محمد حمدى

إعادة "فرمتة" الدماغ!

الإثنين، 26 يوليو 2010 12:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا التوقيت من كل عام آخذ أسرتى وأهرب من حر القاهرة، ومشاكلها وهمومها إلى الساحل الشمالى لمدة أسبوع، أعيد خلاله شحن بطاريات الجسم والعقل، وغسيل هموم العام كاملة والعودة مرة أخرى، بروح جديدة وعقل منفتح، أو حسب المصطلحات الكمبيوترية أقوم "بفرمتة دماغى" وحذف كل الملفات الزائدة والعالقة، من أجل العودة "بهارد ديسك" جديدا.

اعتبارا من الغد أبدأ هذه الرحلة السنوية، مع اختلاف بسيط، فالمكان لن يكون الساحل الشمالى هذه المرة، وإنما "دهب" فى جنوب سيناء، وهى أحد المدن القليلة جدا فى مصر التى لم أذهب إليها من قبل، وربما أغرانى بالذهاب إليها فى عز الحر سببان، الأول: ما كتبه عنها الصديق عمر طاهر فى مقدمة ترجمة رواية على نهر بيدرا لباولو كويلو، والثانى: أن أسعار جنوب سيناء فى الصيف تكاد تكون نصف أسعار الإسكندرية والساحل الشمالى، أى "شوية حر" زيادة مقابل نصف التكاليف!

حين بدأت العمل الصحفى عام 1988 لم آخذ موضوع الإجازات بمنتهى الجدية، وكانت تمر سنوات دون الحصول على إجازة، بسب الانهماك فى العمل، ومحاولة إثبات الذات فى مرحلة الشباب، أو حتى لعدم وجود فائض مادى يسمح بمثل هذه الإجازة لمدة أسبوع والتى كنت أعتبرها فترة طويلة جدا للتوقف عن العمل.

وبعد سنوات من الامتناع عن الحق فى الإجازة، بدأت رعشة تدب فى أصابعى، وقال لى طبيب نفسى صديق، إن تخزين التوتر فى الجسم، وعدم ترك الفرصة له للخروج، لن يؤدى فقط إلى هذه الرعشة وإنما سيمتد ليترك تأثيرات أصعب وأكبر تظهر فى أمراض عضوية، وهو ما بدأ فى الظهور مع الضغط والسكر.

وإذا كان الهروب لمدة أسبوع كل عام من هموم ومشاكل العمل ضرورة لاستمرار الحياة، فإن الإجازات هى الوقود المعنوى الذى يشحن به الجسد والعقل، حتى يتمكنا من السير فى الحياة غاية الصعوبة هذه الأيام.

وإذا كانت أى سيارة تحتاج إلى بنزين وتغيير زيوت وفلاتر كل فترة، وضبط عجلات، وعفشة وخلافه، فإن الجسم البشرى، الذى تحول إلى آلة تعمل مثل سائر الآلات الأخرى فى هذا العالم يحتاج إلى مثل هذه الصيانة، لكنها تتم عبر الإجازات.

نصيحة لكل الأصدقاء، لا تفرطوا فى إجازاتكم كما كنت أفعل، حتى ولو استسلمت للنوم، وحتى لو خرجت وسهرت على كورنيش النيل، وحتى لو زرت أهلك وأصدقاءك، فإن مجرد كسر روتين الحياة اليومية، لا يشحن فقط بطاريات الجسم، وإنما يشعل المحركات البشرية، ويجعلها تدور وتعمل بكفاءة أكثر.. فلا تفرطوا فى الإجازات.. وأتواصل معكم بعد أسبوع إن شاء الله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة