيس الوزراء أن مشكلة نقص الكهرباء فى الدول الأفريقية مشكلة ضخمة، ونحن سمعنا الرئيس الأوغندى وهو يشرح أن السد الذى تبنيه بلاده لتوليد الكهرباء استغرق 15 عاما.
وتابع "لابد أن نتعاون مع هذه الدول فى هذا المجال، ونحن نعتبر أن بناء السدود لتوليد الكهرباء شىء جيد جدا حتى فى مبادرة حوض النيل نشجع هذا، حيث لا تحجب هذه السدود المياه ولكنها تحتجزها لفترة وتعاود إطلاقها".
وقال "إن مثل هذه السدود وعلى عكس ما يتردد فإنها تأمين لنا، حيث يعتقد البعض خطأ أن السدود التى تقوم دول حوض النيل ببنائها لتوليد الكهرباء ستحتجز المياه عن مصر، فحقيقة الأمر أن السدود التى تستخدم لتوليد الكهرباء مختلفة عن سدود تخزين المياه".
وكشف رئيس الوزراء عن عدد من المشروعات التى تنظر فيها مصر فى هذا المجال تحديدا، خاصة مشروع الربط الكهربائى الأفريقى، "وهو مشروع فى غاية الأهمية ومصر جزء من هذا الربط من خلال الربط بداية مع السودان وإثيوبيا ثم يتم بعدها ربط جميع دول القارة حتى جنوب أفريقيا".
وقال نظيف إن الدول الأفريقية لديها قدرات ضخمة جدا لتوليد الكهرباء من المساقط المائية، خاصة فى دولة مثل الكونغو التى بإمكانها بمفردها إنارة أفريقيا كلها، لكن هذه المشروعات الضخمة تحتاج إلى تمويل كبير، إلا أنه ومع النمو الاقتصادى للدول الأفريقية يزيد الطلب على الطاقة الكهربائية، معربا عن تفاؤله لمستقبل الطاقة فى أفريقيا.
وأكد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أن مصر مستمرة فى تقديم مساعداتها للدول الأفريقية، خاصة المساعدات الفنية، منوها بأن التعاون فى مجالى التجارة والاستثمار هو الذى سيخلق التعاون المشترك ويوحد الأهداف.
ونوه نظيف بأن الاستثمارات المصرية فى أفريقيا تزداد، حيث توجد شركات مصرية عملاقة تعمل فى الكثير من المجالات بالدول الأفريقية، خاصة فى مجالات الطاقة والنقل والمقاولات والزراعة، مؤكدا أن الحكومة المصرية تشجع هذا الاتجاه من قبل الشركات المصرية، خاصة وأن الدول الأفريقية تتطلع إلى الاستثمارات المصرية وترحب بها بشكل كبير.
وحول الدوافع التى أدت إلى قيام مصر بتقديم قرار حول حقوق الإنسان للقمة، قال رئيس الوزراء إن موضوعات حقوق الإنسان مدرجة دائما على الأجندة ومصر بصفة دائمة تضع تجربتها فى هذا المجال وتوصياتها فيه.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت القمة ناقشت موضوع حوض النيل، أجاب نظيف بالقول "إنه لم يتم تداول هذا الموضوع خلال جلسات القمة"، وعن الإسهامات المصرية فى الموضوع الرئيسى للقمة وهو "صحة الأم والطفل" أكد رئيس الوزراء أن مصر لديها برنامج للتعاون الفنى تابع لوزارة الخارجية يرسل بعثات طبية وصحية للدول الأفريقية الشقيقة لفترات محددة لعلاج بعض الأمراض، منوها بوجود 125 طبيبا مصريا منتشرين فى دول أفريقية مختلفة.
ونوه بأن مصر لها السبق فى اكتشاف علاج جديد للملاريا يتم تطبيقه حاليا فى دولة أفريقية، وسيتم بعد ذلك تعميمه فى دول أخرى خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن مشكلة الملاريا تعانى منها كثير من الدول الأفريقية.
وقال إن مصر حققت تقدما كبيرا جدا فى موضوع صحة الأم والطفل، وإنه منذ عام 1992 وحتى هذه اللحظات قل عدد الوفيات فى السيدات الحوامل بمقدار الثلثين، ونفس الأمر بالنسبة للمواليد، حيث قلت وفيات حديثى الولادة والرضع بشكل كبير جدا.
وأوضح أن هذا الأمر يعود إلى السياسة الصحية والتطعيمات التى تقوم بها وزارة الصحة، مشيرا إلى أن كلمة الرئيس مبارك التى وجهها إلى قمة أوغندا جددت التزام مصر بمساعدة الدول الأفريقية بتجربتها فى هذا المجال.
نظيف: مصر تؤيد اقتراح موسيفينى بعقد قمة لرؤساء حوض النيل
الإثنين، 26 يوليو 2010 06:36 م
الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة