أجرى الشاعر الكبير عباس بيضون صباح أول أمس عملية جراحية بأحد ساقيه المكسورتين (ترميم عظام) بعد تعرضه لحادث مرورى مروع أثناء سيره فى أحد شوارع منطقة الرينغ ببيروت منذ أيام، أدى إلى إصابته بكسر شديد فى الساقين ومنطقة الحوض والرقبة وأصيب بنزيف شديد بالمعدة، ومن المقرر أن يجرى بيضون عملية جراحية مماثلة فى ساقه الثانية.
وكان عباس بيضون قد أجرى عدة عمليات جراحية منذ أن تم نقله إلى المستشفى، حيث قام الطبيب باستئصال الطحال وجزء من الكبد.
وتعرف عباس بيضون خلال إحدى إفاقته على ابنته، إلا أنه يرقد الآن فى غيبوبة متقطعة نتيجة للعقاقير والمسكنات التى يتناولها نتيجة الجراحات التى أجراها.
كما تبرع عدد كبير من أصدقاءه بدمائهم له فور سماعهم بالحادث وعلمهم بحاجته لكميات كبيرة من الدم من فصيلة (o+).
ويتوافد العديد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين لزيارته فى المستشفى للاطمئنان على صحة بيضون رغم منع الأطباء للزيارة.
عباس بيضون شاعر ولد عام 1945 فى قرية شحور، بجنوب لبنان، وتتلمذ على يد والده الكاتب محمد زكى بيضون فى مدرسة القرية التى يديرها، ثم انتقل إلى المدرسة الجعفرية فى صور لاستكمال المرحلة التكميلية حيث لاقى صعوبة فى تعلم اللغة الفرنسية، قبل أن ينتقل إلى مدرسة سيدة مشموشة الداخلية بدون أن يتعلم الفرنسية، وبعد سنة واحدة غادر هذه المدرسة إلى مصر ونال التوجيهية وسافر إلى باريس وحصل على دبلوم فى الأدب العربى.
كما مارس عباس بيضون العمل الحزبى مبكرًا وانتسب فى السن الثالثة عشرة إلى حزب البعث العربى الاشتراكى (1958)، وبعد عام ترك البعث وتقرّب من الحزب الشيوعى اللبنانى بدافع من زملائه فى مدرسة سيدة مشموشة.
وانخرط فى حركة القوميين العرب ثم فى منظمة الاشتراكيين اللبنانيين أواخر الستينات، والتى تحولت إلى منظمة العمل الشيوعى، وكان أحد مؤسسى هذه المنظمة بداية السبعينيات.
واعتقل من قبل الدولة اللبنانية (1968-1969) ثم من قبل إسرائيل فى الثمانينيات، وكتب عن تجربة اعتقاله شعرياً.
وفى بداية الحرب الأهلية عام 1975، انتمى إلى الحزب الشيوعى اللبنانى لكنه غادره بعد سنتين، وهكذا تبين له أن عمله السياسى والحزبى لم يكن أكثر من سعى إلى حيازة عائلة كبيرة وبحث عن انتماء مفتقد، كما عمل مدرسًا فى عدد من المدارس قبل أن يتفرّغ للعمل الصحفى.
ومارس الكتابة الصحفية فى جريدة "الحرية" ثم "السفير" ثم "الشاهد" القبرصية، و"الشروق" و"الخليج" و"الاتحاد" الإماراتية، "الحياة" اللندنية، "ملحق النهار الأدبى"، ليستقر مدير تحرير مسئولاً عن القسم الثقافى فى جريدة "السفير" منذ عام 1997 إلى اليوم.
كما صدر له عام 1983 مجموعته الشعرية الأولى "الوقت بجرعات كبيرة" عن دار الفارابى و"نقد الألم" عام 1987 و"خلاء هذا القدح" عام 1990 و"حجرات" 1992 و"أشقاء ندمنا" 1993 و"لفظ فى البرد" عام 2000، كما صدرت له مختارات شعرية بالفرنسية بعنوان "أبواب بيروت" عن دار "أكت سود" فى باريس العام الماضى.
موضوعات متعلقة
تعرض الشاعر عباس بيضون لحادث ببيروت
عباس بيضون يتعدى مرحلة الخطر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة