نؤمن نحن المسيحيون أن الزواج هو عمل إلهى بامتياز فنقرأ فى الصفحة الأولى من الكتاب المقدس "فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الأرض" (تك 1 / 28 – 29) وفى (تكوين 2/22 ) نرى الله يخلق حواء لآدم ثم يقدمها له بنفسه وفى العهد القديم إشارات واضحة على قدسية الزواج والتى كانت تتم وفقاً لطقوس مقدسة أيضاً إلى أن رفع يسوع المسيح الزواج لمستوى السر بحضوره عرس قانا الجليل وقيامه بأول معجزة له فى هذا العرس، وعندما حاول بعض الفريسيين أن يحرجوه فسألوه "أيحل للرجل أن يطلق امرأته لأى سبب كان؟ فأجابهم أما قرأتم أن الخالق منذ البدء جعلهما ذكراً وأنثى.. فيصير الاثنان جسداً واحداً" (ويؤكد من جديد) فلا يكونان اثنين بل جسد واحد وما جمعه الله لا يفرقه إنسان (متى19 / 3)، نرى هنا تأكيد من فم يسوع على قدسية الزواج وأن الزواج عمل إلهى وليس عملاً بشرياً وأكدت ذلك المجامع الكنسية الأولى وأيضاً آباء الكنيسة مثل القديس يوحنا ذهبى الفم وغيره من الآباء.
فى خضم الأزمة الأخيرة كثيراً (ومنهم من هم الأصدقاء) من قدموا أو صرحوا أو أصروا أن الزواج المدنى هو الحل على غرار النمط الغربى حتى يستطيع من يريد أن يطلق فليطلق كما يريد وفى الوقت الذى يريد ومن يريد أن يتزوج ثانية أو ثالثة فسيكون ذلك فى إمكانه. فى الغرب الزواج المدنى مؤسس على القوانين فهو عقد كأى عقد اتفاق يتم بين اثنين بينما الزواج المسيحى هو قبل كل شىء عهد أمام الله والناس أساسه المحبة قبل القوانين والشريعة (يوحنا 1/17). وماذا نرى فى الغرب نرى مجتمعا خاويا من الله، فالزواج المدنى ميسور والطلاق المدنى ميسور والأطفال مشكوك فى أنسابهم أو ضائعون بين آبائهم وزوجات الآباء وأمهاتهم وأزواج الأمهات، أهذا ما نريده لمجتمعنا الشرقى المعروف بتقواه وللدين فيه دور "مهم جداً"؟ نحن لا نريد مجتمعا خاويا من الله ولكننا نريد مجتمعا مؤمنا يكون الله حاضراً فيه ويكون مصدر كل بركة لعائلاتنا حتى لو كان كثير من المواقف العائلية صعبة فنحن مدعوون "لحمل الصليب كل يوم واتباع يسوع المسيح والمرور من الباب الضيق" وممارسة التوبة والمسامحة والغفران وهذا ما نعلمه للمقبلين على الزواج حتى يبنوا بيوتهم على الصخر الذى هو يسوع المسيح وليس على الرمل الذى هو الفكر البشرى الفانى.
* المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثولوكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة